| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 20/8/ 2010

 

هدر 300 مليون دولار من اجل استقبال حكام لن يحضروا....
جريمة بحق فقراء العراق.

عدنان شمخي جابر الجعفري
adnan@adnan1.com

من الواضح ان حكام العراق يتشبهون ببعضهم البعض في قلة الضمير وعدم الغيرة الوطنية على الشعب العراقي, بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية والدينية والفكرية ,وخاصة الذين حكموا العراق بعد استشهاد القائد الانسان عبد الكريم قاسم.

ما سمعناه عبر وسائل الاعلام من ان حكومة العراق المنتهية ولايتها قد خصصت 300 مليون دولار من اجل استقبال حكام العرب لعدة ايام او ربما عدة ساعات جريمه كبرى بحق فقراء العراق, بل واعتقد جازما ان هناك عملية فساد مالي مخطط لها من اجل تمرير هذه الفكرة السيئة.

استضافة الحكام العرب او ممثليهم شرف لنا في العراق.... ولكن لا يحق لصاحب الدار ان يبني غرفة للضيوف بينما تعيش عائلته في العراء , وان فعل ذلك فهو انسان غير عاقل وبلا اخلاق ,ولا يمكن ان يثق احد في تصرفاته ويهب لمساعدة عائلته ماليا.
اي ان حكومة العراق لن تستطيع مطالبة الحكام العرب بشطب ديون العراق وهي تصرف كل هذه المبالغ الضخمة على تصليح بعض الفنادق الفاخرة من اجل استقبالهم, بينما ما زالت العجوز العراقيه تبيع السكائر في شوارع عمان وما زالت بيوت الصفيح تملأ العراق وما زال الكثير من اطفال العراق يعتاشون على المزابل, ومازال المواطن العراقي يفتقد كل خدمات الحياة الانسانية الطبيعية... وما زال الفقر ينهش اجساد بعض العراقيات في ملاهي الدول العربية.

كما وان حكام العرب لن يحضروا هذه القمة وسيرسل كل منهم من يمثله فيها للاسباب التالية.

اولا... لن يصدق احد منهم كذبة الامن المزعوم التي تروّج لها حكومة الرئيس اوباما ولاسباب ماعادت تخفى على احد, فمخابرات الدول العربية تملأ العراق, والحكام العرب يعلمون ما لا تعلمه حتى حكومة العراق نفسها.

ثانيا... الفنادق المراد اصلاحها من اجل استقبال حكام العرب تشكل هدف سهل للارهاب لانها عاريه ومكشوفة المباني بسبب قلة العمارات الشاهقة المحيطة بها في بغداد ,ومن السهل جدا مهاجمتها صاروخيا بواسطة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى بل وحتى قذائف الهاون .
ارض العراق مملوءة بقطع كل انواع الصواريخ ومن السهل تجميع هذه الصواريخ محليا,ولن تعجر التنظيمات المسلحة في العراق عن قصف هذه الفنادق اثناء تواجد القادة العرب او ممثليهم فيها , مهما فعل الامريكان من اجل حماية هذه الفنادق.

ان اصرار حكومة العراق على اصلاح هذه الفنادق عليه الف علامة استفهام واستفهام, خاصة مع توفر البدائل الاخرى الاكثر امنا والاقل كلفة, فمبلغ 300 مليون دولار يكفي لبناء مدينة نموذجية آمنة وكاملة الخدمات ,تجهز لاستقبال حكام العرب حين قدومهم الى العراق ومن ثم يمكن الاستفادة منها للصالح العام بعد عودة ضيوف العراق الى بلدانهم.
وايضا يمكن بهذا المبلغ اعادة تآهيل (قصور صدام حسين المسماة بقصور الشعب) من اجل استقبال لائق لحكام العرب ومن ثم تحويل هذه القصور الى دور للايتام والعجرة وما اكثرهم في العراق, او تحويل هذه القصور الى مستشفيات عامه او تخصصية للامراض المستعصية وضحايا الحروب والانفجارات حتى يستفيد منها الشعب العراقي المظلوم سابقا ولاحقا....ان كانت حكومة العراق تفكر في شعب العراق.

هناك طرق اخرى كثيرة وعديدة من اجل استقبال لائق ومشرف لحكام العرب لا تكلف خزينة العراق كثيرا, غير اصلاح بعض الفنادق بمبلغ يكلف خزينة العراق حوالي ثلث مليار دولار.

العراق دولة محطمة البنى التحتية وكل مؤسسات الدولة بحاجة الى الاعمار والتمويل, ومبلغ 300 مليون دولار يمكن الاستفادة منه في مجالات عديدة بدل صرفه على دعاية كاذبة هدفها تلميع الانسحاب الامريكي وادعاء امن كاذب.

بصراحه... بناء واصلاح الفنادق على حساب الدولة فيه رائحة فساد لا تخفى على كل انسان سليم الحواس, والحكومة العراقية مطالبة بتوضيحات كثيرة حول ملكية هذه الفنادق ومدى فائدة الدولة من تلك الاموال المصروفة على اصلاح هذه الفنادق وهل هذه الاموال مجرد مكرمة ام لا؟؟.... وهل لاعضاء الحكومة العراقية او اقاربهم اسهما في هذه الفنادق ام لا؟؟؟

العراقيون يعيشون شهر رمضان مع حر لاهب يشوي القلوب وهذا المبلغ يكفي لشراء حوالي مليون خلية شمسية, بالامكان توزيعها على مليون عائلة عراقية وتخليصهم من ازمه الكهرباء وحر الصيف,وان كان هناك شخص يعطي المكرمات في حكومة العراق ويريد اصلاح هذه الفنادق فليصلحها من امواله الخاصة او من اموال حاشيته ومتملقيه ، ففقراء العراق اولى باموال العراق خاصة في هذه الظروف الامنية والاقتصادية السيئة.
كما وان هذا المبلغ يكفي لسد جزء من ديون العراق الخارجية وتخليص العراق من تراكم الارباح الربوية على ديون العراق للاخرين.

 

20.08.2010










 

free web counter

 

أرشيف المقالات