| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

السبت 21/1/ 2..6

 

أرشيف المقالات

 

 

عبد الجبار حسون ورحلة نضاله في الناصريه

 

ام قيس

لتاريخ العراق رواده ومناضليه الذين جعلوا النضال ديمومته ومن هؤولاء المناضلين المناضل عبد الجبار حسون الجار الله الذي كان رئيسا للحزب الوطني العراقي فرع الناصريه الذي كان يقوده المناضل جعفر ابو التمن.
المناضل عبد الجبارحسون الجار الله كان له دور نضالي في حقبه من الزمن حيث كانت غايته ان تتحقق الرفاهيه والمساواة الشعب العراقي وتتجسد الوحده لكل مكوناته القوميه و الدينيه والطائفيه والمذهبيه والعشائريه. وخلال فترة نضاله حاول ان يوعي الناس علي ان لا يلتزموا الصمت وان يطالبوا بحقوقهم المشروعه في الحريه والديمقراطيه . وقد افني هذا المناضل معظم سنين عمره في خدمة بلده وابناء وطنه ضد الاستعمار .وقد كان يعرف بنزاهته وجرائته وصلابته ومنزلته الاجتماعيه المحترمه في المدينه.هو من مواليد  1890 . ولد في مدينة الحله واتي مع اسرته الي مدينة الناصريه واستقروا فيه. اكمل المدرسه الرشيديه وبعدها الاعداديه عكف علي دراسة القوانين المحليه وخلال الفتره من عام  1920. حتي عام 1932يوم تم دخول العراق الي عصبة الامم تاءلقت في العراق عدة احزاب كانت تسعي الي استقلال العراق ومن بين تلك الاحزاب الحزب الوطني العراقي الذي تأسس في  2 /8/ 1922 وتوقف العمل فيه في  24 /8/ 1922 اي في الشهر نفسه وكانت اهداف الحزب سياسيه حيث تاءكد لقادة الحزب بان الانكليز هم المسؤلين عن تردي اوضاع البلاد السياسيه و الاقتصاديه و الثقافيه لذالك كان الحزب يقاوم الحكم المزدوج ويري ان تحقيق رفاهية البلد لاتتم الا بستقلاله من كل هيمنه والعمل من اجل رخاء العراق علما ان نشاط الحزب الوطني العراقي لم يقتصر علي بغداد بل امتد ليشمل عدد من المدن العراقيه ومن بين تلك المدن مدينة الناصريه.
ويعرفنا عبد الكريم حسون في مذكراته عن انظمام ابناء الناصريه الي الحزب الوطني العراقي حيث يقول يوم عمت الاضرابات في اكثر مدن العراق نتيجة لقيام وزارة نوري سعيد في عام   1930 بتقديم لائحه الي المجلس النيابي يريد فيها زيادة الرسوم والضرائب علي اصحاب الحرف والصناعات .
وفي  1 /5/ 1931 اقر المجلس النيابي هذه الائحه مثلما قامت وزاره نوري سعيد بابرام معاهدة   1930 التي رفضها الشعب لانها تفسح المجال لبريطانيا لاستغلال العراق حسب ما تقتظيه اغراظها الاستعماريه وان هذه الاجراءات التي قامت بها هذه الوزاره قوبلت باستياء عام من قبل الشعب مما ادي الي اظراب عام في اغلب مدن العراق وكان في تموز عام 1931
ونتيجة لذالك خرجت جماهير الناصريه استنكارا لقانون رسوم البلديات تطوف الشوارع منطلقه من شارع الصفافير ووصلت سوق القصابين واستعملت الشرطه القساوه مم اضطر الوطني الحلاق محمد جدوع ان يهجم علي اخد معاوني الشرطه ويطرحه ارضا وسقط رجلان نقل جثمانهما الي بيت متصرف الناصريه ليري بنفسه الوحشيه التي تعاملت بها الشرطه.
