| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 26/8/ 2010



صـور بـلا رتـوش

نزار محمد غالي الوائلي

...صور هي الحياة , فيها , الجميل وما أقله, وفيها القبيح وما أكثره , فكما نشاهد الورد , نشاهد الشوك , وكما نشمَّ العطر نشم ألنتن ...
... وإذا كانت الحرية جزءاَ من مكونات ألآدمية , وصورتها , جميلة , فان الدكتاتورية صورة قبيحة من صور الظلم , ومعنى منحدر من معاني العبودية لا تليق حتى بالحيوان , حتى وان كان ذلك الحيوان حمار , فكيف بالإنسان وهو سيد المخلوقات , وقد أمر الله تعالى ملائكته ان يسجدوا لآدم, تكريما له وإجلالا .

...وفي عهد فرعون العراق , وجد الشعب العراقي نفسه سجينا , تمارس على جسده تجارب الثرم والقتل بصوره القبيحة جدا , ولسبب مشروع , وذلك هو المطالبة بالحرية , فإذا قال الأحرار للطاغية لا .." فان ردة فعل الطاغية ستكون أبشع مما يتصوره العقل , وهو أن يزرع الأرض بهم قبورا جماعية وهكذا فعل ....لذلك كان من يبحث على وجوه العراقيين عن ابتسامة فهو بالتأكيد سوف لا يجد .. الذل ّ والانكسار يملآ النفوس , وليس على اليتيم , إن كان شديد الظمأ ألا أن يشرب من دموع عينيه , وما على أقلام الكتاب ألا أن يكتب لصالح الفرعون - حصرا – وما عدا ذلك فَلتُكسّر ألأقلام وليُدفن الكتاب وتلغى أسماؤهم من قوائم الوجود . فليس للناس حق التعبير او الكلام .. !! فهم في ذهن الطاغية - عبيد ..!

... صور رهيبة .. لا يمكن ان تطوى وترمى في هاوية النسيان , ولا ان تمحى من ذاكرة الزمن .
...وفي درب الخطيئات الذي انتهجه الطاغية , وفي غفلة من الزمن , اجتمعت الآهات والزفرات والحسرات والصرخات لتوقع الفرعون في زلة قدم ليُداس بأقدام المعذّبين , ويذهب الى الجحيم الى غير رجعة .
... وكم هي صورة جميلة .. شمس الحرية .. تشرق على الناس بعد غياب طويل , وطالعنا فجرٌ يضحك , وجبل مبتهج , وسهل يزغرد ..

ولَّى الكابوس الجاثم على الصدور وتكسرت القيود وانهارت السجون وامتلآت سماء العراق بحمامات بيضاء , تحكي للناس أن الوقت اضحى للسلام , وليس لغير ذلك :-
واستيقظت حقوق الناس من مكامنها , وتحقق عرس الانتخابات وفتحت صناديق الاقتراع , مرات ومرات لتعكس احلي صورة من صور الديمقراطية .. والكل يعتقد بأن لا معاناة بعد اليوم ألآ من أعداء ألحضارة .
... ولكن للآسف ... تغَّيرت الصور .. الغلبة أضحت للذات والأنانية , والجدران تضج من الشعارات .. الشعارات بقيت شعارات والوعود بقيت وعود , وبعد ان ذاق الناس حلاوة القانون , فإذا بالا قانون يقفز على القانون ويفرض نفسه عليه , وإذا بالمفردات الخبيثة تصنع لها جذورا ووجودا قويا ... تزوير , ورشاوى , واختلاس , وخر وقات , وتجاوزات ..

... الروتين يتطور ويتوسع ويرهق المواطن - المراجع دائرة حكومية تدفع به الى دائرة حكومية أخرى , وتلك تعود به الى حيث بدأ , وأجهزة ألاستنساخ تستنسخ وتطبع ألآلاف من المستمسكات , بلا أي معنى .
... المواطن ينتابه صداع مما يحصل , فهو يبحث من جهاته الاربع عن شيء اسمه الكهرباء فلا يجد وعن شيء اسمه الماء فيجده بعد عناء مستوردا من الخارج في قناني من تركيا او السعودية , والبلد .. بلد الرافدين , محسود على أنهاره .

... والفقير يبحث عن بطاقته التموينية فيجدها قد تآكلت وذابت في بطون الكبار والسراق وتحوّل بعضها الى قصورٍ وأرصدةً !! ولم يبق للفقير المسكين الا حبيبات من الرز وغرامات من الزيت وهي غالباً ما تكون تالفة .
... المتقاعد : يقلبُ راتبه - المضحك المبكي – لا يدري كيف يواجه به السوق , ألآسعار تشمخ على الراتب وتعبر الخطوط الحمراء .. فلا يستطيع ان يسدد به فواتير الهواتف أو الكهرباء أو ألماء وهي تحمل أرقاما خيالية ..مليون دينار أو أكثر للهاتف الارضي فقط , فاتورة ما انزل الله بها من سلطان ..وقبلها للكهرباء .. وهكذا ..

... تجاوزات على الكهرباء .. تجاوزات على المحرمات من الأراضي .. تجاوزات في الأسواق , في الأرصفة في الشوارع , وغالبا ما يصدر التجاوز من القوي , وغالبا ما يقع على الضعيف .
... الضمائر في سبات , والوطن يبحث عن من يضمد جراحه , ألأعداء على الحدود وبعضهم تسلل وملآ الساحات بدماء ألأبرياء .

... الدنيا تغلي , والمشاعر تغلي وحتى السماء منعت مطرها علينا !! والدائرة تضيق علينا .
أكثر الشباب يبحث عن فرص للعمل فلا يجد , والحاجات كثيرة .. حاجات للجسد وللروح لا يتحقق منها شيء , فلجأ الكثير الى الدروب الملتوية , المخدرات , والسرقات , والانخراط في عصابات لترويع الناس وقتلهم !!

... ألا يوجد من يقرأ الحدث , ويرى الخطر , ويسعى لتغيير المعادلة هل خلت الساحة ..؟ من عاقل او حكيم .. يعيد للآمّة ابتسامتها ووحدتها .. أم يبقى التراشق بالتهم والسباب فيما بين الكبار منهجا وسبيل .. أليس ألأجدر أن ينظر الكبار الى الشعب , كيف تُقطّع أوصاله ,ولا ينظر الى الكرسي كهدف وغاية .

وهذا شهر رمضان .. شهر الخير والبركات .. أليس ألأجدر بالكبار ان يشكلوا فيه .. حكومة عمل وبناء ونجاة .. فيكون العيد عيدا للجميع ولعله اجمل من كل ألأعياد





 

free web counter

 

أرشيف المقالات