| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 25/5/ 2009



المصالحة الوطنية ..... مع من ؟

داود نادر نوشي

يختلف تعريف المصالحة الوطنية عند الكثير من العراقيين سواء كانوا سياسيين اوغير سياسيين ، والاختلاف هنا يرجع الى النظرة التي ينظر بها هؤلاء الى العراق الجديد والعملية السياسية الجارية ألان والموقف السياسي أتجاهها .

والسؤال المطروح دائما هو ليس عن جدوى المصالحة ، او متى ، وكيف، ولكن المهم في المصالحة هو مع من نتصالح ؟
وماهي الاسس والمبادى التي تجري عليها المصالحة ؟
وهل أن المصالحة هي الوسيلة المثلى للحصول على مكاسب سياسية ؟
الغاية منها أستجداء الاصوات للوصول الى كرسي السلطة ولو كانت على حساب دماء العراقيين ؟
وهل تعني المصالحة أن نساوي بين الضحية والجلاد ؟

ونحن كعراقيين وبعد سنوات عجاف من الحكم الدكتاتوري البعثي البغيض ، والذي جعل من الشعب العراقي عدوا لدودا له ، لم يفكر طيلة ثلاث عقود من التصالح معه ، بعد أن قتل الملايين من خيرة شبابه.
وبعد كل هذا التنكيل والاجرام الذي مارسته السلطة البعثية طيلة فترة حكمها الاسود، وبعد الهزيمة والانهيار في 2003 عادت لتمارس الاجرام والقتل بحق العراقيين ولكن بطرق وأساليب جديدة وتحت مسميات المقاومة والجهاد، وفي ظل تحالفات مشبوهة مع تنظيم القاعدة الارهابي والبعض من المفلسين السياسيين والحالمين بعودة الديكتاتورية .

وهنا اقول كيف يمكن لأي منصف وعاقل ان يفكر ولو للحظة واحدة بالمصالحة مع البعثيين ، لاسما وانهم لم ولن يغيروا من سياستهم القائمة على التهميش والاقصاء وسياسية الحديد والنار .

ثم أن المصالحة الواجبة هنا هي التي تكون مع من يؤمن بالعملية السياسية والعراق الجديد قولا وفعلا ، لا بالشعارات والخطابات الهستيرية التي تخفي ورائها الكثير من الاجندة والمؤامرات السياسية، الهدف منها تقويض كل ما تم بناءه خلال ست سنوات قدم فيها العراقيين ألأّلاف من الشهداء.

وانا اعتقد ان المصالحة الوطنية سوف تتعثر ولن ترى النور ما دامت الآلية المتبعة في أجرائها قائمة على الفوضوية في تحديد المسار الذي تسير عليه ، والعشوائية في اختيار الاطراف والتي يجب ان تكون وفق مبدأ العراق الجديد القائم على التعددية وحرية الرأي وتقبل الاخر ، ووفق هذه التسمية فأن كل الذين يؤمنون بالعراق ما بعد 2003 هم الذين يجب أن يجلسوا حول طاولة المصالحة ويرسموا الخطوط العريضة لها .

اذ لابد لنا من وضع نهاية لما نحن فيه وان نتطلع الى المستقبل ونبني العراق ، وندع الخلافات الجانبية التي سوف لن تصل بنا الى نهاية النفق المظلم ، وان نمد جسور المصالحة الى ابناء الشعب العراقي الذي ذاق مرارات الحرمان والفقر منذ عقود وهو يتربع على ارض غنية بمواردها وثرواتها، وهو الاولى بمد يد المصالحة له، ولن يقبل ان تمتد يد المصالحة الى الذين ما زالت أيديهم تقطر من دماءه وستقطع لا محاله .


 

free web counter

 

أرشيف المقالات