| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                   الجمعة 20/5/ 2011

     

الى أين متجه تفسير التاريخ..... ومن مُفسر فائضه

علي حسين كاظم - كندا 

اذا رغبنا ان نفهم التاريخ او تعلمه . علينا الابتعاد عن الاستعلاء، وتجنب التصميم، في وضع التاريخ، في أطر محددة واستنتاجات مسبقة بعيدة عن الاحداث القديمة والجارية. لان الخيار التاريخي، جاد ومحدود في كل مراحل التاريخ، لذلك يجب التفحص في محاكمته، والابتعاد عن التفسير الاحادي له، مثل ما طرح فوكوياما عن نهاية التاريخ من خلال وجهة نظره الليبرالية الديمقراطية التي غفل فيها الصراعات القومية والعنصرية والاثنية او التي تعمد عدم ذكرها من اجل خلط الاوراق واعطاء تصور لمشروعه الفكر المطلق حسب تصور هيغل عن انتشار الافكار الليبرالية الديمقراطية بعد انتصارها المرحلي على الاقل بعد ازمة الفكر الشيوعي.

لكن انتشار المد الديني خاصة في المنطقه العربية والاسلامية الذي اخذت بعد ثقافي وديني مع الغرب يجب ان نفسر التاريخ من وجهة نظر اخرى رغم محاولة الغرب اسدال الستار على الصراع التاريخي. تحت مسميات عديدة حوار الحضارات، تلاقح الحضارات، او تناكح الحضارات على الطريقة الثيوقراطية القديمة ؟ ان الازمات الاجتماعية والاقتصادية الحالية أدت الى ظهور مفهوم ايديولوجي آخر لادارة التاريخ والثقافة والدين. بالرغم من ان الدين المسيحي والاسلامي، كان هو المحرك الاساسي للصراع، لقرون طويلة تحت المسمى الديني، وهو في الحقيقة صراع اقتصادي واجتماعي تحت غطاء الدين لادارة التاريخ. من خلال رجال اللاهوت للطرفين وايضا لا ننسى للفرع الاقل في ادارة وتحريك الصراع التاريخي للفكر اليهودي الذي يحاول العودة من وراء الستار لتفسير التاريخ وادارته في المرحلة الراهنة والتي ربما يفاجئنا ويطرح موضوعة ما بعد التاريخ وفق دافع جغرافي بالدرجة الاولى لاننا نعرف عقدة الجغرافية بالنسبة للفكر اليهودي ومحاولته لمزاحمة الاخرين في صناعة التاريخ تحت المسميات السابقة التي ذكرناها للحوار الحضاري التي تصب في ادارة التاريخ في المرحلة الراهنة من اجل العودة الى احضان التاريخ اذا افترضنا محاكاة التاريخ ما هو التاريخ الذي نبدأ به نشوء الحضارات القديمة او التاريخ الذي بدأ في بداية ظهور الديانات وهذه اشكالية كبرى يجب الانتباه اليها بعد طرح موضوع صراع الحضارات او تصادم الحضارات.

هذين المفهومين ايضا بحاجة الى تفسير من عدة زوايا ومفاهيم وخاصة الديني منها في اهمية التفسير الديني لهذه المنطلقات وفق الرؤيا الدينية في احقية هذه الامم ان كانت يهودية وفق تعاليم التوراة التي كتبت بعد 500 عام من دعوة موسى بعد السبي البابلي لليهود وترحيل اساطير السومريين والبابليين للتوراة وظهور تعاليم التلمود التي هي في الاساس تتناقض مع تعاليم التوراة والحركة التصحيحية في الفكر اليهودي بعد حركة المسيح الذي لم يدعو الى دين مسيحي او انتماءه الى اللة .؟ المسيحية كانت تدعو الى تصحيح في الفكر اللاهوتي اليهودي خلاف نظريو الحاخامات انهم شعب الله المختار والشعوب الاخرى دون المستوى المطلوب وهذا يضع الله في دائرة الشك وفق النص القرآني حيث يخاطب العرب انكم خير امة اخرجت للناس اجمعين.

