| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 28/5/ 2010

 

ماذا عن كتم افواه التحرير!

خضير الاندلسي

في سابقة خطيرة من نوعها اعتقلت قوات الامن العراقية اربعة ناشطين شباب امس الجمعة 27 ايار اثناء تظاهرة نظموها في ساحة التحرير ببغداد طالبت بإصلاح سياسي وتقويم لاداء الحكومة الحالية ,وجاءت عملية الاعتقال هذه المرة بعربة اسعاف وليس عربات امنية كما هو متعارف عليه عموما.

لم تكُ التظاهرات الاحتجاجية الاخيرة التي انطلقت في ساحة التحرير ببغداد ,والتي اصبحت طقسا اسبوعيا, مستواحاة من ثورات الربيع العربي,وأن اضفت إليها طابع الحماس, بل انطلقت لاول مرة في العراق صيف 2010 حيث طالبت بتوفير الخدمات اللازمة واهمها الكهرباء والماء وبرز شباب البصرة حينئذ بدراما واقعية لاتزال صورها عالقة في الاذهان وخصوصا الطريقة التي عبّر فيها احد الناشطين الشباب عمّا يدور في مخيلته حين وشحّ سيارته بقماش اسود وضع عليها نعش "الكهرباء" وهي صورة احتلت افتتاحيات اغلب الصحف العراقية وقتئذ وأجبرت حكومة المالكي الاولى(2006-2010) الى قبول استقالة وزير الكهرباء الاسبق كريم وحيد.

اليوم وبعد مواصلة موجة الاحتجاجات الاسبوعية من قبل شباب التحرير ونتيجة لقرب انتهاء فترة المائة يوم التي امهلها المالكي لتصحيح المسار الحكومي, اقبلت القوى الامنية الى اتباع اجراءات غير مدروسة في محاولة للتقليل من حشد التظاهرات الذي دعا اليها ناشطون في الايام القليلة الماضية "ومازادت الطين الا بلة".

ان اعتقال شباب ناشطين بهذه الطريقة المؤسفة يعكس مدى صرامة ايدلوجية بوليسية لاتصدر عن حكومة تبنت نظام ديمقراطي دستوري بقيادة رئيس احتل مركز رئاستها تحت تسمية "دولة القانون". كما ان الاجراءات الترقيعية الاخيرة التي اعلنتها الحكومة العراقية خلال فترة المائة يوم ابتداءا من تخصيص مرتب شهري لكل مواطن عراقي قدره 10 دولار شهريا ومرورا بمحاولات امتصاص غضب الشارع في الصيف اللاهب عن طريق توفير الوقود مجانا للمولدات الاهلية وأنتهاءا بإعطاء الضوء الاخضر لتيارات دينية متشددة بممارسة نشاطاتها علنا وبالتالي التقليل من هيبة وسيادة دولة ناقصة لسيادتها اصلا, ماهي الا إشعارات واضحة دللت على ان الحكومة العراقية الحالية مستعدة للتنازل عن امور كثيرة ,وان اختلفت مع جوهري الديمقراطية والقانون, من اجل البقاء على كرسي العرش.

نقول ان ضمان سلامة الشباب الاربعة "جهاد جليل, احمد البغدادي,مؤيد الطيب,علي الجاف" وعدم المساس بهم مسؤولية القوى الامنية العراقية وأن اي نتائج مغايرة ستؤدي الى اتباع اساليب لايحمد عقباها من قبل المحتجين قد تصل الى المطالبة بإسقاط الحكومة العراقية خصوصا وأن علمنا مسبقا ان المعتقلين هم ناشطون معروفون على صعيد ساحة التحرير وبين جماهيرها.

مهما بلغت قوة السلطة وبطشها يفترض ان تستذكر دوما ان الجماهير قادرة على ازاحة اعتى الانظمة ان اساءات التعامل معها , واليوم وبعد اعتقال شباب التحرير المؤسف ,يتوجب على المسؤولين الامنين وأولهم القائد العام للقوات المسلحة العراقية ,اطلاق سراحهم فورا وما دونها سيتحول المشهد السياسي المضطرب اصلا الى مشاهد اكثر اضطرابا . ورحم الله الشاعر حين قال : لا تحقرنَّ صغيراً في مخاصمةٍ \ إن البعوضة تُدمي مقلة الاسد. وحاشى ان يكون المتظاهرين صغارا.


 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات