| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 22/1/ 2012                                                                                                   

 

الثورة السورية بدأت غاية وانتهت وسيلة

قيس عمر المعيش العجارمه
alnashmi_qais@hotmail.com

عندما بدأ السوريون ثورتهم وحراكهم السلمي البريء ضد الاستبداد والظلم كغيرهم من الشعوب العربية ..راهن الكثيرون حول قدرة هذا الشعب العظيم على كسر حاجز الخوف والرعب الذي صنعه نظام الاسد بالحديد والنار..بل ان البعض لم يكن متفائلا سيما وان هذا النظام له باع طويل في خلط الاوراق والمراوغة والاستفادة من كل شيء حتى الهزائم والتي كان يحولها الى نصر مظفر....بل انه قادر على قلب الحقائق بطرق شيطانية ...فهذا النظام لم ينطلق يوما من المبادئ والقيم وانما كان يسخرها دوما لمصلحته...وبالفعل وبوحي من نجاح الربيع العربي في مصروتونس فقد نجح السوريون في اول خطوة على طريق الحرية فخرجوا الى الشوارع بمظاهرات وحراك سلمي سرعان ما تحول الى ساحة قتال ومعركة طاحنة شنها النظام باقسى درجات العنف والاجرام خلفت شهداء وجرحى ومعتقلين ...وصحيح ان الغلبة كانت للنظام وزبانيته الا ان النظام لم يكن ليحتمل وضعا كهذا لمدة طويلة وكان ينتظر ساعة فرج تأتيه ليتمكن من لعب دور الضحية بدل الجلاد ..ولانه ضليع في اغتنام الفرص واللعب على التناقضات وكان يعلم مسبقا بأن هذه الثورة لن تدوم وتستمر دون ان يستثمرها تجار الحروب وسماسرة المبادئ واصحاب الاجندات الخارجية والذين يخدمون حسابات اخرى ليس لها صلة بشعب سوريا وابناءها...ولقد جاءته ساعة الفرج التي كان يتوقعها من خلال استعجال دمى السياسة الخارجية وادوات اجهزة الاستخبارات الغربية -والتي لم تدرك ثورات مصر وتونس لتلوث برائتها فادركت ثورات اليمن وليبيا وسوريا – والذين لم تسعفهم الحكمة وقدّموا لبشار طوق النجاة من خلال دعمهم الاعمى للحركات المسلحة التي تتنوع اطيافها وتتعدد منابعها والتي غيرت مسار الثورة السورية لتحول المشهد من شعب اعزل يطالب بحرية كسب تعاطف العالم اجمع واظهر اجرام النظام الى عصابات مسلحة تقاتل جيشا نظاميا ...وهذا شئنا ام ابينا وبشكل تلقائي يخفف من حدة جرائم النظام ويعطيها نوعا من الشرعية ويخلط الاوراق فلا يستطاع التمييز بشكل جلي بين الجاني والضحية وليس ادل من جريمة قتل الصحفي الفرنسي والتي ضاعت بين الجيش النظامي والجيش الحر...و كانت نتيجة هذه الاستراتيجية الغبية والتي اعماها سوء نوايا اصحابها اعطاء بشار الاسد نوعا من الشرعية منبعها التعاطف مكنته من اللعب بمشاعر الكثير من ابناء سوريا والذين يرون بأن وطنا بلا حرية هو خيار افضل من حرية بلا وطن وهذا وللاسف شعور عام يخالج كل العقلاء الذين يحبون سوريا ويخافون على مصلحة شعبها ولا يريدون تكرارا للسيناريو الليبي حتى ولو كان الثمن بقاء بشار..وبالمحصلة لا زال اصحاب الاجندات الخارجية ودمى الاستخبارات الغربية من دول واشخاص في المنطقة يقدمون الدعم للحركات المسلحة ليس حبا بسوريا وانما كرها ببشار..وهذا قطعا وبلا شك ادى الى تغير مسار الثورة والتي بدأت غاية وحق ثم تحولت الى وسيلة من وسائل الباطل.. نظام يبطش هنا وامراء حرب طامعون بالسلطة هناك ....لله دركم يا اهل سوريا وكما قال احمد شوقي:

سلام من صبا بردى ارق .... ودمع لا يكفكف يا دمشق
ومعذرة اليراعة والقوافي ... جلال الرزء عن وصف يدق

 

المملكة الاردنية الهاشمية





 

free web counter

 

أرشيف المقالات