السؤال هنا من تجاوز على النص الديني ولمصلحة من هذا التزوير التاريخي. نحن بحاجة الى تفسير هذه الاشكالية في الفهم والتفسير وفق رؤية من الله او رجال اللاهوت من منظور تاريخي لفهم تفسير التاريخ وحركته هنا تتشابك الرؤيا والتفسيرات ضمن ظروف معينة لحركة التاريخ . هل تطور المجتمعات يتوقف على العناية الالهيه بحيث يتعذر التأثير عليها او ان حركة التاريخ جاءت حصيلة نشاط الناس ولا سيما الفقراء في صناعة التاريخ او الطبقات العليا للمجتمع التي تصنع التاريخ وادارته وفق تصوراتها بعيدا عن تطلعات الناس في تطوير الانتاج وتقدم الحياة الاجتماعية المكرسة بوسائل الانتاج والقوانين وفق مفهوم الصراع الطبقي او الصراع وفق النص الديني ومن الناحية التاريخية ان اولى الصراعات كان هو صراع اقتصادي من اجل البقاء قبل ظهور الحضارات والديانات ان كانت في الشرق والغرب.

ان ما يطرح في الغرب ان التاريخ بدأ في الشرق ونهاية في الغرب مغالطة تاريخية لمفهوم الصراع وفق اي وجهة نظر اخرى وفي الحقيقة هي محاولة لوضع الهوامش وليس النقاط فوق الحروف ونظرة متعالية ومبالغ فيها في فهم التاريخ او تغابي في فهم التاريخ ولا اعتقد ذلك لان صناع التاريخ في الغرب لا يختلفون عن صناع الاخبار او ادارة الصراع ضمن تصور تاريخي او اقتصادي. ان التكتيك الذي يمارسة الغرب في صناعة التاريخ هو السلاح الايدلوجي في مواجهة الاخر المختلف معه في تفسير حركة التاريخ من خلال عملية النخر التي تقوم بها وسائلهم الاعلامية من خلال شخصنة الاحداث وخاصة في المنطقة العربية التي تحدث بها الاحتجاجات ضد حكوماتها المعينة من الغرب اصلا وفق معاهدة سايكس بيكو والتي يحاول الغرب احيائها من خلال تدوير الاحداث وفق منظور جديد للسيطرة.

وفي المرحلة الراهنة يتعذر فهم وتصور مفهوم حقيقي للتاريخ وفق سياق التناقضات القائمة نحن بحاجة الى ظهور اساليب جديدة لطرح مهمات البحث العلمي لتفسير التاريخ لان التاريخ ليس مجرد تكديس معلومات بل الى تفكيك التاريخ وخلق رؤيا حقيقية لتذليل رواسب الماضي واعادة تربية الانتلجيسا القديمة وتذليل تأثير الايدلوجيات القديمة التي نشأت في ظروف غير صحية من اجل السلم الاجتماعي الدولي بعد التطور التكنلوجي التي تعيشها البشرية. الانسان ليس مجرد نتاج للظروف التاريخية بل هو الصانع الحقيقي لها وفق ارادته اي ليس هناك جبرية امام مواهبه في تحريك وتطوير التاريخ من خلال معرفة قانونيات العالم الواقعي للحراك الاجتماعي الذي هو المصدر الرئيسي لتعريف التاريخ وبالتالي فلا بد من اعادة تعريف التاريخ للوصول الى الحقيقة التي ترتكز على مفهوم صراع الحضارات او تصادم الحضارات من خلال تدقيق وتعميق المفاهيم لمعنى التاريخ دون التأويل على الشرق والغرب من اجل حل المشاكل لاقتصادية والاجتماعية للعالم .... بالسيطرة على ادوات معرفات مصادر بنية منظمومة اعادة التعريف بمنهجية جديدة ومُفسر ومنفذ متجدد ان لم يخلو من الصراع.!!



 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات