| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 1/12/ 2009

 

طرزان في ميناء خور العميّة

ميادة العسكري
mayadaaskari@gmail.com

لا يعجبني في ايران الا سجادها العجمي الذي تعودنا على استخدامه في منازلنا العراقية، كالكاشان والكرمان والتبريز والقم وغيرها من الانواع.. فجميعها تشكل جزء من ذاكرتي العراقية المتعلقة بالمنزل العراقي..

وعندما اندلعت الحرب العراقية الايرانية عام 1980، كانت اسماء المدن الايرانية التي يصل اليها الطيران الحربي العراقي تجعلني انظر الى نقوش الازهار والنباتات في تلك السجادات، واذهب بعيدا في مقارنة السلم بالحرب واسماء السجاد المأخوذ من اسماء المدن التي كانت تدكها الطائرات الحربية العراقية.

**

بدأت حربنا مع ايران في ايلول، وفي الوقت الذي تقوم فيه الاسر العراقية عادة باخراج (زواليها*) من المخازن التي تحفظها طيلة فترة الصيف الذي يمتد ستة اشهر من بداية نيسان .. وكانت حربنا التي استمرت ثماني سنوات حرب امتزجت في الذاكرة برائحة النفثالين الذي تضعه ربات البيوت في داخل السجادة قبل لفها وخزنها ، لمنع العثة عنها ..

**

في تلك الحرب، قيل لنا بان العراق قد انتهكت سيادته في شط العرب، والقصة تعود الى نهايات الستينات عندما قام شاه ايران بالغاء اتفاقية الحدود بين البلدين لعام 1937.

**

وقامت ايران التي كان يطلق على حكومتها حكومة شرطي الخليج، باحتلال جزر الامارات الثلاث ..ونتيجة لتحرشاتها المستمرة على حدود العراق وقعت اتفاقية الجزائر مع الشاه عام 1975. وسرعان ما "طار" الشاة وحط اية الله الخميني في مكانه.. وبدأت حربنا مع ايران على ما سبق الاتفاق عليه عام 1975، وانتهت الحرب بنفس شروط اتفاقية الجزائر، مع ديون مليارات، وشهداء بمئات الالاف، يسدون عين الشمس وكل قطرة من دمائهم اغلى من كل كنوز الدنيا ..

وكما اسلفت وكما عشنا جميعا.. انتهت حربنا مع ايران عام 1988 ونحن وهم نرفع علم خائب كتب عليه (تي تي تي تي مثل ما رحتي جيتي) ..

وبقيت سيادة العراق على شط العرب منقوصة ..

وبدأ مسلسل اقتطاع اجزاء من العراق ..وهذا ما يحصل عادة عندما ينهار الجبل القوي، او ربما الثور الذي تكثر عليه السكاكين عندما يهوي ارضاً ..

**

الرميلة من هنا، واجزاء من كردستان من هناك، حدود مليئة بالثقوب والفجوات ووطن منهوب مسروق مسكين

**

والان جاء دور الايرانيين ليكملوا الحلقة الاولى ..

ولكن قبل ان نخوض في القصة وتداعياتها، لا بد ان ننتبه الى ان العراق لا يمتلك الا 20 كيلومترا من الساحل البحري الفعال على الخليج العربي، وعبر هذه العشرين من الكيلومترات، هناك الموانيء التالية .. ميناء أم القصر ، ميناء ابو فلوس ، ميناء البصرة النفطي ، ميناء الفاو الكبير ، ميناء المعقل ،ميناء خور الزبير

وبعد سقوط النظام البعثي في العراق بعام، تم تسلم وفتح ميناء خور العمية النفطي من الامريكان ، والذي يبعد عن ميناء البصرة بسبعة كيلو مترات ..

ويختص ميناء خور العمية الذي يقع في رأس الخليج العربي، بعمليات رسو وتحميل ناقلات النفط، وكانت القوات المتعددة الجنسية منذ 9 نيسان ابريل عام 2003 هي صاحبة الدور الأكبر بحماية هذا الميناء.

**

فما الجديد في كل هذا؟

الجديد اننا اصبحنا كعادل امام في مسرحية شاهد مشفش حاجة عندما قال للممثلة التي تلعب دور الارنبة (سمسمة): انتي تكلميني كلمتين تقلعيني القميص، حسين يكلمني كلمتين يقلعني البنطلون، مش عارف مين يكلمني كلمتين يقلعني المش عارف اية، اكلم خمسة او ست انفار الاقي نفسي طرزان !!!

فقد تقدمت ايران القوية الى العراق بطلب عدم استخدام خور العمية، لانه يقع في المياه الاقليمية الايرانية

لا اعرف ما سيحدث، ولا كيف ستتصرف حكومتنا ازاء هذه الرسالة الايرانية الغريبة.. ولكني اعرف باننا اضعف من ان نرد عليهم بقوة، لان حكومتنا لا تمتلك عمودا فقريا !!

**

والنكتة في الموضوع ما استلمته على اي ميلي من موقع القوات متعددة الجنسيات في العراق يقولون فيه وبالفم المليان ..بان عدد من الشباب العراقيين يتم تدريبهم في ام قصر ليكونوا حزام امان العراق

حيث أشار أدميرال البحرية الأمريكية سكوت جونز قائد بعثة التدريب الاستشاري للبحرية العراقية في أُم قصر، إلى أن مهمة قواته في العراق هي أكثر من مجرد تدريب القوات البحرية العراقية، حيث تسعى أيضاً لبناء علاقات شراكة مع القوات البحرية العراقية.

وأوضح الأدميرال جونز الذي ترأس مؤخراً مدرسة إعداد ضباط البحرية قائلاً: "إن أبناء الشعب العراقي من المدنيين والعسكريين على حدٍ سواء يعملون يوماً بعد آخر من أجل تحسين ظروف حياتهم المعيشية، وتحضير بلدهم والسير به نحو مستقبلٍ أفضل. ونحن نتواجد هنا اليوم من أجل تقديم الدعم لهم."

نعم.. وعلى الرغم من وجودهم، تقوم ايران بارسال الرسائل، لان وجودهم وعدمه سواء.. اما نحن، فلنا الله، ووطن سيصبح طرزانا في القريب المنظور ..


 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات