| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 26/1/ 2009



قائمة (مدنيون) وأخواتها........
قائمة التغيير والبناء

قحطان المعموري
Kahtan996@hotmail.com

في جلسة جمعتني مع بعض الأصدقاء ، أخذت السياسة وكالعاده الحصة الأكبر من أحاديثنا المتشعبه فيها ، وكان موضوع إنتخابات مجالس المحافظات هو الموضوع الأساس . إتفقنا في بعض الجوانب وأختلفنا في جوانب أخرى لكننا وفي نهاية المطاف كنا متفقين على مدى أهمية هذه الممارسه الديمقراطيه الرائعه التي اتاحتها عملية التغيير بعد التاسع من ايلول 2003. وقد اثار أحدنا موضوعاً مهماً ربما يراود الكثير من المتابعين لهذا الموضوع ألا وهو جدوى الحماس والأهتمام في قضية ( بأعتقادهم) محسومة النتائج سلفاً ، فهم يتساءلون مثلاً : ما الذي تغيّر منذ الأنتخابات الماضيه عام 2005، أليست القوائم الأنتخابيه هي نفسها بشعاراتها البراقه وأدعاءاتها الباطله بتمثيل هذا المكون القومي والديني والطائفي ، وإتكائها على أسماء المرجعيات التي أدعت مراراً بأنها لم تدعم كتله بعينها ومن أنها على مسافةٍ واحدةٍ من الجميع؟ أليس المرشحون هم أنفسهم بوعودهم الكاذبه وضحكهم على ذقون الكثير من الناخبين الذين صدقوهم ، وهم لاهم لهم سوى سرقة أموال الشعب ومضاعفة ارصدتهم الشخصيه ؟ ثم ، الأهم من كل ذلك هو الناخب العراقي ، فهو لازال رهين المزاج السياسي والأستقطاب الطائفي المستند على الدين والقوميه والطائفه؟
ليس من المنطق والموضوعيه نكران ماطرحه صديقنا وممن يتفقون معه بالرأي ولكن لابد من الأقرار بأن ذلك يمثل نصف الحقيقه وليس الحقيقه كلها وهم كمن ينظرفقط الى الجزء الفارغ من الكأس. إن الوضع العام في العراق اليوم لم يعد كما كان قبل اربع سنوات وهذه حقيقه يعرفها الجميع ، فالوضع الأمني اليوم قد بلغ مبلغاً كبيراً من الأستقرار والأمان ولم يقتصر ذلك على المدن التي كانت تتمتع بأستقرار نسبي بل تعداه الى المدن التي كانت تعد كمعاقل للإرهاب والقتل المنظم والتي ينأى سكانها عن أية مشاركه سياسيه والتي أصبحت اليوم آمنه ومستقره بفضل أبنائها المخلصين الذين دحروا الإرهاب وأخرجوا دعاته ومنفذيه من مدنهم بعد أن عرفوا حقيقتهم وكذب شعاراتهم عن (المقاومه والتحرير) وأصبح المواطنون في هذه المدن يعيشون ظروفاً جديده يحاولون من خلالها ممارسة دورهم الطبيعي في بناء بلدهم من جديد بعد سني الخراب التي لحقت بالبلاد سابقاً . أما العمليه السياسيه فعلى الرغم مما يشوبها من تصدعات جراء نظام المحاصصه المقيت فأنها الآن وبشكلٍ عام قد نمت كثيراً وقطعت أشواطاً مهمه وهناك إستقرار واضح وملحوظ في بنى الدوله ومؤسساتها المختلفه وآليات عملها ، وليس مبالغةً القول من أن المواطن العراقي بدأ يشعر ببداية نشوء دولة المؤسسات المبنيه على الدستور والأنظمه والقوانين ولم يعد هناك مجالاً لسياسة الحزب الواحد أو الفرد الواحد ، إضافة الى سيطرة الدوله على مؤسسات البلاد بعد أن كانت المليشيات وحتى القادمين من خارج الحدود يعبثون بها فساداً. أما القوائم الأنتخابيه والكيانات السياسيه التي برزت في الأنتخابات السابقه فأنها لم تعد اليوم كما كانت سابقاً، فهي قد تحللت الى ( عواملها الأوليه) كما يقال حسابياً وأنفرط عقد العديد منها ، حيث خرج العديد من الكيانات الصغيره والشخصيات المستقله التي كانت صامته طيلة الفتره السابقه لتعلن اليوم عن آرائها وتصوراتها حول مستقبل البلاد وهي آراء تختلف كثيراً عن آراء الكيانات الكبيره التي كانت تنظوي تحتها والتي تتحدث نيابة عنها. يضاف الى ذلك التجمعات السياسيه الجديده والتي كانت صامته طيلة الفتره السابقه وبعيده عن أي دور في العمليه السياسيه الجاريه إنطلاقاً من موقف معين إتجاه هذه العمليه والذي فسح المجال لقوى معروفه بمصادرة آرائهم والتحدث بأسمهم واحتكار تمثيلهم . ويكفي أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر مانراه اليوم في محافظة الأنبار التي كانت ولأسباب مختلفه مرتعاً للإرهاب حيث أضحت اليوم نموذجاً رائعاً للتنوع والتنافس السياسي والذي يعبر عن حالة الوعي وحتى الصحوه إن صح التعبير لقطاعات واسعه من أبناء هذه المحافظه والتي حاول الأرهاب وبكل الوسائل تكبيلها وسلب عراقيتها ومنعها من ممارسة أي دور سياسي مؤثر. أما العنصر الأساسي والأهم في العمليه الأنتخابيه وأعني به الناخب العراقي ، فإنه وبعد أربع سنوات من التجربه المريره والمخيبه لآماله مع من أوصلهم بنفسه الى مواقع القياده ، فأنه قد أيقن تماماً بأن دوافع إختياره اليوم لم تعد كما كانت سابقاً وبأن من أختارهم بالأمس لم يحققوا ولو جزءاً بسيطاً من وعودهم وشعاراتهم الأنتخابيه ولم يوفروا له أبسط إحتياجاته الأنسانيه كالماء والكهرباء مثلاً. لقد أصبح الناخب العراقي اليوم وبعد أربع سنوات من المعاناة التي أضافت لمعاناته السابقه الشئ الكثير في وضع يسمح له بأختيار من يراه مناسباً لتمثيله بعد أن تعرّف جيداً على من يعمل من أجله وعلى من يعمل لتحقيق مآربه الشخصيه. إن الناخب العراقي اليوم هو أكثر وعياً وتفهماً وهو قادر على التمييز بين الوطني الحقيقي ومدّعي الوطنيه ، بين من كانت يده ولازالت بيضاء ناصعة لم تمتد يوماً الى أموال الشعب ، وبين من تلطخت يداه وسمعته ولازالت بأبشع صور الفساد المالي والأداري والعمل الحثيث لا لتحقيق وعوده لناخبيه بل لمضاعفة أرصدته الشخصيه . وإذا كان تفاؤلنا هذا بالناخب العراقي الذي ساهم في الأنتخابات السابقه فأن تفاؤلنا هذا يزداد بالناخب العراقي الجديد الذي لم يساهم في الأنتخابات السابقه والذي إلتزم الصمت واكتفى بالنظر ومراقبة مايجري طيلة الفتره السابقه ، ومن المؤكد أنه قد شخص بوضوح كل مواطن الخلل لدى الكيانات السياسيه ومرشحيها وإن صوته الأنتخابي سيكون له الأثر الكبير في نتائج الأنتخابات القادمه .

إن نظره عامه على أسماء الكيانات ومرشحيها لتكشف بوضوح عن بروز كيانات وأسماء جديده تختلف عن تلك التي أفرزتها الأنتخابات السابقه ، وهذا ماتؤكده قائمة (مدنيون) في بغداد وبابل والديوانيه وقائمة (مدنيون ديمقراطيون) في النجف والأنبار وقائمة (التيار الوطني) في البصره و (التحالف الديمقراطي) في ميسان و (نينوى المتآخيه) في نينوى وقائمة (التآخي والتعايش السلمي) في صلاح الدين إضافة الى قوائم الحزب الشيوعي العراقي في الناصريه، واسط، السماوه ، كربلاء، وديالى .

وأذ تعّرف قائمة (مدنيون) وأخواتها نفسها كونها قائمة تحالف وطني لأحزاب سياسيه عراقيه عريقه عُرفت بتأريخها النضالي المديد ودفاعها عن الشعب وأهدافه ، والمتضمنه أيضاً عدداً كبيراً من المرشحين المستقلين من الأوساط الشعبيه المختلفه من العمال والفلاحين والكسبه وشغيلة الفكر ونشطاء المجتمع المدني ممن يشهد لهم تأريخهم بالنزاهه والأخلاص ، فأن قوائم الحزب الشيوعي العراقي غنيه عن التعريف، فالحزب الشيوعي هو حزب العمال والفلاحين والمثقفين ، حزب العراقة والنضال والشهداء ، حزب الحريه والمساواة والعدل والتقدم ، حزب الثقافه التقدميه والأدب الرصين والفنون الأنسانيه الجميله. أما مرشحيه فهم صفوة الشعب العراقي وخيّريه ، إنهم أصحاب اليد البيضاء التي لم ولن تمتد يوماً لأموال الشعب ، هم المناضلون في سبيل حرية الوطن وسعادة شعبه ، هم ألأمناء الأوفياء على تأريخ العراق ورموزه وتراثه العريق ، هم صانعو التغيير والبناء الحقيقي .... التغيير الذي ينشده اليوم كل العراقيين.

هاهي ساعات الإختيار الحقيقي قد أزفت ، الأختيار الجديد المبني على الوعي والفهم والأقتناع والأراده الشخصيه الحره وعلى التجربه المريره السابقه وليس على وعود كاذبه وشعارات مزيفه تداعب العواطف لاالعقول والتي لم تعد تنطلي على أحد ، إنه الأختيار الحقيقي للإنسان الحقيقي المناسب الذي سيضع فيه الناخب العراقي ثقته الكبيره ، وليس هناك من هم أهلاً لهذه الثقه الكبيره غير مرشحي قائمة (مدنيون) وأخواتها ، إنهم الأمل العراقي الجديد بالبناء والتغيير والعمل من أجل الغدِ المشرق للعراقيين جميعاً .





 

free web counter

 

أرشيف المقالات