| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 28/10/ 2008

 

أرقام مخيفة

كاظم شلش
Kadem6480@ yahoo.com
 
حينما نقرأ التاريخ القديم والحديث نرى أن أغلب الشعوب تذبح وتنتهك حرماتها وهي تصفق وتهلل ولا تفعل شيئا يوقف يد السياف التي تحز الرِقاب عنداً وبضراوة... وأن مثالنا الذي ليس ببعيد؛ سكوت شعب العراق أبان حكم الطاغية حينما كان يقتل الناس طيلة فترة حكمه وعلى أتفه الأسباب.
كل الأنظمة والحكومات التي حكمت العراق منذ التاريخ والى يومنا هذا مارست وتمارس دور القتل والترويع ومن دون استثناء وفي كل الأوقات هناك ضحية وهناك جلاد. لا لشيء وإنما لإرغام الجماعات قسراً على طاعة السلطة والانصياع لأوامر حكامها حقاً كان أم باطلا.
فمنذ نشوء الدولة العراقية والى اليوم الذي نكتب فيه مقالنا هذا لا أجد سبباً وجيهاً يبرر هذا السكوت عن كل ما يجري من قتل بغض النظر عن انتفاضة أو انتفاضتين قُمعت في الأخير. فهاتين لا تجديان نفعاُ أمام كل الأضاحي المبعثرة في فلوات الأرض التي كانت تنتهك. ولو أنها أخذت شكلاً آخر لكدنا أنقذنا الحياة الإنسانية من التدمير. وبعد كل هذا علينا إن نكون جريئين جداً حينما نتحدث عن أمور تهدد الإنسان كإنسان والوطن أيضا. وخاصة إذا كانت مخبئة تحت عباءة سلطوية أو مسكوت عنها لحجج واهية بالرغم من أنها تحمل في مخبؤها كارثة لا يحمد عقباها وبالتالي علينا إن نتفاعل مع حقائق مكشوفة وواضحة بما تؤدي من كارثة على الأرض يكون دائما ضحيتها آلاف من البشر إذا ما لم تُستأصل وتُعالج.
حقاً انه شعب مجنون لا يعي ما سوف يحل به من القادم الخفي. الأرقام مخيفة ومخيفة جدا ولا تبشر بخير، ولنمر سريعاً ونتفحص ما يجري على الأرض أمام سيل هذه الأرقام والوقائع المخبئة والسكوت عما يفتضح منه في الجدول أدناه:

جدول رقم (1)

ت

الضحايا

جدول رقم (1)

1

مقابر جماعية

لا تعد ولا تحصى

2

معاق وجريح

لا يعد ولا تحصى

3

شهداء

لا يعدون ولا يحصون

4

أيتام

لا تعد ولا تحصى

5

أرامل

لا تعد و لا تحصى

6

تهجير

لا يعد ولا يحصى

7

فقر مدقع

80%

هذا ما كان يحصل في زمن النظام السابق أما ما يحصل اليوم نتبين حجمه وتقديراته في الجدول أدناه:

جدول رقم (2)

1

مليون

قتيل منذ سقوط النظام

2

ثلاثة ملاين

ما بين جريح ومعاق

3

مليون

أرملة

4

ثلاث إلى أربع ملايين

يتيم

5

أربعة ملايين

مهجر

6

فقر مدقع

40%

ولحد هذه الساعة وبعد مرور أكثر من خمس سنوات على سقوط النظام السابق يقتل العراقيون على يد البعثيين والإرهابيين كما تشير التقارير إلى وجود أكثر من 25 مليون لغم مزروع على الحدود العراقية الإيرانية إضافة إلى الألغام المزروعة في شمال العراق 10 ملايين.

إن ما يرد في الجدول رقم (3) كان يحصل في زمن النظام السياسي السابق، لكن من دون أن يجري النظام السياسي الحالي معالجة تُذكر له:

الجدول رقم (3)

1

25 مليون

لغما مزروعا ما بين حدود العراق وإيران

2

10 مليون

لغما مزروعا في شمال حدود العراق فقط

3

60 ألف

حادثة وقعت في شمال العراق منذ 1991-2004 

4

3470 ألف

قتيل من بينهم

5

430

امرأة

6

9995

تجمعا سكنياً وقرية مهددة

7

8581

أكثر من منطقة خطرة

8

1281

منطقة متروكة نتيجة الاعتدة والأسلحة

وتشير التقارير إلى إن مجموع الألغام المزروعة في العالم تقدر بــ (117) مليون لغم في أكثر من 60 دولة في العراق مزروع ثلث ما في العالم بأسره هذا ما أجرته من إحصائيات منظمة ماك.

