| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

الخميس 25/10/ 2007



الاطماع التركية والبحث عن الذرائع

اراز عباس

تصاعدت في الاونة الاخيرة التهديدات التركية بأجتياح كوردستان العراق بحجة تواجد حزب العمال الكوردستاني في سلسلة جبال قنديل الواقعة ضمن حدود كوردستان العراق. وتدّعي تركيا بان هجمات حزب العمال ضد الجيش التركي تنطلق من تلك المنطقة. وتقوم تركيا بأستخدام حجة تواجد حزب العمال في كوردستان العراق من اجل تبرير الاجتياح وضرب ما تم بنائه في اقليم كردستان العراق، لانها ترى في الفدرالية تمهيداً لأستقلال الكورد ويبرز فشلها في حل مشكلة الاكراد في تركيا . بالاضافة الى رغبتها في ان تكون شريكة في التدخل الحاصل من قبل بلدان الجوار. غير ان المنطق السليم يفترض لجوء كل الاطراف للحوار الهادئ لمعالجة هذه المشكلة واي مشكلة اخرى ، وان تكون طاولة الحوار طريقاً للتفاهم والاتفاق.
ولكوننا بلدان جوار فأن ما يتعرض له بلد من تلك البلدان سوف يؤدي الى عدم استقرارلكل المنطقة .كما ان التصريحات الغير محسوبة والغير مدققة والمنفعلة ، لهذا الطرف او ذاك ، تلعب دورا في تأجيج الخلافات او توتير الاجواء ، وهذا ما نلاحظه في التصريحات التي تناولت هذه المشكلة وخاصة من قبل تركيا، التي تناست تحت تأثير النزعة القومية المتعجرفة، انها تتفاوض للدخول للاتحاد الاوروبي الذي يشترط عليها معالجة المشكلة الكردية وقضية الاقليات عموما واحترام حقوق الانسان.
ان اجتياح كوردستان العراق ذريعة تركيا الواهية التي تخفي اهداف هي ابعد من قضية حزب العمال الكردستاني، لانها من منذ منتصف الثمانينات اجتاحت تلك المنطقة ولعدة مرات ولم تستطيع القضاء على حزب العمال. و الاحصائيات التركية تشير الى تواجد 5000 بيشمركه لحزب العمال، وتريد تركيا ارسال 200 الف جندي الى تلك المنطقة؟ فهل من المعقول ارسال هذا العدد من اجل مقاتلة 5000 بيشمركه؟ الا يثير هذا التدخل وبهذه الاعداد الشكوك في النوايا الحقيقية ؟
اليوم تريد تركيا ان تتدخل بذريعة حزب العمال الكردستاني وغدا بذريعة كركوك وبعد غد الله اعلم ، فتركيا هي الباحث عن الذرائع لكي تتدخل في العراق تحقيقا لاطماعها الامبراطورية المتهالكة.
في المقابل نرى تحرك القيادة العراقية بطيئ جداً وهو مايثير الاستغراب والتساؤل، فأقليم كردستان العراق الفدرالي هو ارض عراقية مطلوب من كل عراقي مهما كانت قوميته ان لايسمح لا لتركيا ولا لغيرها باجتياحها ، ومن غيرالمقبول وطنياً اواخلاقياً ان يتخذ البعض ممن يختلف مع القيادات الكردية موقف التشفي لما يحصل الان ، فأي موقف يتنصل من واجب التصدي للاطماع التركية سوف يترك اثرا سلبيا في نفوش شعبنا الكردي ويعزز من او يبرر روح الانعزال لدى قسم من ابناءه ، و على الحكومة العراقية ان تكون لديها سرعة استجابة وتحسس ازاء هذا الموضوع والتهيؤ له قبل ان تزداد مخاطره ، كما ان البرلمان العراقي وان كانت مواقفه اكثر ايجابية من الحكومة غير انه مطالب بأن يلغي كل الاتفاقيات التي عقدت مع تركيا في زمن النظام المقبور وان لايسمح بتمرير اي شكل من اشكال الاتفاقيات التي تبيح لتركيا او غيرها بالتدخل في الاراضي العراقية .
وهناك من يفسر تباطؤ الحكومة المركزية في اتخاذ الاجراءات المطلوبة كورقة ضغط من الحكومة المركزية على حكومة الاقليم ، بما يخص قانون النفط والعقود النفطية المبرمة.
من اجل مواجهة هكذا تهديدات في المستقبل يجب تقوية المركز هنا، وهذا لن يكون على حساب المنطقة الكوردية والمكاسب الكوردية. لاننا رأينا ان المركز مهم في هكذا حالات طارئة، لاننا نسعى الى دولة فيدرالية قوية وهذا واجب القيادة الكوردية لتعزيز ذلك لانهم بالتالي جزء مهم في تلك الحكومة المركزية. ومن خلال مشاركتهم يمكنهم الضغط وفرض تواجدهم باعتبارهم القوى الثانية في مجلس النواب العراقي. كما ان على الحكومة العراقية استيعاب الاخرين وعدم التعامل مع الاطروحات برد فعل لكن بتعامل وطني و وضع مصلحة البلد فوق كل شئ لتفادي الاخطاء. ويجب على الجميع في هذه المرحلة الصعبة الابتعاد عن التصريحات المتشنجة لانها ضمن الضروف والاوضاع المعقدة الحالية في العراق تزيد الوضع اكثر تعقيداً وخطورة. والمواجهة ليست في مصلحة الشعب الكوردي والشعب العراقي بأسره. بالاضافة ان تجربة كوردستان جديدة وهناك نتائج ايجابية بالرغم من الملاحظات . لذلك يجب على الجميع العمل لايجاد حوار وطني من اجل تقوية الاواصر الوطنية ومن اجل الاستفادة من هذه التجربة و لمواجهة التهديدات الخارجية. و على حكومة بغداد توضيح مسألة اقليم كوردستان لبلدان الجوار بأنه اقليم موجود ويجب التعامل معه لانه بالتالي قرار عراقي ومستند على قوانين دستورية معترف به دولياً. بالاضافة لوجود ممثلين لاقليم كوردستان في الاتحاد الاووربي وفي الامم المتحدة وان الفيدالية في كردستان العراق هي قضية داخلية ودستورية ولايحق لأي دولة التدخل في هذا الشأن . لذلك يجب التعامل في هذه الظروف الصعبة بطريقة سياسية مستندة على روح وطنية بعيدة عن العنتريات وروح المواجهة غير المحسوبة العواقب.


 


 

Counters

 

أرشيف المقالات