| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 27/8/ 2012                                                                                                   

 

الشهيد ملازم جواد
رجل الدعابة والشجاعة

سلام العبلي

 يوم التقيت به في عدن أثناء الدراسة في الكلية العسكرية، كان اسمه الحركي (غانم).. وعندما سألته لماذا اختار هذا الاسم.. أجابني لأن امي عند الوداع، تمنت ان ارجع لها سالما غانما.. كان مرحا يخلق الطرفة كي يسخر من الصعاب، يمتلك الدعابة  في اكثر المواقف حراجة وخطورة ..

على ضفاف دجلة ونحن ننفخ الإطارات البلاستيكية لكي نعد منها(الكلك) تعطل المنفاخ، مما اضطرنا الى نفخها بأفواهنا .. حينها حذرنى من رجوع الهواء الى جوفي لكي لا اتحول إلى إطار، لم اسمعْ منه كلمة تنم عن الضجر طوال مسيرتنا من القامشلي الى بشتآشان.. فقد حمل رشاش العفاروف مع مخازن عتاده وكذلك حمل بندقية كلاشنكوف وعتادها إضافة إلى مستلزمات أخرى، وأثناء المسير ساعد الكثير من الرفاق بحمل اثقالهم..

في اول قاعدة في بهدينان اشترك في التصدي للاجتياح التركي للاراضي العراقية وكان احد ابطال تلك الملحمة.. حتى انه اضطر لحمل رشاش الدوشكا على كتفه ولوحده اثناء الانسحاب.. معركته الثانية كانت في بشتآشان وهى الاخيرة.. وقد استشهد في عملية هجوم على احدى القمم لتخليصها من قوات الاتحاد الوطني الكردستاني... وقد استشهد معه صامد الزنبوري واخرين حيث كانت المجموعة مشتركة من الفصائل المشاركة في عملية بشتآشان..وقد كان يقاتل بسلاح ال ار بي جي اثناء استشهاده البطولي .

لم ارى او اسمع  في حياتي رجل يتذكر امه مثل الشهيد (ملازم جواد) زهير موسى عمران .. كان يناغيها عن بعد ٍ ويتذكرها بصوت عال وبكل حنين كان يردد.. ماذا اقول لأمي اين كنت وعلى اي ارتفاع انا الان.. كان يسألني دائما اين يجد صخرة تحمي هذا الجسد الضخم.. كنت اجيبه.. انت الصخرة .. وبالفعل استشهد ولم يستطع ايجاد تلك الصخرة التي تحمي ذلك الجسد الضخم .....

اما القبر .. فالقبر ذكرى وذاكرة محفورة في أرواحنا... أتصوره واقفا امامي كلما قرأت موضوعا عن بشتآشان او قنديل، انه خالد في ذاكرتنا وتاريخنا... الكثير من شهدائنا ليس لهم قبورا... ومثلما رثى الشاعر عريان السيد خلف الزعيم عبد الكريم قاسم....

يلكَبرك فرح بكَلوب كل الناس... شلك بالكَبور الرِجل تاطيهه

إن شهداء بشتآشان.. قبورهم ليست على الارض.. لأنهم يسكنون ذاكرتنا  .. يحتضنهم الثلج الناصع البياض كل شتاء ومع ذوبانه يزهر لهم بوروده الصغيرة ثم تزهر لهم شقائق النعمان ويليها النرجس الجميل..

قبورهم دوارس لكنها علامات مضيئة في تاريخ نضال الشيوعيين العراقيين .

free web counter

 

أرشيف المقالات