| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 21/5/ 2008

 

لن يستطيع التحالف الرباعي اقامة عراق ديمقراطي

عصام البصري

تتفتت الكتل السياسية الكبيرة وظهرت الصحوة في دور بارز في القضاء على الارهاب ودحر القاعدة، وربما كان لها دور في انقسام كتل سياسية روجت او ساندت الارهاب. ويعمل بل يصر ساسة على تفعيل التحالف الرباعي (الاحزاب الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني والدعوة والمجلس الاعلى الاسلامي) في الاستعداد او تحالف وائتلاف في انتخابات مجالس المحافظات. وربما تظهر الحاجة للتحالف الرباعي لانجاز اهدافهم المؤجلة في فيدرالية الجنوب (تسعة محافظات) وتطبيق المادة 140 (كركوك). والتحالف الرباعي كتلة برلمانية اثارت مخاوف كتل برلمانية اخرى، ولظهرت تحالفات اخرى لو لعب التحالف الرباعي دورا في البرلمان يوحي بخطورته على الكيانات السياسية الاخرى.
لم تستطع الاحزاب الاسلامية في التحالف الرباعي تقديم برامجها كقوى ديمقراطية، فقد اكدت قيادات الدعوة وعلى شاشات الفضائيات عدم ايمانهم بالديمقراطية، وانما يعملوا بالياتها فقط (فراغ في النظرية لاختيار القائد او الحاكم)، اما قيادات المجلس الاسلامي الاعلى فتحصنت بالوراثة وقدسية العائلة في تقليد واضح لملوك الدول الاموية والعباسية والعثمانية ناهيك عن الامامة. وبفشلها عن التعبير الديمقراطي يتأكد عجز التحالف الرباعي في المساهمة في انجاز مشروع الولايات المتحدة الامريكية في ارساء الديمقراطية في العراق (تصريحات الادارة الامريكية ابان عملية اسقاط نظام صدام حسين، وكذلك دراسات كل معاهدهم السياسية) وكذلك ما نصت عليه المباديء المعلنة لاتفاقية الشراكة العراقية الامريكية، ثم الانطلاق للشرق الاوسط (اليات دفاعهم في القضاء على الانتحاريين او يطلبون الشهادة وعدم تكرار غزوة نيويورك). كما لا يمكن قيام فيدرالية الجنوب او حل اشكالية كركوك ديمقراطيا فإن فاقد الشيء لا يعطيه.
الدول العربية تعتبر فيدرالية الجنوب (تسعة محافظات) خطرا على امن الكويت والسعودية (منابع النفط)، فإن قيامها يعني جنوب العراق متحالفا مع ايران. والتجارب مع ايران ومنذ 1979 (ثورة الخميني) لا تشجع على قبول تلك الفيدرالية. ان محاولات تصدير الثورة الايرانية واشكاليات الحج المتكررة وقتها والحرب العراقية الايرانية وما تعرضت له خطوط نقل النفط (التعرض للناقلات والموانيء)، والتهديدات المتكررة لغلق مضيق هرمز ومناورات ايران في الخليج العربي وليومنا هذا، ومطالبتها بالبحرين واحتلالها للجزر العربية، يضاف الى مواقف المجلس الاعلى الاسلامي المؤيدة لايران وصمت حزب الدعوة على التدخل الايراني في العراق ابان احداث البصرة حيث توضحت كل ابعاده. لقد وصفت قيادات المجلس الاسلامي الاعلى موقف ايران بالايجابي في احداث البصرة بل طالب زعيم المجلس الاسلامي الاعلي بتعويضات لايران عن الحرب العراقية الايرانية. ولا تغيب احداث اختفاء الكويت في 1990 وكل القرارات الدولية ذات الصلة. اقول ان ذلك كله لن يشجع الدول العربية على قبول فيدرالية الجنوب (قاعدة ايرانية) على حدودها، وبالاخص المملكة العربية السعودية والكويت.
وربما كانت موافقة الكويت على استضافة مؤتمر جوار العراق حول امنه بعد تطمينات خاصة للسعودية والكويت على استبعاد احتمال قيام فيدرالية الجنوب (تسعة وحافظات) ومع حضور رئيس الوزراء المالكي شخصيا المؤتمر لم يحصل العراق على ما يرغب، وخاب ظن الولايات المتحدة الامريكية في دفع العرب لتأييد الحكومة العراقية، وكان السبب الاداء العراقي.
تتحكم تقاليد المركزية الديمقراطية في تنظيمات الاحزاب الثورية الشمولية او لنقل من كانت احزاب ثورية، وخصوصا التي تعاملت بالبندقية وقادت تمردا او ثورة، ويصعب عليها التعامل على اسس ديمقراطية. وهذا ما يحصل داخل الاحزاب الكردية في التحالف الرباعي. وقد كانت البندقية لغة الحوار بينهما الى عهد قريب وحتى بعد 1991. وتناولت اشكالية الديمقراطية بين احزاب التحالف الرباعي في قراءة اولية في وثيقة التحالف الوطني الرباعي وعلى الرابط :
http://www.iraqoftomorrow.org/wesima_articles/articles-20070828-47931.html
عالجت العملية العسكرية التركية على اقليم كردستان الشعور القومي الذي تنامى بعد نجاحات الحزبين الكردين الاخيرة (فيدرالية اقليم كردستان)، وتتم العمليات العسكرية التركية بمباركة امريكية لتحجيم الشعور القومي الكردي، واشار لذلك عدد من المقالات على الانترنيت منها في ذكرى سقوط صدام- تغيرات في الشرق الاوسط على الرابط التالي
http://www.iraqoftomorrow.org/wesima_articles/articles-20080409-54504.html
وضم كركوك لاقليم كردستان سيعزز الشعور القومي لاحزاب التحالف الكردستاني حيث تتراكم الامكانيات المادية وتتوضح في دعم حزب العمل الكردستاني لتنفيذ عمليات عسكرية انتحارية وغيرها يعتبرها الديمقراطيون في العالم عمليات ارهابية. وتخشى الولايات المتحدة الامريكية انتشارها، بل واندماجها بالمفهوم الاسلامي السلفي.
انها دعوة للتحالف الكردستاني لتقييم جديد للتحالف الرباعي وفق المعطيات العالمية والاقليمية لا الاعتبارات المحلية والاصوات في البرلمان. ان انتخابات مجالس المحافظات فرصة جديدة للتعامل مع القوى الديمقراطية في العراق حيث تنمو الممارسات الديمقراطية وتبرز الياتها في التنظيم الداخلي لتنعكس على المواقف السياسية.

 


 

Counters

 

أرشيف المقالات