| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

                                                                                     الخميس 20/12/ 2012

 

اعداد قتلى حرب العراق تتجاوز أرقام حرب فيتنام

غاري فاي لموقع فيوزون
ترجمة : سعد السعيدي

مقدمة المترجم
تمر علينا في هذه الايام الذكرى الاولى لانسحاب قوات الاحتلال الامريكي الغاشم من بلدنا. وقد ارتأينا "إحياء" هذه المناسبة بمقالة او بمقالة مترجمة. وقد حط خيارنا على هذه بعد طول بحث. إذ إضافة على قلة ما نشر حول الموضوع , ليس كله مما ينفع ترجمته. وهذه المقالة موجهة اصلآ للشعب الامريكي , لا للعربي. وقد قمنا بترجمتها بتصرف.
نرجو للجميع قراءة مفيدة

مقدمة الكاتب :
تم نشر هذا الموضوع في الجزء الأول من عام 2010 ولم يلق اهتماما يذكر حتى وقت قريب. انه لمما يسعد الكاتب تلقيه رسائل البريد الإلكتروني من القراء الذين صاروا يدركون أخيرا نوع الخداع الذي تم تمريره على المواطنين الأمريكيين. ونحن نقوم بذلك لك لأننا نحب بلدنا ونحتقر الحال الذي أصبح عليه في الآونة الأخيرة.

يقول تقرير قسم شؤون المحاربين السابقين الأميركي ان خسائر الجيش الامريكي في حرب العراق قد بلغت 73 ألف جنديآ
فقد توفي من قدامى جنود حرب العراق اكثر مما مات منهم في فيتنام. قد يكون هذا خبر مفاجئ بالنسبة لكم. إلا ان الحقيقة قد تم اخفاؤها بطريقة ملتوية , هاكم إياها.

لم تكن الخسائر البشرية في حرب فيتنام عصية على الفهم. فإذا مات جندي نتيجة اشتباك ، يكون ضحية الحرب. لذلك يوجد 58195 أسم مسجل على النصب التذكاري لحرب فيتنام في واشنطن.
كان بعض هؤلاء قد قتل في أدغال فيتنام في حين أن آخرين قد توفوا لاحقآ في مستشفيات الإخلاء الطبي في اليابان وأمريكا. ويمكن أن يموت الجندي في خدمة بلده في أي مكان , ليس مهمآ أين بالضبط.

لكن في حرب العراق حدث شيء غريب. فقد قامت إدارة بوش بعمل لا اخلاقي انتج كذبة استمرت منذ بدء الحرب - وما زالت حتى الآن. إذ قررت الإبلاغ عن قتلى الحرب في العراق فقط إذا توفي الجندي منتعلآ بسطاله العسكري في وضع القتال.

وما الفرق ؟ ... سيكون سؤالك

كان القتال في فيتنام يجري في المناطق الريفية بعيدا عن مراكز العلاج الطبي حيث يتولى المسعف الطبي معالجة الجنود المصابين. وكان معظم هؤلاء يموت في ارض المعركة قبل أن يتم إجلاؤه. لذلك قضى العديد خلال الإخلاء أو أعلن عن وفاته في مراكز العلاج. إلا ان الوضع في العراق كان يختلف اختلافا شاسعا.
إذ جرى القتال في العراق في المناطق الحضرية بشكل رئيسي. وكان يتم إجلاء الجنود المصابين بسرعة في ناقلات الجند المدرعة أو طائرات الهليكوبتر. وهو نظام ذو كفاءة اكبر مما كان معمولآ في فيتنام. إلا انه بالنسبة لذوي الاصابات الخطرة كان الاحتمال الاكبر هو وفاتهم أثناء نقلهم أو عند تواجدهم في مركز العلاج.

لذلك ففي نظام الإبلاغ الجديد ، لا يتم حساب الوفيات التي تحدث في الطريق أو بعد الإخلاء كما تحتسب تلك التي جرت خلال القتال. لهذا السبب كانت الارقام تبدو منخفضة بشكل غير معتاد - فكانت أكثر قليلا من أربعة آلاف عند العام 2009.

لقد تم بهذه الطريقة إخفاء الأرقام الفعلية عن الرأي العام الأميركي تماما مثلما جرى إخفاء اعداد التوابيت الملفوفة بالعلم عن الصحافة. لكن الأرقام الآن متاحة للجمهور حيث يمكننا فقط أن نأمل أن يستبد الغضب بالشعب الأمريكي بمجرد أن يعلم كيف تم تضليله.
ووفقا لوزارة شؤون المحاربين السابقين اعتبارا من ايار / مايو 2007 ، تكشف تقارير نظام معلومات محاربي حرب الخليج السابقين هذه الأرقام المذهلة:

مجموع الوفيات العسكرية الأمريكية في حرب الخليج: 73,846
وفيات الجنود الذين ارسلوا للقتال : 17,847
وفيات من لم يرسلوا : 55,999

اما إحصائيات الإصابات غير القاتلة فهي مذهلة بنفس الدرجة
مجموع ادعاءات "مرض غير مشخص" : 14,874
مجموع اعداد ادعاءات الإعاقة : 1,620,906
ادعاءات العوق بين الجنود الذين ارسلوا للقتال : 40,7911
ادعاءات العوق بين من لم يرسلوا : 1,212,995

نسبة الجنود الذين قدموا طلبات التعويض عن العجز 36 بالمئة

أعلم أنك ربما ستتصور بأن هذه نظرية مؤامرة اخرى - فقد تصورت انا هذا عندما سمعت به لأول مرة - لذا ارجو أن تقرأ المصدر الأصلي للفائدة الشخصية.

المزيد من الوفيات والبؤس الناتج...

جرى في العراق وحده تفجير أكثر من 1820 طن من النفايات النووية المشعة (أي اليورانيوم المنضب) بشكل رصاص خارق للدروع وقنابل تدمير المخابئ. يمثل هذا أسوأ كارثة بيئية عالمية من صنع الانسان على مدى التاريخ. ففي قنبلة هيروشيما جرى استخدام 64 كلغ من اليورانيوم فقط. اي ان المحرقة النووية الامريكية في العراق تزيد بكثير عن 14000 هيروشيما.

إن النفايات النووية التي فجرتها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط ستواصل القتل لمئات السنين! هذه هي الفترة التي ستظل تتطاير فيها جسيمات الغبار المشع هذه ، لتستقر في الرئتين في الجسم او بطريق الغذاء. وقد حسب العلماء بأن في العراق الآن من المواد المشعة ما يكفي للقضاء على ثلث سكان العالم.
وفي حين أننا لم نعثر على أية أسلحة دمار شامل في العراق، فاننا قمنا عوضآ عن ذلك بجلبها بانفسنا بكل تأكيد ! فالعيوب الخلقية بين المواليد الجدد العراقيين قفزت بشكل واسع الى 600 ضعفاً لما قبل الحرب. هذه العيوب الخلقية هي نموذج لما ينتج عند التعرض للسموم المشعة. وهذه الإصابات تحدث للسكان المدنيين في العراق - . الشعب الذي كنا من المفترض أننا "نحرره".

لقد زار كاتب هذه السطور العراق في عام 2001 ، في الوقت الذي كان لا يزال صدام حسين في السلطة. وكانت دول العالم تفرض حظرآ على جميع الواردات في محاولة لمعاقبة البلاد على غزوها للكويت. أتذكر الناس الطيبين في العراق الذين عاملوني بلطف وكرم الضيافة - مع علمهم المسبق باني أمريكي. على الرغم من الحظر المفروض على الأشياء المهمة مثل الأدوية ومستلزمات المستشفيات، كانت الأسواق مزدهرة بالمنتجات المحلية. كان الأطفال يلعبون بحرية في الشوارع ، وكان ثمة ضحك. أن رؤية ما فعلته هذه الحرب للعراق أمر مؤلم ويشير بشكل قوي الى الدناءة التي تسببت بالمعاناة لهؤلاء الابرياء. والآن ، نرى نفس هذه الدناءة تنسحب على الشعب الأميركي في شكل خداع وأكاذيب تتجاوز الحدود.

أنا أعيش في بلدة صغيرة في نيو انغلاند. ونعرف الكثير من إصابات حرب العراق - الكثير جدا منها. إلا ان الأرقام المنشورة في وسائل الإعلام تصور المسألة وكأنها حالات نادرة تزيد قليلاً عن الـ 4000 ! باختصار - الأمر ليس كذلك.

ما الذي يتوجب حدوثه لإيقاظ الناس وإثارة الغضب فيهم بما يكفي لتحميل حكومتنا مسؤولية (إطلاق) هذه الاكاذيب ؟ فالديمقراطية لا تعمل بشكل سليم إلا إذا كان شعبها جيد الإطلاع. وإلا فكيف يمكننا اتخاذ القرارات التي تفيدنا ؟ فلو تقبلنا هذه التفاهات وبإبقائنا في ظلمات الجهالة فسنكون حقآ امة من الاغبياء

 

 

 

free web counter