| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

الخميس 20/9/ 2007

 

أرشيف المقالات

 


الادعاء والتضليل في زمن العهر السياسي
 

محمد الخفاجي
m_alkhafaji777m@yahoo.com

ما اغرب التناقضات التي تعتري بلدي ... وما أحلى الشعارات التي تزين العناوين الرئيسة في الصحف والمجلات الناطقة باسم بعض التيارات وواجهات مقراتهم ... تلك المقرات التي لاحق لهم المكوث فيها ولو للحظة واحدة ، لآن عائديتها للدولة ولا يحق لأي طرف ومهما كان موقعه إن يغتصب أو يستولي عليها دون وجه حق ... ومن خلال تلك التجاوزات ، هناك من يدعي محاربة الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة ... ويطالب بدولة القانون والمؤسسات ... الكل يتغنى ببناء وترسيخ أسس ( الديمقراطية والحرية والتعددية والفيدرالية وفصل السلطات ) ونراهم غارقين إلى شحمة الإذن في مبدأ ( المحاصصة والاستحقاق الوطني ومجالس الحل والعقد وثلاثة + واحد ) كمفاهيم طارئة تنعكس سلبا على ابسط المبادئ الديمقراطية وأبجدياتها في دول العالم والتي تسيء للعملية السياسية واستحقاقاتها الانتخابية ، بغض النظر عن موقفنا من سلامة تلك الانتخابات ، وكان العراق يؤسس لقوانين ونظم جديدة لايعرفها الآخرين في الدول المتحضرة التي مارست الديمقراطيات دهرا من الزمن ، ونحن ندرك حجم الضغوط والاملاءات التي تفرض من الجهات ذات النفوذ الأقوى على الحكومة التي لا تستطيع مقاومتها بحكم الواقع وتجعلها أسيرة لتلك الأطروحات التي قد لا تؤمن بها أصلا ، لكن إرادة القوي هي العليا وما على الضعيف إلا الانصياع أو التمرد ، وقد يكون التمرد ليس بصالحه... ما هذه التناقضات ؟ ... وأين يكمن الخلل ؟ ، الكل تريد محو آثار التركة الثقيلة التي استمرت خمسة وثلاثون عاما من ذاكرة العراقيين ليحل محلها احترام الرأي والرأي الآخر ... ، الكل يدعي الشفافية التي تحولت إلى عتمة وضبابية وغشاوة تحجب الرؤية بالتفاعل مع مختلف مجالات الحياة حتى وصل الحال إلى الاستهزاء بتلك المصطلحات والسخرية منها وأصبحت من النوادر المتداولة بين الناس بمختلف مستوياتهم وانتماءاتهم ومشاربهم في مجالسهم الخاصة للتسلية والتندر ... الكل يقبل بالآخر ويرفض تهميشه ... كل الطوائف والتيارات والأحزاب تدعي محاربة الإرهاب الفكري والظواهر السلبية التي طفت على الساحة العراقية ... والقتل والتهديد سمتان مألوفتان شائعتان في تصفية الخصوم السياسيين ... في وضح النهار أمام مرأى ومسمع الجميع ، دون العناء في ملاحقة مرتكبي تلك الحوادث التي تكاد أن تكون يومية وعلى مدار الساعة تسجل ضد مجهول دائما ...الكل يدعي (( وصلا بليلى )) ، هم الذين اسقطوا نظام التخلف والإرهاب والمقابر الجماعية ، هم الذين حرروا العراق من براثن الفكر ألصدامي والحكم الشمولي المتمثل بصنم العصر الذي أزيح بإرادة دولية كما يعرف الجميع ... الكل يغمض عينيه عن هذه الحقيقة ... الكل دفع الثمن باهظا لهذا السقوط ، أملا بحياة حرة كريمة لا يشوبها الخوف والرعب والألم ، وتمر الأيام والأشهر والسنين ولم نحصد سوى أضغاث أحلام وسراب نحو تحقيق الآمال التي تخلينا عنها كليا ، وتحول جل همنا وطموحنا لا يتعدى رغيف الخبز والأمان والاستقرار ليس إلا ... لكن لا هذا ولا ذلك ،،، البؤس يخيم على وجوهنا البائسة التي ينهشها المرض والفقر والجوع والعوز لايسط مستلزما ت الحياة ... المثقف يعاني ... السياسي يعاني ... المواطن يعاني... الكل يعاني ... إذن من المستفيد من التغيير ؟
نقولها بجرأة وصراحة ... لقد خسرنا كل شيء ولم يبقى شيئا نخسره ... لقد تسلل بعض المتطفلين الانتهازيين الذين كانوا يشكلون العمود الفقري للنظام المقبور الذي اعتمد عليهم بكل مشاريعه الأنانية الخبيثة ، من كتبة تقارير الأمس ... نراهم الآن يتبوءون بعض المراكز القيادية في مفاصل أساسية للدولة وعلى مختلف المستويات وأكثرها خطورة وأهمية ، كذلك تسللوا أيضا إلى مؤسسات المجتمع المدني بأسماء ما انزل الله بها من سلطان ... المحكومون في زمن النظام السابق بتهم مختلفة اغلبها الرشوة والاختلاس والاحتيال والنصب والسرقة والتجاوز على المال العام والمحسوبية أو كلاهما قد تصدروا الواجهة وأسسوا تيارات وأحزاب وحركات همها الوحيد الكسب الحرام وعلى حساب قوت المواطن الذي لازال يئن من الجراح ومن النسيان وكوابيس الخوف تلاحقه حتى في منامه ، آملا أن ينام بهدوء ويأكل كما يأكل الناس ، ولم يعترضه كائن من كان ، لم يحصد سوى السراب والكلام المعسول والوعود التي سئم الناس سماعها ، المطلوب منك أيها المواطن الكريم يا من ترغب في الحصول على وظيفة أن تجلب ما يؤيد كونك مرتبط بأحد الكيانات السياسية الطارئة التي غزت مؤسسات الدولة واحتلت مبانيها ، لتكون مؤهلا للقبول ... وان كنت مستقلا لا سامح الله ... لا مكان لك على ارض العراق ... هاجروا إخوتي ... فهذا العراق ليس لكم فيه حصة ... ولستم أبناءه ... فانتم طارئون عليه ، فقد جاء من هو أحق به منكم ، لكن أين تهاجرون ... ؟ الكل يرفضكم حتى من هو اقرب الناس إليكم ... لأنكم ترفضون الشر والإرهاب والخراب ... وبما إن الشر قد استشرى .. نقول لكم ...لا مكان لكم الآن ... انتظروا الفرج ... فهو آت لا محالة .