| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 20/6/ 2010

 

صورة وحكاية

خيري هه زار

ألا ليت الشباب يوما يعود ...........
أما الشيب فمن المعلوم أنه ليس بالعيب , فهذه بديهة , وحكمة وجيهة , توارثناها جيلا فجيلا من السلف السابقين , الذين نجوا من الطوفان الأول وكانوا من الباقين , وتحديدا من لدن أبراهيم أبي الأنبياء , عليه السلام وكان من الأصفياء , حينما أبصرفي رأسه أو لحيته شعيرات بيض , فبرق في ذهنه الفكرة كالوميض , وهو حائر من أمره ماذا يسفر , هذا الشىء الذي منه ينفر, ولن يطول به المقام , حتى أنتصب رجل أمامه فقام , ولم يعرف بأنه جبرائيل , حاملا اليه التأويل , وبين له بأنه وقار , وكان لدهشته بلسم وعقار .

نقول والله عليم بالأسرار , ومقدر للأقوات والأعمار , صاحب الصورة قارب السبعين , ويبدو أنه يفتقد للمعين , حتى أمسى ممتهنا للصباغة , فيا لقسوة الأغنياء ومنهم الصاغة , فزكاة أموالهم لمحوالفقر تكفي , ولكن أيديهم يا ليتها شلت فتنفي , وربما كان الرجل في حرمانه للمدد , يشكو عقما متأصلا في صناعة الولد , أو عقوقا مستفحلا من نجل ونجلة , لأن بر الأنجال فيض رحمة كالفرات و دجلة , فنراه ساهما بالغ في التفكير , ينسج الرد لسؤال منكر ونكير , بكل سهولة ويسرا , ولا يجد من أمره عسرا , ولأن ملابسه مكوية ونظيفة , فأن زوجته ذات حنان وعفيفة , وبها يفرج عن بعض من كربته , ويغرس غرس السرور في تربته , ولكن الركود في العمل , يدنيه من لقيا الأجل , عمل دون الأعمال جلها , لسنه بالله عليكم من يحلها , أن الله ليستحي من الأشيب الوقور , ويهبه الرحمة حينما ينقر في الناقور , والأنسان هنا مفتقر الى الحنان , محض صدفة ان أرق فيه الجنان , وفي خضم التفكير والتمحيص , لا يرى قبالته من النور بصيص , أن سيكون يكون يوما في راحة , الا يوم المنية تنتشله من الساحة , بالله عليكم أليست هذه مثلبة , للحقد الدفين والغضب مجلبة , قلبي عليه كيف يمضي نهاره , ليت شعري ماهو سره وجهاره , أيحرم المجل هذا عيشا كريما , وفينا من يناطح الغمام والسديما , مالاوعزا وترفا , يا ليته كان قرفا , وسما في حشاشته وزعافا , وصداعا في رأسه ونزفا ورعافا , كيف به وهو يمسح الحذاء , للذي في سن نجله يا للعناء , ومن يرضى لنفسه فلا يخجل , ان يمسح به الخف ولا يؤجل .

أتدرون لسان حال هذا الرجل , والاحداث تمر من أمامه بعجل , كأني به يقول سحقا للراعي , الذي طالما للحرمة لا يراعي , ويستقوي على غنمه بالذئاب , ويسد عليه درب الرجعة والمآب , فيثخن فيه القتل والجراح , وهو في لهو مع كوزه والراح , وفي غيه بلغ ايما مبلغ , ولا يعنيه أنها تبقر وتلدغ , أسفين دق في نعش الحكومة , فهي وحدها المعنية والملومة , حامي الحمى مرهون امره بالدمى , يا ويحه هل يشتكى من العمى , جالس على الحراك لا يقوى , يلفه العجز في اصدار الفتوى , والناس يتهامسون في النجوى , رسالة للسلطان بذات فحوى .

