| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 23/4/ 2008

 

رحيل قائد الأنصار والشيوعي البارز (ابو عامل)

مجموعة من رفاق ومحبي الفقيد

بحزن بالغ والم عميق ومشاعر جياشة ننعي الى ابناء شعبنا العراقي، الأب والشيوعي والمعلم والضابط في الجيش العراقي والمحامي والمستشار القانوني، قائد الانصار والشخصية الاجتماعية البارزة وابن القوش البار سليمان يوسف بوكا، المعروف ب (ابوعامل).
كل هذه المفردات وجدت لها ارضا خصبة في شخصية نادرة، تميزت بالتواضع والعفة والزهد والصدق والاخلاص والتضحية والمبدئية، والصلابة ونكران الذات والعطاء الزاخر بالشجاعة والصبر الذي لا حدود له، وصفت احيانا بالرهبنة، وثقة لامتناهية بالحزب والشعب وبالآفكار التي نذر حياته من أجل تحقيقها .

 

ولد ابو عامل بتأريخ 05/03/1925 في القوش من عائلة كلدانية كادحة واكمل الدراسة الابتدائية فيها، ثم انتقل الى المدرسة الريفية في بغداد ليتعين فيما بعد معلما لمادتي الرياضيات والرياضة في بلدته التي احبها كثيرا.
تزوج عام 1948 من السيدة يازي يونس، التي انجبت له خمسة اولاد - نضال، عامل، كفاح ، لينا وعادل.
تأثر بالفكر الماركسي وانبهر بإنتصار جبهة الشعوب ضد الفاشية في الحرب العالمية الثانية مما شجعه للانضمام الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي عام 1946.

وفي عام 1952 دخل كلية الحقوق بعد ان كان يدرس في مدرسة الأرمن في بغداد، وتخرج محاميا عام 1956 ، ثم انتسب الى الجيش العراقي كمستشار قانوني في الفرقة الثانية انذاك. وبعد ثورة 14 تموز عين مستشارا عدليا في الجيش العراقي.
بعد انقلاب 8 شباط الأسود عام 1963 القي القبض عليه وزج في سجن رقم واحد مع الالاف من رفاقه... ومن هناك تم ترحيله الى سجن نكرة سلمان الشهير، حيث كان ضمن الضباط الوطنيين الذين حشروا معا في قطار الموت السيء الصيت، في محاولة للتخلص منهم جميعا...
وفي بداية عام 1964 اي بعد انقلاب عبدالسلام عارف على زملائه البعثيين اطلق سراحه واحيل على التقاعد بتهمة الافراج عن 240 عسكري كوردي متهم بالشيوعية.

مارس مهنة المحاماة المدنية لغاية 1970 حيث سافر الى موسكو للدراسة الحزبية التي استغرقت عامين، وعاد بعدها الى الوطن ليساهم في النضال مع رفاقه في قيادة الحزب.
وفي عام 1975 فقد شريكة حياته يازي و احد رفاقه (صابر) في حادث سير على طريق بغداد كركوك، ونجا بإعجوبة من الموت ولكنه اصيب اصابات بالغة كان يعاني منها طوال حياته.
وبعد هجمة البعث الغادرة عام 1978 على منظمات الحزب الشيوعي العراقي ورفاقه، شكل الحزب قيادة ظل من ثلاثة رفاق كان من بينهم الرفيق سليمان يوسف عضو اللجنة المركزية للحزب، مهمتها قيادة المنظمات الحزبية، وهُيئت لهم مستلزمات قيادة العمل السري.
وفي 21 كانون الأول من نفس العام شن البعث حملة لاعتقال الضباط الشيوعيين المتقاعدين، أسفرت عن اعتقال 26 ضابطاً شيوعياُ متقاعداً، على رأسهم سليمان يوسف بوكا، عضو اللجنة المركزية للحزب، بدعوى أنهم يعدون لمؤامرة ضد الحكم، وكان من بين المعتقلين سعيد مطر وفخري الآلوسي وكمال نعمان ثابت وأحمد شفيق الجبوري وآخرون. تعرض المعتقلون الى التعذيب. وقد أثار اعتقالهم حملة عالمية واسعة من الاحتجاج، اسفرت عن اطلاق سراحهم، وقد دامت فترة اعتقاله 9 اشهر.
و بعد ذلك التحق بقواعد الأنصار الذين كانوا قد سبقوه الى حمل السلاح في جبال كوردستان العراق بوجه النظام الصدامي المقبور.
اصبح مسؤولاً للمكتب العسكري لقوات انصار الحزب الشيوعي العراقي إبان سنوات الكفاح المسلح ضد الدكتاتورية المجرمة.
كان الرفيق "ابوعامل" من الكوادر القيادية المعروفة والبارزة في الحزب الشيوعي العراقي، في المجالين السياسي والعسكري، حيث أصبح عضواً في المكتب السياسي لسنوات طويلة وتسنم مهام حزبية رفيعة اخرى.
وبعد سقوط النظام الدكتاتوري، كان من أوائل الرفاق الذين عادوا الى الوطن، ليضع نفسه، وكل امكانياته وخبرته الواسعة والغنية تحت تصرف الحزب، ولينهض بأية مهمة يكلف بها.
تدهورت صحته كثيرا في الأشهر الأخيرة من حياته، بعد صراع مع المرض لم يمهله طويلا، ومع ذلك لم يفقد الأمل والثقة بعدالة القضية التي نذر كل حياته من أجلها، وفارق اهله ومحبيه ورفاقه الانصار الذين منحوه الثقة فاحبوه واحترموه كثيرا.
لك المجد و الذكر الطيب أيها الطيب. وستبقى نجما ساطعا في سماء وطنك وسنبقى نتذكرك ما دمنا احياء.

22/04/2008


 

Counters

 

أرشيف المقالات