مقالات وآراء حرة
الأربعاء 27/8/ 2008
"كامل شياع"
مثقف إبتلعت موجة الظلام ظلهسليم الحكيم
عندما تصيب المؤمنين محنة, منهم من يصلي ركعتين , هما همس مع الذات يبدد عنه إحساس الوحدة ووحشة الحزن والأسى , ويستثير فيه قوة الجماعة , وأنه ليس وحيدا, في هذا العالم الذي يستقوي فيه البعض بالظلم , وظلام الفكر على المطالبين بالعدالة والحرية والتفتح , و بناء مجتمع إنساني يسوده السلم والطمأنينة و يرفض العنف والقتل ويحتقر القسوة .
فإن لم تكونا في هذه المناسبة ركعتين فلتكونا مقتطفين من شعر شاعرين ,, إهداء لذكرى رجل إحتضنه نفس الفكر الذي يحتضن المناضلين المخلصين لبناء عراق جديد ,حر ,دمقراطي وسعيد.
بحر و رجل
*******
رجل وحيد يغذ السير الى سبيله .
بحرٌ يزمجر طول الليل بالقرب من قدميه.
ريحٌ أصابها الدوار من تلاطم الأمواج,
تدير وجهها المفزوع نحو السا حل ,
فترسم في عين الرجل ,
صورة قاتمة للخطر ,
كأنها ,
تصرخ محذرة : الى أين أنت ذاهب أيها الرجل؟
يواصل الرجل طريقه غير مبال للخطر,
وتصرخ الريح مرة أخرى : الى أين أنت ذاهب؟
يواصل الرجل طريقه , و تذهب الريح كذلك.
الأمواج الغادرة تصل اليه ,
طافحة بالعدوان,
تهاجم الساحل موجة يملؤها الغضب.
فتبلع ظلاً, استنزف الليلُ صبره ,
زهور الإقحوان
*************
الزهرات الوحشية في الغابة ,
تتربص الآن بحثا عن,
قطرات دماء الشهداء....
أيتها الغابة:
أين سالت دماء الشهداء ؟
هل تتفتح هذا العام, أزهار الإقحوان؟
هل ستغرد هذا العام,
الطيور المهاجرة,
المجروحة الأجنحة ؟
وهل تردد الآن ,
أسماء الشهداء .
وهل ستمطر النجوم تحت أقدامهم,
وتزدهر عدالة الشعب.
هل سيُعلن في هذا العام,
موتُ الأعداء والمفسد ين؟
ستكون
هذا العام دامية أغانينا !
ولكن,
عيوننا لن تدمع ولن تفزع
و كل نظرة صمت منا,
ستشعل الغضب العظيم في شعبنا..
مقتطفات مترجمة من شعر (سهراب سبهري) و(خسرو كلسرخي)
20-08- 2008