وبعدها اجتمع عدد من ابناء الناصرية في دار عبد الجبار حسون الجار الله وقرروا ارسال احتجاجات الي وزارة الداخليه استنكارا لهذه الاعمال وعندما لم يجدوا الاذن الصاغيه قرر المجتمعون في دار عبد الجبار حسون ارسال وفد الي بغداد لشرح معاناتهم ولتوضيح حقائق الامور المسؤولين وكان علي راس الوفد عبد الجبار حسون .وعندما وصل الوفد الي بغداد التقي بوزير الداخليه ثم ذهب لمقابلة الملك فيصل. والقي عبد الجبار حسون كلمة الوفد امام الملك شرح فيها اوضاع البلد والفوضي السائده. وبعد انتهاءه اجابهم الملك / سوف تقر اعينكم. ثم ذهب الوفد لمقابلة رئيس الحزب الوطني جعفر ابو التمن وعرضوا عليه دخولهم في الحزب فلبي طلبهم . وعندما عاد الوفد الي الناصريه ذهب عبد الجبار حسون الي متصرف الناصريه الواء /علي بزركان ليخبره بان الحزب الوطني العراقي قد وافق لفتح فرع في الناصريه الا ان المتصرف رفض ومنعه ولكن استمر اعظاء الحزب يجتمعون كل ليله في دار عبد الجبار حسون . لانتخاب الهيئه الاداريه لفرع الحزب في الناصريه وانتخب عبد الجبار حسون رئيسا للحزب.واتخذت داره مقرا لهم وزاول الحزب اعماله الا ان الاقطاع والاستعمار اتفقوا علي مناهظه الحزب بلوقت الذي اخذ ينتمي لهذا الفرع الكثير من ابناء الشعب وعدد من روءساء العشائر ومنهم الشيخ رويضي ال بشاره وعواد ومزهر ال رويضي ولطيف البشارة . وبعد فتره قررةت هيئه الحزب استئجار دار لمزاولة اعماله لكن المتصرف منعهم فاتخذت دار عبد الياسين مقرا لكن الشرطه اغلقته وصادرت جميع ما فيه ثم قررت الهيئه فتح فرع اخر وتبرع عبد الياسين بداره الثانيه واغلقته ايضا عام 1933 . فظهرة بيانات ضد السلطه مما اثار السلطات وعلموا ان وراء هذا النشاط فرع الحزب الوطني العراقي وبادرت السلطات بعتقال رئيس فرع الحزب عبد الجبار حسون وعدد من اعضاء هيئته الاداريه وكان من بين المعتقلين مؤسس الحزب الشيوعي العراقي المناضل يوسف سلمان يوسف وشنت حمله واسعه لاجبار اعضاء الحزب الوطني علي الاستقاله ونشطت جريده الاهالي الى نشر الاحتجاجات لاطلاق سراح المعتقلين فاطلق سراح بعضهم بأستثناء عبد الجبار حسون ويوسف سلمان يوسف. وقدموا للمحاكمه وكان الحاكم عبود الشالجي معروفا بوطنيته ونزاهته فاطلق سراحهم .
وفي اذار عام 1933 اصدرت وزارة رشيد عالي الكيلاني امرا بفتح فروع الاحزاب السياسيه في العراق في تشرين الثاني في عام 1933 تقدم رئيس الحزب ال وطني العراقي جعفر ابو التمن بكتاب اعتزاله السياسه .
فانقسم الحزب بين مؤيد وغير مؤيد وكان عبد الجبار حسون من المؤيدين وقدم خلالها مع مندوبوا فروع الكوفه والبصره وديالي اعتزالهم العمل في الحزب الوطني العراقي وفي عام /1948تم التوقيع علي معاهدة بورتسموث ونشرت نصوصها في الصحف المحليه . وقررة جميع الاحزاب القيام باضراب عام احتجاجا علي توقيع المعاهده وقامت التظاهرات في بغداد والمدن العراقيه  .
اما في مدينة الناصريه فقد عقد اجتماع في قاعه سينما البطحاء وضم اهالي الناصريه والقيت فيه القصائد الوطنيه والحماسيه وقد القي عبد الجبار حسون خطابا في هذا الحشد اشار فيه الي الوصع السياسي والاقتصادي في البلد .
والقي القبص عليه عام 1949 وحينها سفر الي بغداد وادخل مستشفي الامراص العقليه لاهانته والحط من شانه و احباط معنوياته وقد مكث في المستشفي 8 اشهر وبعدها اطلق سراحه لتردي حالته الصحيه .
بقي ان نعرف ان هذا الرجل الوطني الذي ناضل من اجل ابناء وطنه بكل مبدئيه وصلابه وقد زرع مفاهيمه عن الوطنيه والنضال في نفوس ابنائه حيث كان ابنه الاكبر وطنيا كوالده اعتقل مرات عدة وبعدها اعدمته السلطه عام 1949 الشهيد سعيد عبد الجبار حسون .وابنه الاخر السيد خالد عبد الجبار حسون والسيد حامد عبد الجبار حسون الذي اعتقل وعذب لمدة سبع سنوات في سجن الحله  .
وفي عام   1950 اعتزل السيد عبد الجبار حسون السياسه .
وفي عام  1960 فقد نعمة البصر و في 9 / 5/ 1968 وافاه الاجل اثر نوبه قلبيه .
تاركا سنوات من النضال المشرف للاجيال القادمه فرحم الله هذا المناضل الذي لا يخاف في الحق لومه لائم .