| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 20/2/ 2012                                                                                                   

 

من الادب الساخر

التسابق والتوافق ......

خيري هه زار

قال جحا  مخاطبا السلطان :

عند فتح الأضابير ... لن يرضى الأخ الكبير ... بغير ان ينفرد ... في الحكم كي يسترد ... عزٌا كان بالأمس ... على شفيرالرمس ... يعزو هذا الانكسار ... للجزر والانحسار ... في منبع الأقنوم ... وعطب الأروم ... ازاء المد الجارف ... صوب كل المشارف ... لمنهج الأسلاف ... في اكتساب الأحلاف ... مما دفع الشقيق ... للوك الثأر العتيق ... ونبشه من جديد ... لكسر شوك البديد ... فالجور فيه قائم ... يغفو وليس نائم ... لا يدعو للتوافق ... بل يلهج التسابق ... في حيازة السلطة ... يلبسها كالعُلطة ... الى آماد عدة ... في الرخاء والشدة ... لكثرة البيادر ... وصوت الريح الهادر ... في سوحه البطحاء ... كالسور واللحاء ... تدفع عن سوقه ... وما في عروقه ... كل اسباب البلى ... فالميدان قد خلى ... للفارس دونكيشوت ... في مهجع عشتروت ... له الواقي والدثار ... من علة الاندثار ... ولا يعنيه الحوار ... بقدر رضى الجوار ... ورعي عطونه ... من غير بطونه ... فغدا اللامبالاة ... نهجه في المغالاة ... بآلة المحارب ... ضد باقي المشارب ... بالسوح والمضارب ... لتحصيل المآرب ... وكشف السر الدفين ... منذ مئات السنين ... عن رجل المتاهة ... ذا العز والوجاهة ... وهو في حضن المنون ... فهل تحمل البطون ... بميت قد غاب ... وفي المجهول ذاب ... فلا غير الأنبياء ... في العصمة أنقياء ... ايها الأخ الكبير ... ان لم تكن كالحبير ... تسقي الزرع بالوابل ... كي تثمر في القابل ... فتروي عند الحِرَّة ... وتدفأ في القِرَّة ... لا كان ذاك العهد ... من قبل ومن بعد ... بيننا في الأخوة ... فقد باعدت الهوة ... ولسنا في حماك ... كي نتبع قفاك ... ولولا باقي الفرق ... بالأطمار والخرق ... ليس لديهم في العير ... هم ولا في النفير ... لما بلغ الغرور ... حدا يجافي المرور ... عند بعض الأذناب ... بعيدا في الأطناب ... وكان الشعب يعتام ... في النور لا في القتام ... تعبير قلع الضرس ... للمحابي للفرس ... ولما عانى الثبور ... من عبدة القبور ... ديدن الشر فيهم ... للذي ينافيهم ... قد خبره الزمان ... منذ قديم الزمان ... والوحش فيهم كاسر ... من يصحبهم خاسر ... فأفرغ القلب الآسر ... كالفحل المتجاسر ... من كل ود لهم ... واقطع العرى فهم ... دون الخلق مودة ... وفي الدين مردة ... عليك بالأشقاء ... كانوا قبلا أرقاء ... من أعراب اليهود ... وجيشه الصيهود ... من اتباع العفلق ... على الشعب الأملق ... بالأمس كان الشاغل ... وحيد القرن الواغل ... يسرح في المرابع ... ويسد المنابع ... من أمام عيشنا ... سائقا لطيشنا ... قائدا لجيشنا ... هادما لعشنا ... أما اليوم للضباع ... همجية الطباع ... تستأسد كالسباع ... تجوب كل البقاع ... كل يوم في قناع ... وتغير الرقاع ... ألا يوجد فينا ... أحد يواسينا ... ويظهر الحنينا ... فيقطع الأنينا ... ويسعد الحزينا ... فهل ارض الأجداد ... من خيرة الأحفاد ... خليت بالمداد ... والقهر والعناد ... أم بجبر الزناد ... وبأيدي الأوغاد ... لست ادري ما السبب ... على من نلقي العتب ... فالفهم عندي نضب ... والرجا فينا قضب ... لسنا وحدنا الملوم ... ففي بقايا العلوم ... ومن وراء التخوم ... جاءتنا على العموم ... أثارت فينا الهموم ... مسعورة بالسموم ... نحن بوادي الجهل ... نضطرم في النهل ... ونسخوعند البهل ... لا نبغي غير السهل ... ولهذا نكصنا ... لأننا رقصنا ... على جميع الأنغام ... ولكأننا أنعام ... وكيف بالبطاريق ... تسابق الغرانيق ... فعلى الوجه اللائق ... وبالفؤاد الرائق ... علينا بالتوافق ... نلجأ للتنافق ... فليس فينا الغالب ... من يلبي المطالب ... لحسن الحظ جالب ... ليس للترك حالب ... ولا للفرس طالب ... انهم محض أعداء ... ومبعث كل داء ... وموطن للعناء ... نحن منهم في غناء ... علام هم بالفناء ... هل أقبلوا للبناء ... أم لما تحت البناء ... هيا اذن يا مولاي ... للحديث بعد الآي ... ومن مخزونات الرأي ... كي أبرأ من عماي ... أستفيق من ملهاي ... فقال له السلطان ... انت سليل الشطآن ... قد وفيت وكفيت ... وللحق ما جفيت ... للمآثر أقتفيت ... ما تركت وأبقيت ... شيئا لقاطني البيت ... الا ومنه أستقيت ... لك الفضل ما أحييت ... لشِرَّتِنا لبيت ... فهيا للحكاية ... الى مسك النهاية ... كما هو ديدنك ... في البيان معدنك ... قال سمعا وطاعة ... يا صاحب المناعة ... كل ما في الحكاية ... غدر بعد نكاية ... لصياد للأسماك ... يرى عجيب الأفلاك ... وما يدهش الألباب ... بل ويغلق الأبواب ... امام كل العقول ... لفهم هذا المنقول ... غير التسبيح لله ... هو المسكن للآه ... بعد رميه الشباك ... راح يلهو بالسواك ... جالسا على مضض ... كالذي يشكو المرض ... فالأفواه تنتظر ... والأسماك تحتظر ... لكن الرزق خافي ... على الرجل الحافي ... ويرنو الى البعيد ... يرى الغني السعيد ... كيف يعيش الحياة ... سهلة حتى المماة ... أما هو والشقاء ... رهينين للبقاء ... هل ستصلح الأحوال ... وتعطى له الأموال ... من الثروة الضخمة ... والمعادن الفخمة ... تحت ثرى البلاد ... ليحيا  كالعباد ...  ويعيش كريما ... ولا يرى غريما ... كان الشك يقتله ... والظنون تفتله ... وفي غمرة التفكير ... والهوس والتعكير ... رمق من اليسار ... عقربة في المسار ... لونها ليل حالك ... لا تلسعْ غير هالك ... وتسعى نحو الضفة ... أيبست فيه الشفة ... فأقعده العجب ... أو صومه في رجب ... لم يحرك ساكنا ... أمسى الجو داكنا ... والتفت صوب الماء ... قال يا رب السماء ... ضفدعة كبيرة ... كأنها خبيرة ... تسبح للبقاء ...تهفو الى اللقاء ... مع تلك الفاتكة ... أيتها العاتكة ... أي سر ما أرى ... أم انني في الكرى ... أقبلت المسكينة ... لترسو كالسفينة ... على شاطيء الدهشة ... ولم تزل الرعشة ... في جسده الهزيل ... فلما رآى النزيل ... تصعد على الظهر ... وتخوض في النهر ... الى الضفة الأخرى ... ما رأيت من نكرى ... أدهش مما رأيت ... وليذهبْ ما سعيت ... الى قاع الجحيم ... رزقي على الرحيم ... سأتابع القصة ... ليتها تمحي الغصة ... داخل الصدرالكئيب ... من العمل الرتيب ... ولما رام العبور ... الى لقاء الحبور ... جلس من مقربة ... رأى تلك العقربة ... هي تنزل للبر ... ويفوح منها الشر ... فأنتحى الى الجانب ... يرقب كالجنادب ... وتابعها في السير ... لعلها تنوي الخير ... على بعد خطوات ... للشر فيه سطوات ... وعلى مرج أزهر ... سيلقى العلم الأبهر ... فعلا يعد الأجمل ... في حكم هو الأكمل ... ليس في قانون الغاب ... يصتك الناب بالناب ... وأحكامه تسري ... بين الضعاف تجري ... ويستثنى الأقوياء ... فهم دوما ابرياء ... بئس ذلك القانون ... بَشِرْهٌمْ فهم فانون ... انما حكم السماء ... يبغي للعقل النماء ... يرى الرجل المسكين ... والرغبة كالسكين ... تقطع فؤاده ... كي ينل مراده ... من هذه المصيبة ... بالألغاز العجيبة ... حكمة ودراية ... حين تدنو النهاية ... ثم رأى فارسا ... كان الله حارسا ... له عند المنام ... فهو رب الأنام ... وحية في التفاف ... على الجسم كاللحاف ... رأسها تحت الأذن ... ولا تستجدي الأذن ... لكي تفتك ويموت ... ولولا الجسم الصموت ... ولاحظ في الخفاء ... تحت الرأس والقفاء ... اذا هي العقربة ... باتت على مقربة ... من شدقتي الحية ... في غمارالحمية ... غرزت في رأسها ... وشلت من بأسها ... ابرة قدت كالسيف ... دابرالجور والحيف ... وانفلتت بعيدة ... لخطوات عديدة ... من الجسد الراقد ... السامد والفاقد ... ولولا تلك الرجعة ... لما فاق من هجعة ... فقال له الصياد ... وهو على الحياد ...  اما رأيت الموت ... أو أسمعك الصوت ... فانظراليه فيها ... كان يكمنْ في فيها ... وعادت العقربة ... وبتلك المتربة ... من اختها الضفدعة ... لتقل المودعة ... الى حيث الانطلاق ... وعادتا للفراق ... فهل فهمت المغزى ... مثل حليب المعزى ... انني ارى الراقد ... رمز للشعب الناقد ... والاخريات عدة ... اذا ما رام الردة ... هلا ختمت مولاي ... ونفست عن بلواي ... بالكلام المقتضب ... فجرابي قد نضب ... فقال له أنعم ... قل ما بدا وأفعم ... كل الربى حقيقة ... ولا تخشى النقيقة ... والسلام ختام .

 

كوردستان العراق

 

free web counter

 

أرشيف المقالات