| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 27/2/ 2013

 

الناخب العراقي بين الواقع والوعود الانتخابية القادمة

زاهر ربيع الجامع

رغم عدم انطلاق الحملة الإعلانية لانتخابات مجالس المحافظات ألا أن صور ويافطات المرشحين شغلت الشوارع والجدران في بغداد والمحافظات، إذ خرق المرشحون تعليمات المفوضية التي صرحت بدورها بفرض غرامات مالية على المخالفين.

ويحاول المرشحون التحايل على تعليمات المفوضية بوضع اليافطات الدعائية لهم ولقوائمهم الانتخابية بصيغ تهاني وتبريكات من قبل أهالي أحيائهم ومناطقهم السكنية، وكأن المواطنين في غاية الغبطة والفرح لترشيحهم لكونهم يمثلون هموم المواطن وسيلبون كل طموحاته في العيش الكريم، ألا أن الواقع يشير إلى عكس ذلك وهذا ما يتحدث به المواطنون فلم يزرهم أعضاء مجالس المحافظات الحاليون والسابقون منهم ولم ينظروا إلى مصائبهم واحتياجاتهم بل يرفض العديد منهم مقابلة المواطنين وتخصيص وقت لهم رغم أن المواطن وخدمته هو هدف مجلس المحافظة، وهذا ما عبّر عنه المواطنون في وسائل الإعلام واستطلاعات الرأي لذلك اعتقد من الصعوبة الاعتقاد أن أهالي الأحياء الشعبية ومناطق الصفيح قاموا بأنفاق مبالغ مالية على صور وبوسترات تهاني للمرشحين وهم لا يمتلكون ثمن رغيف خبز.

على مفوضية الانتخابات المستقلة أن تحاسب على هذا الخرق الانتخابي وعلى المرشحين رفع هذه اليافطات وانتظار الحملة الدعائية، وبدلا من مجرد الوعود وشراء الأصوات والذمم عليهم تقديم برامج انتخابية واقعية تنطلق من واقع الحاجات والاحتياجات، فمجالس المحافظات وفق وظيفتها هي على تماس مباشر مع الواقع والمفترض أن تكون على علم ودراية بكل النواقص والاحتياجات وتسعى إلى الارتقاء بواقع محافظاتها من النواحي الخدمية والعمرانية وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد والمحسوبية الذي بات منتشرا حتى داخل مجالس المحافظات والاقضية والنواحي، وعلى مجالس المحافظات ان تحقق نسب انجاز عالية في المقاولات والمشاريع، وأن التأخر في الانجاز يعد نوع من أنواع الفساد لا يقل خطورة عن بقية الأنواع، لكن المجالس الحالية لم تستطع القيام بوظائفها على مستوى من المسؤولية ولم تحقق ألأهداف المرجوة من عملها لذلك خاب ظن المواطن بها وهناك نسبة كبيرة من المواطنين يرفضون المشاركة في الانتخابات القادمة معللين ذلك بعدم جدوى ذلك فمن سيفوز يكون كسابقه يقدم الوعود وقت الانتخابات ومن ثم لا يلبي منها شيئا، ودون أي حساب، طبعا هذا الرأي على خطأ لكون صناديق الاقتراع أفضل أنواع الحساب لكونها تتيح لنا استبعاد من لم يحقق شيئا من وعوده عبر الانتخاب مع وجود أساليب أخرى من الرقابة الشعبية تعتمد على مدى وعي المواطن ومراقبته لأداء مجلس محافظته وتأخذ هذه الأساليب شكل التظاهرات وغيرها من أساليب الاحتجاجات التي بدأت تظهر بصورة أكثر فاعلية من قبل، لذلك على المواطن المشاركة بالانتخاب وممارسة حقه الدستوري وعدم السماح بضياع فرصته في اختيار من يمثله فعدم مشاركته بالانتخابات ربما تؤدي إلى تكرار ذات الأعضاء ممن لم يقدموا انجازات .

اعتقد أن الناخب العراقي لم يعد كالسابق يختار على أساس طائفي أو عرقي أو أثني فقد جرب ذلك ولم يحصد غير مياه الأمطار التي مرت من تحت وسادته وهو نائم ليصحو ويفيق من نوم عميق ويتساءل مع نفسه ماذا كانوا يفعلون طول هذا الوقت فكلما مررنا بشارع ونحن نرى الأرصفة محفورة وأنابيب مياه الصرف الصحي ملقاة على جانب الطريق بانتظار من يضعها في مكانها تحت الأرض ولكن للأسف لم يفعل احد ذلك ورغم مرور أكثر من تسعين عاما على نشوء الدولة العراقية ولغاية الان ألا أننا نفتقر إلى صرف صحي ومشاريع صرف مياه الأمطار، لذلك لن تنطلي على الناخب العراقي اليوم الشعارات الرنانة والنفس الطائفي، آذ امتلك خبرة أكثر فكلما تزداد الممارسة الانتخابية تؤدي إلى مواطن أكثر وعيا وحنكة .

اليوم يمر العراق بالعديد من التحديات منها ارتفاع نسبة البطالة التي تصل إلى 20% تقريبا حسب الإحصائيات الرسمية وتدهور قطاع الخدمات والصناعة، وضعف الاهتمام بالضمان الاجتماعي وضعف الرواتب التقاعدية وتردي أوضاع حقوق الإنسان من محتجزين ومعتقلين إضافة إلى أزمة السكن وارتفاع أسعار العقارات والإيجارات دون رقابة وحساب، هذا وهناك العديد من المشاكل على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ما يتطلب من المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات المنطلقين في ترشيحهم من منطلق الرغبة في خدمة المواطن أن يقوموا بدراسة الواقع جيدا ويضعوا برامجهم الانتخابية وفق حاجات الواقع ووفق المدة الزمنية المحددة لهم في المجلس وان يكونوا واقعيين وعمليين وأكثر مهنية وتخصصية في طروحاتهم البرنامجية والاهم أن يكونوا قادرين على تحقيق هذه الوعود الانتخابية، كما على الناخب أن يضع صوته في الصندوق وهو يشعر بمدى المسؤولية التي تترتب على اختياره لهذا المرشح دون ذاك وعند الاختيار الخاطئ سيتحمل المواطن المسؤولية دون غيره، لذا على المواطن اليوم أن لا يُخدع بحجج واهية لكسب صوته وعليه أن يدرس المرشحين من جانب شخص المرشح وسيرته وسلوكه وبرنامجه الانتخابي ومرجعياته الحزبية والفكرية، وليس هذا وحسب بل يجب أن تمتد الرقابة الشعبية إلى ما بعد الانتخابات والقيام بمراقبة مدى قيام العضو المنتخب بتطبيق برنامجه الانتخابي ومدى تمثيله لناخبيه من أجل تقييم عمل العضو وتحديد مدى صلاحيته لدورة انتخابية قادمة، لذلك تبقى الكلمة الأخيرة في المعركة الانتخابية رهينة بالدور الذي يلعبه المواطن في تحديد مرشحه، ويعتمد الاختيار الصحيح للناخب على درجة وعيه وشعوره بالمسؤولية الوطنية تجاه بلده بعيدا عن كل الولاءات الفرعية .

 

free web counter

 

أرشيف المقالات