| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 24/1/ 2011

     

مسيرات في الغرب وإخرى في الشرق ...

ضياء كريم
 

تونس الواقعه في المغرب العربي , تشهد هذه الايام مسيرات إحتجاجية لبضع الاف من المواطنيين الاحرار, بهدف إزالة واقع مُر, شهده الشعب التونسي على مدى عقود من الزمن , والشرارة كانت مظلومية شاب جامعي عانى الأمرين , البطالة و الإهانة , هذا الشاب من عائلة فقيرة وغير متنفذة , وليس حفيد الملوك ولا الاولياء والانبياء , والذي اشعل النار بجسده لتكون الشرارة الاولى لهروب رأس النظام , ولازال لهيب النار يُلاحق البقية , من أجل مستقبل خالي من الطواغيت ومصاصي دماء الشعب .

الشعب التونسي جعل من هذا الشاب الفقير والمعدم رمزاً لثورته , والتي يبدو انها لا تتوقف الا بعد تحقيق الكرامة للشعب , تلك التي طالب بها ذلك الشاب الجامعي إبن الطبقة المسحوقة , والعائلة المعدمة . فتحية لهذا الشعب الثائر , وكل المجد لمثل هكذا مسيرات , من اجل مستقبل افضل ونبذ الماضي الاسود .

وهناك ساحة اخرى , في المشرق العربي , تشهد ايضا في هذه الايام , مسيرات احتجاجية لأكثر من عشرة ملايين انسان , يُطالبون بازالة الظلم الذي وقع على إبن بنت نبيهم , قبل اكثر من اربعة عشر قرنا , هل يا ترى ان هذه الاحتجاجات والمسيرات المليونية سببها كون المظلوم ابن بنت النبي , ام ان المظلومية كانت بشعة ؟ وهل تاريخ العراق لم يشهد ظلما ابشع من واقعة كربلاء ؟

ولماذا هذا التاريخ البعيد , وجميعنا يتذكر ويشهد على جرائم و مظلوميات حدثت في العقود الماضية القريبة والى اليوم , ولو قارنا بشاعتها بجرائم كربلاء قبل اكثر من اربعة عشر قرنا , لهانت كثيرا هذه المصيبة امام مصائب الملايين من العراقيين الذين تعرضوا الى الدمار والهلاك والتهجير والحرق والفرم والقصف الكيمياوي , اطفالا و نساءا و شيوخا , وشباب عزل .

ومنهم مئات الالاف من الكرد الفيلية تم تهجيرهم من ديارهم وأمام انظار الشعب , وتم الاستيلاء على املاكهم , وإبادة الالاف من شبابهم بدم بارد , ورغم كل ذلك لم نشهد احتجاجات او اعتراضات ولا مسيرات , كما نشهدها اليوم , و يبدو ان الالاف من الشباب الفيلية الذين اعدموا على يد الظالم , لم يكن بينهم واحدا جده نبي ولا بينهم من هو ابن لإمام .

اذا لم يكن المظلوم في عراق اليوم من اتباع اهل البيت , ليس هناك من يدافع عنه ويضمد جراحه ويعطيه حقه , وخير دليل ما لحق بشريحة الكرد الفيليين الذين لازالت املاكهم مغتصبة , وليس هناك إعتراف بحقوق شهدائهم , ولا حتى كلمة اعتذار من قبل السلطة الحالية .

اما ما يتعرض له اليوم ابناء الديانات الاخرى في عراق اليوم , من ظلم و جور وإبادة وتهجير , لا تهز مشاعر تلك الملايين من السائرين مشيا على الاقدام لنصرة مظلوم كربلاء قبل اربعة عشر قرنا ,(على ما يبدو) , والغريب ان جميع هؤلاء الملايين هم الذين يعانون اليوم من الفقر و العوز , والبطالة وفقدان الخدمات الاساسيه , من ماء وكهرباء و تعليم وابسط الخدمات الصحية , بالاضافة الى انعدام امنهم .

هكذا هي الشعوب , بعضها تسير وتحتج وتنصر المظلوم الذي منهم وفقير مثلهم , وتجعل منه رمزاً لثورتهم , من أجل مستقبل اجيالهم في الدنيا .
و اخرى ايضا تسير و تنصر المظلوم الذي هو ابن إمامهم و نبيهم , وتجعل منه رمزا لمسيرتهم , من اجل جنة في السماء و اخرى في الارض للمعممين واحزاب الاسلام السياسي .

 

24-1-2011

 

free web counter

 

أرشيف المقالات