| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                الأحد 22/4/ 2012

 

بلا خوف ولا مجاملة ...!!

حاج نزار محمد غالي

الخوف ولى وعاد القلب إلى خفقاته الطبيعية , فلا مخالب ولا أنياب .. مات الوحش ومات معه اليأس والخوف .. وبقيت الآثار والذكريات .. لعل جدران السجون تحمل بعضا من تلك الآثار , وشفاه اليتيم تتمتم بكلمات حارة معجونة بالدموع تتحدث عن والد التف على رقبته حبل المشنقة فمات مع من مات دون أن يعثر على قبره احد .. وتهمته كانت خطيرة في ذهن الطاغية ..كان يريد الحرية !!..
.. والحرية عند الأنظمة الجائرة خط احمر .. ولو منحت تلك الأنظمة الحرية للناس , ما كانت تسمى جائرة ..
الحرية لعلها أجمل مفردة في كل اللغات .. فهي الهدف الذي يسعى إليه الجميع رغم الأفكار والانتماءات المختلفة .. ذلك لان الحرية هو الإحساس بالآدمية وهو إحساس متجذر في الأعماق , ومن غير هذا الإحساس يعني أن الإنسان ليس أنسانا وإنما يشكل رقما من أرقام الماشية أو جزء من جماد لا يحس ولا يشعر ..!!
...لكن الإنسان ليس هكذا ؟ هو إذا ما استثنينا اللحم والعظم فالباقي هو أحاسيس ومشاعر ومن هنا ينشا داخل الإنسان رفض لمن يحاول أن يلغي أدميته ...
يتحرك الجهاد والكفاح في النفوس فتحصل الثورات والانتفاضات التي اطاح بعضها بالكثير من الطغاة .. والثمن كان قوافل الشهداء ..
وفي وطننا الغالي , وبعد معاناة .. نضجت الشجرة واقتطفنا الثمرة واذا بنا نعيش الحرية ,وما صدق احد .. إننا أصبحنا ملوك أنفسنا ..
.. أصبحنا بلا خوف .. ولكن ليس بلا مجاملة وهذا هو الخطأ .. بالمجاملة تغيرت الأوليات .. والأخير أصبح أولا وهذا يلغى , وذلك بدلا من هذا .. بالمجاملة يطلق سراح القاتل وبالمجاملة تموت الكفاءات .. بالمجاملة يوظف هذا ويعين ذاك , وإذا بطبيب يعين في دائرة للمحروقات .. أو بعالم فيزياوي يعين بمكان لا علاقة له باختصاصه .. وبهذه المجاملة ينشا البناء ماثلا والحظ ملتويا , وتصطدم المصالح بعضها ببعض , ونشء آفة المحاصصة هجومها فتنخر الجسد وتفكك أجزاءه بعنوان الاستحقاقات ..
.. وهكذا يعود المخلب من جديد وتبتعد الخطوط المتوازية بعضها عن بعض وتتجزأ الدائرة الواسعة التي ضمت الجميع إلى دوائر صغيرة وضيقة حيث تجد العنصرية فرصتها لبث الأحقاد .. مثلما يجد فيروس الطائفية فرصته للانتشار السريع .. وإذا بالجبل الأشم يتحول إلى أكوام من حصى لا يفيد في بناء ولا ينفع في رتق أو دواء ..
.. من هنا نشاهد الهوة بين الإطراف قد توسعت لدرجة لا تسمح بلقاء بعضها البعض .. فمن الذي يحث الإطراف على أن تنفض عن نفسها الغبار وتختار العنوان الكبير الذي يوحد الجميع وهو الوطن العزيز فنعيش ونلتقي تحت مظلته عيشة الإخوة المتحابين الذين لا تتمكن منهم أسباب التفرقة ..؟؟
.. وحرام أن تتراشق الإطراف فيما بينها – في زمن الحرية – بتصريح متشنج من هنا وتصريح خطير من هناك ..وكأن الأخوة نسوا أو تناسوا الزمن الماضي وحجم الظلم الواقع على الجميع .. فلا تزال قبور جماعية جديدة تكتشف ولا تزال صورة حلبجة والأسلحة الكيماوية ماثلة للعيان
.. أليس هذا يكفي للإخوة أن يدوسوا على أسباب التفرقة والتشرذم , ويمدوا أيديهم للمصافحة والسير بالبلد الجريح إلى حيث لم الشمل والوصول إلى شواطئ الخير والسلام .
هل من الوفاء للشهداء الذين سقطوا ثمنا للحرية التي نعيشها اليوم .. أن نتفرق ؟؟
..أما آن لنا أن نستحي من دماء الشهداء ومن عوائلهم وهم كثر ..؟

.. ألا يعلم الأخوة – أن الحرب لو وقعت - لا سامح الله – فإنها ستأكلنا جميعا وستجر البلد إلى – صدام جديد – وها هم أعداء العراق يتربصون بنا ؟
.. أليس من احد تنتصر في داخله الوطنية فيقرا هذه المقالة ليقول : أن هذا الرأي صحيح .. وهو رأي الشعب .. كل الشعب ..
.. ألا يراجع الساسة الكبار أنفسهم فتتولد عندهم الشجاعة والجرأة لانتزاع الأفكار الظلامية من دواخلهم ..؟ ..فيعودوا بالمودة والوئام إلى أحضان الوطن الغالي ليبدؤوا البناء ويضمدوا الجرح العميق ..؟؟
وهي دعوة مخلصة .. كتبت بلا خوف ولا مجاملة ..
والأمل كبير أن يسمع الكبار هذه الصرخة .. أرجوكم أيها الساسة ان تسمعوا صوت الشعب أو صوت الأغلبية منه وهذه أمنية المخلصين من أبناء هذا الشعب
 

free web counter

 

أرشيف المقالات