| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 21/6/ 2010

 

توفير السكن و حقوق الإنسان

سعيد ياسين موسى

من المشاكل المزمنة في العراق هي مشكلة السكن , تاريخيا الإنسان عندما أستوطن الأرض وأستقر عليها بدأت عنده أفكار البناء والتطور والارتقاء إلى حياة أفضل ,في البدء كان الهم الأول الإنسان هو الحياة الآمنة له وكانت الخطوة الأولى تأمين الغذاء وبعد تأمين هذه الحاجة, اتجهت أنظاره إلى رفيقة الدرب وبناء الأسرة وهنا برزت الحاجة إلى الاستقرار وكان الكهف والمغارة مأوى له للاستمرار في الحياة ومن الكهف أنطلق يلبي حاجاته اليومية في الدفاع عن النفس والأسرة والكهف (الوطن أو المأوى) وبدأ بحياة جديدة في تدجين الحيوانات ومن ثم الزراعة والصناعة وبناء الدولة ومغادرة الحياة الفردية ليكون جزءا من مجموعة بشرية تجمعهم المصالح والمعتقدات و وفق الحاجة اليومية طور الإنسان أدواته وأساليبه (أتناول فقط الجانب الشكلي).

كان الكهف والمغارة( الوطن والمأوى) الانطلاقة المكانية الحقيقية في بناء الحياة والحضارات الذي ورثناها ,بل وحتى السماء وضع بقاع مكانية للارتقاء ومثابة للعبادة والسمو, وجميع الشرائع الوضعية تقر و التي أتفق عليها بنو البشر لتنظيم حياتهم اليومية في الحقوق والواجبات, ومن هذه الحقوق هو (حق السكن) حيث يعتبر توفير السكن الملائم من العناصر الجوهرية لضمان الكرامة الإنسانية والسكن الملائم ليس فقط أربعة جدران وسقف يستظل الإنسان به, فالمسكن ضرورة أساسية في المعيشة الصحية السوية والذي يلبي الحاجات النفسية العميقة للإنسان ناهيكم من التداعيات الاجتماعية لعدم وجود السكن المستقل للأسرة.

أن الدستور يقر في المادة (30) (أولا) (تكفل الدولة للفرد وللأسرة – وبخاصة الطفل والمرأة – الضمان الاجتماعي والصحي والمقومات الأساسية للعيش في حياة حرة كريمة ,تؤمن لهم الدخل المناسب والسكن الملائم) .

ويقر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في (المادة25) بالحق في السكن الملائم و(المادة 11) من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والذي يتعهد فيها الدول الأطراف والموقعة للاتفاقية بتوفير السكن الملائم والحياة الحرة الكريمة للإنسان.

وها نحن سمعنا كثيرا من الخطب والبرامج الانتخابية والتعهد بتنفيذ مشاريع التنمية الاقتصادية والسكن خصوصا وبعد أن يتم تشكيل الحكومة العتيدة يأتي أوان الوفاء بالعهود والوعود للجمهور الذي أدى ما عليه بحق الوطن, و التواق لأحداث التغييرات في حياته والارتقاء به لحدود الحقوق البشرية في توفير السكن الملائم ,لا أريد الدخول في دوامة الأرقام والبيانات والاستثمارات  فالعراق يعاني من مشكلة السكن وهو العائق الرئيسي لتطور الإنسان العراقي ويضعه تحت مطرقة الاستمرار في الحياة ومطرقة المأوى الإنساني الملائم يحفظ به إنسانيته وكرامته في وطن صنعه من جديد بإبهامه البنفسجية. ومعا على طريق البناء.

 

بغداد- 10/5/2010                  

 

free web counter

 

أرشيف المقالات