|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  1  / 11 / 2015                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 

 

بين الامس واليوم

سامي سلطان

عندما تتعقد الأمور, ويصبح من العسير ايجاد حلول للمشاكل التي تراكمت وتعقدت وكثرت اسبابها, وعظمت نتائجها, حيث القت بظلالها على كل مناحي الحياة واختلطت الاوراق مع بعضها, حتى صار من الصعب ايجاد الصح من الغلط في زحمة الصراع الذي تعددت جبهاته, اذ ليس من السهل معرفة ما يضمر, هذا الطرف للطرف الاخر من نوايا, ضحيتها من يقف على حافة الطريق مجردا من كل مقومات الحماية, التي يتمتع بها المتمترسون خلف احزابهم وكتلهم السياسية, وفي خظم هذا كله تزهق الارواح البريئة ويتضور جوع السواد الاعظم من الناس, الذين اصبحوا على دراية تامة بكل ألاعيب تجار السياسة, لكنهم يتعوذون الرحمن من شرهم, يحدوهم الامل بأن يرتوي هؤلاء الجشعون , ويفيقوا من غيهم, ويتركوا الناس تعيش بسلام ووئام . لان حدة الصراع والتصريحات النارية من هذا الطرف او ذاك تكلف المزيد من الخسائر بالارواح والممتلكات.. وفي كل مرة يتفنن المتصارعون بايجاد ما يسعر الخلافات ويؤججها من خلال الضرب على وتر الطائفية البغيض, الذي يطرب عليه البعض متوهمين..

ان دوافع من يطلقه هو الحرص على مستقبل الطائفة وكأن الطرف الاخر .. ليس له اخ في العقيدة والوطن متناسين حقيقة ان ابناء الشعب العراقي متصاهرين وتربطهم صلة الرحم بوشائج قوية منذ القدم هذا العراق الذي تكون من مجموعات بشرية وعرقية مختلفة وشكل فسيفساء جميلة , عاشت بسلام وتآخي لو لم يوجد من تدرب على مبدأ (فرق تسد) كي يفرض نفسه وصيا على البلاد والعباد. متذرعا بحرصه الشديد على المصلحة العامة للمواطن والوطن.

هؤلاء الذين تعاقبوا على مسك زمام السلطة منذ تأسيس الدولة العراقية الى يومنا هذا, ان العنوان الرئيسي لهؤلاء جميعا هو سرقة كل ما تقع عليه اياديهم على اعتباره غنيمة.

فعندما سلمت الحكومات امرها الى اسيادها في المراحل الاولى, اخذت تعقد معهم الصفقات, كان لهم الشعب بالمرصاد فأفشل مخططاتهم وكانت ردود فعله حازمة, اعتمادا على قواه الذاتية, وهمة ابناءه الغيارى.

عندما تتمعن جيدا بالصورة, من خلال استعراض تاريخ العراق الحديث, تجد ان هناك تماثلا واضحا بين الامس واليوم, فحين تكالبت كل القوى الرجعية في الداخل والخارج كي تجهض ثورة 14 تموز الخالدة. هذا الوليد الذي جاء بعد مخاض عسير, ها هي نفس القوى العفنة تطل برؤوسها من جديد كي تجهض ولادة عراق جديد, بعد انهيار النظام المقبور لتخنق الفرحة في الصدور وتكسر العبرات في الحناجر, وتشبع جشعها في ازهاق المزيد من الارواح البريئة.. لكن ذلك لم يدم طويلا, فلا ضاع حق وراءه مطالب.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter