| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 26/8/ 2009

 

 مجلس توزيع البطانيات
يحاول إلباس نفسه حلى جديدة في أئتلاف لا يدوم

شاكر النداف

مع بدء العد التنازلي لموعد اجراء الانتخابات النيابية في العراق والمزمع اجراءها في 16 من كانون الثاني المقبل بدأت بعض القوى السياسية ومنذ فترة تتحرك على ارضية من الذعر بعد اصابتها بجروح خطيرة على اثر خسارتها المعروفة في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة ، حيث تحاول لملمة جراحها والاستعداد لخوض الانتخابات القادمة بحلى عسى ان تغطي من ملامح النهج الطائفي السياسي الذي اقصم ظهرها في انتخابات المحافظات رغم بقاء بعض مراكز التسلط في بعض هذه المحافظات بيدها.

ان الصورة بدأت تتأكد شيئاً فشيئاً رغم من اننا ندرك ان الشارع السياسي محكوم عليه بالحكم الطائفي السياسي وسيبقى هكذا لفترة حتى انتصار مفهوم المواطنة والوطن والذي بدأ الشعب العراقي يتوق اليه بعد ان ذاق مرارة التفرقة والاحباط والفساد السياسي والمالي .

ان اغلب القوى المنظوية في الائتلاف الذي اعلن عنه يوم الاثنين الماضي تحت اسم (الائتلاف الوطني العراقي) يمثلون الطائفة قبل ان يمثلوا الوطن مهما حاول التحالف الجديد الباس نفسه لباس القوى الوطنية ، حيث ان جميعها من قوى الاسلام السياسي بمختلف التلاوين وهي قوى طائفية شكلت بخطاب طائفي وربحت الانتخابات في ذات مرة على هذا الحس المقيت والذي ترك اثره السياسي على المواطن مضعفآ روح المواطنة والانتماء الى الوطن وان انظمام بعض القوى الليبرالية او من دعاة العلمانية والتي اخذت المباركة من ايران بعد زيارات مكوكية الى طهران لا يحجب الناخب العراقي ثاقب النظر عن رؤية الشمس . وهو احد علامات الضعف والتأكيد على فشل الخطاب السياسي الاسلامي ، حيث ان هذا الائتلاف لا يعبر بصورة حقيقية عن حل مشكلة العراق السياسية وانما جاء بعد الهبوط الحاد في شعبية الاحزاب المنتمية لهذا الائتلاف ولم يكن موفقا حيث في طياته اعادة التخندق الطائفي وسياسة المحاصصة الطائفية في توزيع المناصب السياسية.

ان الانتخابات القادمة سوف لا تظهر الا مزيدا من تصدع القوى التي اثبتت السنوات الماضية فشل ممارساتها وخطابها السياسي مهما بلغ عدد البطانيات الموزعة في وسيلة لشراء الاصوات او عدد المنضوين الى أئتلاف اساسه الحس الطائفي السياسي ، ائتلاف لا يدوم طويلا .

ان المرحلة الحالية تتطلب اكثر من اي وقت مضى اصطفاف القوى الوطنية والديمقراطية , وتكثيف الجهود لبناء تحالف من شأنه ان يغير المعادلة السياسية القائمة ويقدم للناخب برنامج انتخابي يحظى بالمصداقية ، اصطفاف اساسه الدفاع عن حق المواطن والوطن وبناء دولة المؤسسات والمواطنة ، دولة المدنية العصرية التي تحترم الدين ولا تسيسه او تستخدمه في الكسب السياسي الرخيص ، دولة تحقق الامن والامان لمواطنيها وتخلي مؤسسات الدولة من الفاسدين والمارقين.


2009 08 26











 

free web counter

 

أرشيف المقالات