| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 21/5/ 2009



أين يضع المشهداني نفسه ؟

مجيد خليل

نشرت صحيفة الشرق الأوسط في عددها المرقم 11129 الصادر بتاريخ 18/05/2009 تصريحا غريبا للسيد محمود المشهداني ، رئيس البرلمان المستقيل ، تساءل فيه عن سبب السماح للشيوعيين بالعمل السياسي ولا يسمح للبعث بذلك ، وأردف حديثه بالقول بلغة الفهيم العارف ببواطن الأمور "فلماذا يسمح لهم بالعمل ؟ (يقصد الشيوعيين) هل لأن أمريكا وإيران رضيت عنهم"

لقد بلغ الجهل هذه الدرجة بالمشهداني بحيث أنه ساوى بين الضحية والجلاد ، فلا يفرق ، وهو أمر لا يليق برئيس برلمان سابق ، بين من دافعوا ويدافعون عن قضية الشعب ، وقدموا ويقدمون التضحيات والشهداء من أجل عراق ديمقراطي ، وبين من أحصى على الناس أنفاسهم وشردهم في المنافي وغيبهم في المقابر الجماعية . ويفصح الرجل مرة أخرى عن جهله ، فيعزو نشاط الشيوعيين في الساحة السياسية العراقية إلى رضا أمريكا وإيران عنهم.

إن هذا التعليل مغرق في السذاجة ، فالشيوعيون موجودون على الساحة بفعل نضالهم ونزاهتهم وإخلاصهم لقضية الشعب والوطن ، من الشعب يستمدون القوة، لا من رضا هذه الدولة أو تلك . ولأن المشهداني يفكر بطريقة الجهلة فهو يتصور أن هذا الرضا هو الذي يمنح العمل السياسي وجودا وشرعية ، فعقله المريض لا يذهب أبعد من هذا ، فرضا هذا وذاك والمحاصصة الطائفية أوصله إلى منصب رفيع ، وهو لا يملك مؤهلا وثقافة وخبرة .

وبسبب سذاجته وقصر نظره ، ورغم أنه تبوأ منصبا رفيعا في العملية السياسية ، فإنه في واقع الحال يروج للإرهاب ويضع نفسه في خدمة الإرهابيين وضد العملية السياسية التي هو جزء منها ، إنه يريد أن يقول أن من لا ترضى عنه أمريكا ، هو شريف و مقاوم للاحتلال إلى حد قتل الناس الأبرياء في الأسواق والشوارع ودور العبادة.

إن تصريح المشهداني يوضح بجلاء طبيعة بعض الأشخاص الذين تولوا السلطة في بلادنا بفعل المحاصصة القومية الطائفية المقيتة ؛ ومثل هؤلاء لا يرون ابعد من أنوفهم ، فهم يعزفون على وتر المحاصصة والطائفية و معاداة الديمقراطية ، بعيدا عن مصلحة الشعب والوطن الذي لا يكل الشيوعيون ، كعهدهم دوما ، عن الدفاع عنه وعن مستقبله .
 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات