| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين  24 / 2 / 2014

 

شارع (سلام عادل) في النجف

فالح حسون الدراجي

بعد واحد وخمسين عاماً على استشهاده المميز، قررت بلدية النجف الاشرف اطلاق اسم الشهيد البطل سلام عادل على احد شوارع المدينة المقدسة، تلك المدينة التي ولد، وعاش فيها الشهيد الخالد سلام عادل..

وقد جاء في نص القرار المرقم هـ/1/ 8533 والمؤرخ في 23/2/2014 والصادر عن المجلس المحلي لقضاء النجف الاشرف البيانات التالية: (قدَّمت الينا عائلة الشهيد السيد حسين احمد الموسوي طلباً تروم فيه تسمية احد الشوارع بإسم الشهيد الذي اعدم من قبل النظام البعثي عام 1963، ولكونه أحد أبناء النجف الأشرف الغيارى الذين ضحوا من أجل الشعب والوطن، ولمواقفه الوطنية والنضالية.. وبقدر تعلق الآمر بنا لا مانع لدينا من تسجيل أحد الشوارع باسم الشهيد) وقد ذيل الكتاب الذي وجههالمجلس المحلي لقضاء النجف الى مديرية بلدية النجف بتوقيع الدكتور عبدالامير عيسى الاعرجي رئيس المجلس. وإذا كان نص القرار قد انتهى عند هذا الحد، فإن الحكاية عندي لم تنه بعد، بل بدأت من هذا الحد.. حيث أنفتحت أبواب الموضوع جميعها..

دعوني أترك الحديث عن النقاط، والاسئلة والمعاني التي فجرها هذا القرار الجريء ـ وإن كان متأخراً ـ لأمضي الى نقطتين فقط.. النقطة الاولى تتحدث عن روعة النجف: مدينة، وحكومة، وبلدية، وأناساً، وتأريخاً، وقيمة، ووعياً متقدماً. وأظن أن هذا الآمر ليس غريباً على مدينة وجهها يضاء بقباب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كل مساء، وصباحها يعطر بكنز الجمال والعلوم والفقه والبلاغة والقيم الفائقة التي تدخرها مكتبات وصالونات، ومنتديات، وجمعيات النجف الدينية والثقافية...

وروعة هذه المدينة ليس في كل ذلك فحسب، إنما في شجاعتها وبسالتها أيضاً، ولو لم تكن كذلك لما أقدمت بلديتها على اصدار قرار لم يجرؤ غيرها على اقراره ..

والسؤال لماذا وافقت بلدية النجف الاشرف على تسمية شارع باسم الشهيد حسين احمد الرضي الموسوي ـ سلام عادل ـ ولم توافق الكثير من البلديات في المحافظات الاخرى على طلبات مماثلة.. أليس في هذه المحافظات شهداء يملأون أراضيها، بل أن بعضهم لم يجد له أرضاً لدى الطغاة، فظل قبره حتى هذه اللحظة مجهولاً. أم أن عوائل هؤلاء الشهداء الميامين قدإنتهت ـ لا سمح الله - ؟ بحيث لم يتقدم أحد منهم بطلب لتسمية شارع ما بإسم هذا الشهيد أو بإسم ذاك. وحتى لو نفترض إن لا أحد من عوائل الشهداء الآخرين يتقدم بمثل هذا الطلب.. الا يحق للشهداء أن يطالبوا المسؤولين بما في البلديات والمجالس المحلية والمحافظات، بل وفي الدولة برمتها أن يبادروا لأجراء مثل هذا الآمر دون الحاجة لطلب من عوائلهم؟

أما النقطة الثانية فهي تتلخص بلغة القرار.. وهي لغة محترمة، فيها الكثير من الحب، والشكر، والامتنان للشهيد سلام عادل.. وأظن بأن هذه الجمالية التي عطرت مفردات القرار لم تأت (لأن الشهيد سلام هو أحد أبناء النجف فحسب إنما لأنه من الذين ضحوا من أجل الشعب والوطن، ومن ذوي المواقف الوطنية والنضالية).

ولعل الآمر الاهم في اصدار هذا القرار، وفي صياغته الرائعة أنه يأتي، ويصدر في مدينة النجف ذات الخصوصية الدينية والاجتماعية، ويخص واحد من أهم قيادات الحزب الشيوعي في العراق، بل هو واحد من أبرز قيادات الحركة الشيوعية في العالم أيضاً.. وهو الامر الذي يمثل رداً أخلاقياً عظيماً على تخرصاتالأعداء الذين يحاولون دق الأسفين بين القوى السياسية الوطنية في العراق ومنها الحزب الشيوعي وبين طبقات الشعب الاخرى..
فالحزب الشيوعي الذي كان قائده الشهيد سلام عادل هو نجل السيد أحمد الرضي الشخصية الدينية المعروفة في النجف الاشرف، وهو شقيق السيد عباس الموسوي المعروف في الاوساط النجفية أيضاً.. فأية روعة، وأي وعي متقدم، وأي جمالية عالية تتسم بها هذه المدينة الكريمة؟

فشكراً لمدينة النجف بكل عناوينها بدءاً من الدكتور عبدالامير عيسى الاعرجي رئيس المجلس المحلي، وشكراً للسيد طلال بلال النائب الثاني لمحافظ النجف.. وألف شكر لأهالي النجف الكرام، ولبلديتهم الموقرة..

وختاماً أتمنى أن يسجل شارع (المثنى) الذي يقع فيه مقر الحزب الشيوعي بإسم الشهيد البطل سلام عادل، وليس بإسمه الاصلي حسين أحمد الموسوي.. لأن الناس جميعاً، بل والعالم كله يعرف شهيدنا البطل بهذا الاسم الجميل.. مع إحترامنا وتبجيلنا لإسم السيد حسين احمد الموسوي. كما أتمنى على النجفيين الكرام المشاركة في اليوم الخاص بالشهيد سلام عادل الذي سيفتتح فيه الشارع المذكور، والمصادف يومي 13 و14 من اذار القادم حيث ستكون هناك مسرحية عن الشهيد ومفردات عديدة تقدم بهذه المناسبة الغالية.

ختاماً أتقدم بالتحية للأحبة في محلية الحزب الشيوعي في النجف الاشرف للجهد الكبير الذي قدموه في هذه القضية، التي ستفخر بها النجف لأجيال اللاحقة..

 

free web counter

 

أرشيف المقالات