| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 22 /1/ 2012

 

قتلهم السريع

كاظم العبودي
ksppar@gmail.com

مضى يوم الخميس بمرارة اعتصرت  القلب وحزن خيم على النفس حتى  انني لم استطع ان افعل اي شيء سوى التخبط في الافعال  والتصرفات دون شعور ، بعدها امسكت بقلمي لاكتب عن ما حدث في هذا اليوم الكارثي وابوح بما يختلجني من مشاعر واحاسيس ، قلمي لم يسعفني لان مشاعري اخذت تنهمر كسيل وجد فسحةً في صخور الجبال فدمرت احاسيسي ما كتبه فأصبت مقالتي مقطوعةً من الالم والاسى . مزقت ورقتي وقررت ان اكتب عن نزهان ذلك الضابط الشجاع الذي ضرب اروع قصة في الاخلاص لقضيته ومهنته لكنني شعرت بالقصور تجاه من ضحا بحياته من اجل ابناء شعبه فاحتضن الموت وكله امل بأن يخلصهم  من الموت ولو بموته فاعتنق الموت بكل اقدام واصرار ، في لحظت قرار بطولي لم يتخذه الا  الابطال القلائل . فحفظت ذلك المقال في مكتبتي لعلي انشره في اعداد لاحقه وفي هذه الاثناء وجدت نفسي ابحث عن سبب ذلك التفجير وعن المقصرين في اداء واجبهم فقلت ان الاجهزة الامنية كانت سبباً في ذلك فهي لم توفق في حماية الزائرين ولكن ضميري انبني كثيراً فانا رأيتهم بأم عيني وهم يبذلون ما في وسعهم من اول يوم في محرم الى هذه الحضة دوريات ومرابطات و سيطرات  فماذا يفعلون بعد يا ترى ؟ لكن من يتصدى لمسؤولية حماية الناس يجب ان يتحلى بالحس الامني وان لا يخطأ قيد انملة لان الخطأ تكون نتيجته ارواح الابرياء لذلك يجب عليهم ان يتوقعوا كل شيء معقول او غير معقول ،

بعدها قلت ان الفرقاء السياسيين هم مسؤولون عن ما حدث فبخلافهم تحل الكوارث علينا ويسيل الدم في شوارعنا لكن عقلي لم يستسغ هذه الفكرة ولربما احس بضعف شخصي امام اتهام تلك الحيتان الكبيرة بهذه الاحداث الاجرامية فعلل الامر بان السياسة نشأت من اختلافات في الرؤى والافكار ولم تنتج مثل هذا الدمار وهدف السياسة عكس فكرة القتل والموت، ولو توحدت اهداف السياسيين وافكارهم لما تعددت الاحزاب.

اذاً لابد ان اتهم القاعدة والبعث الصدامي كي اخرج من هذا المأزق وارحم ضعف حالي في حالت اشارتي الى  تقصير في جهة او اتهام جهة اخرى مع هذا فأني ايضاً توجست خيفة لان هناك من يمدح الصداميين ويتبنى افكارهم واجنداتهم ويترحم على صدام واعوانه داخل العملية السياسية  .

اذاً من الافضل لي ان اتهم الخط السريع بمقتل الجموع الزائرة فهو يمتد من عاصمة الارهاب "بغداد " حتى مدينة البطحاء دون اي سيطرة نظامية ولا يحتوي على جهاز سونار و  اقصد  سونار ابو "الاريل " وليس سونار بوابة بغداد الذي مضى على انشائه اربعة اعوام ولم  يفتتح بعد لأنه بانتظار استشهاد اخر مواطن عراقي ، (لكي يدمم يوم الافتتاح)

على الرغم من الوضع الاستثنائي الذي يعيشه البلد في هذه الايام حيث يسير الملايين من العراقيين قاطعين مئات الكيلومترات في العراء مما يجعلهم عرضة للعمليات الارهابية في وقت لم تستطع الاجهزة الامنية توفير الامان للمواطنين داخل المدن .

رحم الله شهدائنا

free web counter

 

أرشيف المقالات