بؤس الحال مدعاة للرثاء , والنواب بين جدل عقيم ومراء , يرسمون للناس المصائر , وشعب يصبو الى الفكاك وثائر , فمرآى العجوز الهرم , يفشي سرا أن الانسان برم , ولم يعد يحتمل المزيد , غضب وسآمة تفجروتبيد , الأخضر واليابس على السواء , وزند وزناد على العبث والخواء .

وفي الرمضاء والهاجرة يتفصد عرقا , وحصته من النفط اللص منه سرقا , يتحاكم الى الغول المغول , بمعية الحظ المنكسرالمنغول , آماله أفواج ابابيل وأسراب , والعراك مع العاتي محض سراب , الى من يلوذ ويلتجأ , والى متى ينزوي ويختبأ , فالذعر متفشي و الخوف هاطل , ومنطوق الرسالة لكل عاطل , وبرغم قداسة العمل أوالبذل , فأنه ممنوع من العتب والعذل , الا أن للسن منطق , في كل المناحي ينطق , ان تعرض للخرق أستعصم , وان أشكل على الوعي أستفهم , الا هنا فسبيل وعيه موصود , والعمل بنهجه من الفوق مرصود .

آمال الكرام لم ولن تتحقق , لأنهم في شق والأسياد في شق , والسيد هنا بدون لام التعريف , معول للفساد وأداة للتجريف , فكان الذي جرى لنا وحصل , وأفرغت أصدافنا متساوين والبصل , هجرة للنفوس قبل العقول , وأنفلات من شرك اللامعقول , وكان ما كان لما ضاق بالأغيار المكان , والباقون فعل بهم كما فعل عكاشة , وهم حائرون بين فكي كماشة , هل يقصدون التجريد أم التقبيل , فكان الأول منهجهم والسبيل , وتفاقم الأمر واتسعت الفجوة , وبات الهدف دون المرام والرجوة .

واستجد شغل شاغل , وعمل بالأزميل متواصل , في عمق وباطن الثرى , صخب أشيع بين الورى , وفرح بين ثنايا الماسح سرى , ولكن سرعان ما تفهم ودرى , بأن ليس له من الخام نصيب , وباتت احلامه في مهب الحصيب , وزيدت على خديه التجاعيد , وروحه دنت من يوم الوعيد , فلولا كان راشدا وذا أمل , وانبرى لصحوة وهب للعمل.

سنبلة غضة صاحبنا بين السنابل , وجهده كجهد الفقيه بين الحنابل , لا يقل في الميزان عنه شأنا , وبصقة بوجه المفسدين وطعنا , ومحياه بسمة نظرة للثائرين , وخارطة طريق للغفلى والحائرين , هيهات عند الله والناس جمعا , أن يطأ مقامه فاسد أو يقدر له منعا , عميقة همومه ولكن , صدى شغله يجوب الأماكن , حبه لعمله كأنه صلاة , لسقيا الرحمة في فلاة , ان كان اباه عليه قد جنى , فليستقم عند ساستنا المنحنى.

ومن سابع المستحيل , الذي لا يقبل التأويل , ان يكون من اهل الطوابير , وعلى غرار ماتفعله الدبابير , بين النحل تعيث فيهم فتكا , ولدمائهم وعرقهم يروم سفكا , كأن يكون من الطابور الخامس , ورصغه في حسائهم غامس , يترصد ويحيك لهم الدسائس , ويكون لفرس غيره سائس , فكل هذا محض ريبة , وفكرة نكرة ومريبة .

في تسلسل الأفكار والأوصاف , وصلنا الى نهاية المطاف , وأرتأينا لكل مقولة خلاصة , كالأسفنجة تكون للعبر ماصة , العرف هنا ينفي العدالة , والحق شىء معروض للبقالة , وناس مغلوب على أمرهم , وثلة قليلة يأكلون من أجرهم , وما لا يختلف عليه اثنان , فساد مستشر بين الورق والأفنان , والنخر يستفحل في السيقان , وروح الجذر عند الزهقان , فماذا يبقى للدوحة من ضلال , وشبه الوثن على ضوء الهلال , يستميت لفلسفة الأنا , فاغرا فمه يصيح أنا , والسلام ختام .
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات