| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 26/8/ 2010



قواتنا المسلحة ومواقعها البديلة

صلاح حسن الموسوي  *

في يوم التفجيرات الدامية التي استهدفت بالخصوص مراكز الشرطة في بغداد والكوت وديالى وصلاح الدين أصدرت ما تسمى بالقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية أوامر بأخلاء أغلب مراكز الشرطة لمواقعها واللجوء إلى الموقع البديل درءا لهجمات جديدة يشنها إرهابيو دولة العراق ألإسلامية والمتحالفين معهم من أزلام النظام السابق , وبالمنطق العسكري فأن اللجوء للموقع البديل يعني السقوط الفعلي للموقع الأصيل بيد العدو, وعندما تتمكن المنظمات الإرهابية من إصابة القيادة العسكرية بهذا ألهلع و توجيه ضربات مؤلمة في غضون يوم واحد للمواقع العسكرية والمدنية وعلى امتداد الوطن العراقي, فأن المؤسسة العسكرية وألامنية تبرهن على حقيقة كونها ديكور كان يزين الوجود العسكري ألأمريكي و الذي لم تمر ألا أيام معدودة على تخليه عن الأدوار القتالية الفعالة وإعادة نشر ما تبقى منها في مواقع جديدة أمنة , وفي سابقه قريبة لم تتمكن وزارة الدفاع من حماية فنائها الداخلي وتحمي معه أرواح الأبرياء الذين دعتهم للتجمع لغرض التطوع حيث تحولت العشرات من أجسادهم إلى شظايا تزيد من شظايا الانتحاري الموتور والمغرر به ,

قيل أن شر البلية ما يضحك , والمضحك في إجراءات قواتنا المسلحة إعلانها قبل يوم من الأربعاء الدموي رفع السيطرات ونقاط التفتيش عن منطقة الساحل الشرقي لمدينة الموصل بحجة استتباب وتحسن الأمن هناك وكذلك للتخفيف عن الصائمين , وعلى ذكر الصائمين أتذكر رسالة بعث بها طارق عزيز في عام 1991وعقب القمع الوحشي للانتفاضة الشعبية إلى أمين عام ألأمم المتحدة آنذاك ( خافيير دي كويلار ) يحتج فيه على أصوات الطائرات الأمريكية التي استباحت الأجواء العراقية لأنها تزعج الصائمين !, وقصة الساحل الشرقي لمدينة الموصل تشبه قصة الحي الغربي الذي أتحفتنا به السينما الأمريكية كواحد من مشاكل أثنيات الولايات المتحدة , والأحزاب القومية الكردستانية العراقية تريد ضمها إلى إقليم كردستان على اعتبار جل سكانها من القومية الكردية وقبلت حكومة المحاصصة إدخالها ضمن المناطق المتنازع عليها , ولا أشك بأن التخفيف من وجود القوات العراقية هناك يدخل في أطار التهالك على كسب التأييد من قبل الأحزاب الكردية لغرض الفوز بكرسي رئاسة الوزراء , وكلي ثقة بأن هذه ألأحزاب ستحقق كل ما خططت له وعلى حساب مستقبل ووجود الوطن العراقي طالما بقيت الراية الطاتفية خفاقة في سماء بغداد والموصل والبصرة وديالى .. الخ وليتلفع بها المتصارعين على التحكم والامتيازات .

في اعتراف مهم للحاكم المدني الأمريكي للعراق ( بول برايمر ) أكد أن الأحزاب الكردية هي الجهة الرئيسية وراء قراره بحل الجيش العراقي السابق حيث هددوا بعدم التعاون أو ألاشتراك في أي حكومة يشكلها ألأمريكان في حالة عدم حل الجيش , ولا ننكر حق معظم العراقيين في محاكمة أداء هذا الجيش خصوصا في التحول إلى أداة طيعة جدا بيد الطاغية لضرب الجماهير والتنكيل بها بعد أن باتت أجهزته الأمنية والحزبية أكثر جبنا في مواجهة الشعب الثائر على طغيان وحماقات صدام , ولكن الحقيقة التي تفصح عنها بنية المجتمع والدولة العراقية ألافتقار إلى مؤسسات حديثة وقوية ومستقلة باستثناء المؤسسة العسكرية التي يناهز عمرها عمر الدولة العراقية الحديثة , وقرار الحل أفقد المجتمع العراقي الوسيلة ألأساسية للدفاع عن واحدة من مقومات وجود هذا المجتمع وهي الأرض , ولا تعتبر الهزيمة في الحرب حجة لآلغاء الجيوش لآن جميع دول العالم تعرضت في تاريخها إلى أكثر من هزيمة عسكرية , ولا يشي التأسيس الجديد للجيش العراقي بأي خير مقبل , بدءا بسرقة حازم الشعلان وربيب الأمريكان زياد القطان الذين ارتكبا أكبر سرقة في تاريخ العراق الحديث ولا يزالان يتمتعان بأموال الشعب المسروقة في منتجعاتهما الأوربية بعيدا عن أية ملاحقة حكومية جادة وأنتهاءا بدعوة رئيس الأركان ( ذو العقيدة العسكرية الوطنية جدا ) الذي يطالب الأمريكان بإبقاء احتلالهم لوطنه إلى عام 2020على أقل تقدير , ولا نستغرب بعد كل هذا حدوث مأساة كالتي أصابت جنود سيطرات الاعظمية على يد أوباش دولة العراق اللاأسلامية والذين ذبحوا كالخراف دون مقاومة , وليس مستعبدا أن يكون هؤلاء الشهداء قد جيء بهم مباشرة إلى السيطرات و بدون تدريب بعد أن تقاضت منهم مافيات التعيينات أل5 أو 10أوراق .
 


*
مركز الجنوب للدراسات والتخطيط الستراتيجي




 

free web counter

 

أرشيف المقالات