وبالإضافة إلى هذا كله يحتل العراق اليوم المرتبة الأولى في العالم من ناحية التلوث بالألغام والمقذوفات الخطرة زائدا على ذلك احتلال العراق المرتبة الأولى في العالم من ناحية الفساد الإداري والمالي، هذه كلها أرقام ونحن نتعامل مع أرقام مخيفة لا يمكن السكوت أو التغافل عنها إطلاقاً وعلى الدولة إن لا تغض الطرف عنها أو تتجاهلها بل إن تنظر إليها بشيء من الحذر والتعقل لأنها مشكلات كبيرة سوف تواجه العراق حاليا وفي المستقبل لخطورتها على الحياة السياسية والاجتماعية والأمنية والصحية والاقتصادية وفي إعادة الأعمار والاستثمار والاستخراج.
إن إزالة الألغام المزروعة وتكلفتها لا تعادل شيء أمام أرواح أبرياء تقتل كل يوم، نساءً وأطفالا وشيوخا ورجالا لا يمر يوم من ذلك دون إن نسمع عن خسائر نتيجة لوجود هذه الألغام المزروعة .
إذن شعب مهما يكون تعداد نفوسه السكاني وبهذه الأرقام المخيفة والجرم المنقطع النظير والمسبق التخطيط إليه، (وأؤكد على كلمة مسبق التخطيط إليه) حتماً سيؤول إلى الانقراض والتلاشي دون شك. ماذا نفعل وهذا ما جناه علينا طاغية لا ينتمي الشعب له قلبا وقالبا، حكم الشعب بالحديد والنار.
كما نحن نحمل الحكومة الحالية المسؤولية على تخبطها وعدم حرصها لفترة كبيرة دون معالجة لمثل هذه الأمور وغيرها، ولنعود إلى ما هو متفق عليه في الجدول رقم (1) ورقم (2) أمام كل تفجير قتيل وثلاثة ما بين جريح ومعاق كما هو مبين، إذا حسبت هذه الأرقام والألغام التي ذكرنا وهي بعدد نفوس التعداد السكاني للعراق، هذا إذا حدث ما يحدث من تفجير للألغام سيمحو الشعب بأكمله من خارطة الحياة البشرية أربع مرات وإذا قدر الله له إن ينهض في الخامسة حتما سيولد معاقا.
أليس هذا ما قلناه انه مسبق التخطيط إليه.. وان هذه الأرقام مزدوجة بنتائجها وحصيلتها إنتاج حكومات متعاقبة أنهكت كاهل العراقيين إلى يومنا هذا...
أليست هذه المخططات معبئة ومحفوظة سلفا لكل فرد لغم مخبأ له ليوم كهذا ينتظر ساعة الصفر ليصبح هشيما متناثراً إلى أشلاء. أليس الأفضل إن تأخذ الدولة بنظر الاعتبار حقوق الفرد الوجودية والمصيرية التي تحف بحياة الفرد المهددة على الدوام. أليس ينبغي إعطاء كل ذي حق حقه من مسكن لائق ومرتب يكفل له سد رمق المعوزين واليتامى ويحفظهم من الضياع والتشرد في الأقل لطرد الخوف الرهيب الذي يترقب الجميع.
وللحقيقة والإنصاف إن الحكومة في هذا المجال أعلنت عن تعطيل هذه الفقرات وعلى لسان وزير المالية صالح جبر صولاغ وهي مشكورة على اعترافها بذلك..
إذن ما هو المنجز ؟
وما الذي كانت تعني الانتخابات؟ وما الذي يعنيه الدستور للمعوزين والفقراء واليتامى ما دامت الحقوق معطلة والأرقام مخيفة؟
لنكن أكثر جرأة من ذي قبل لنقول: هل إن أمر الانتخابات والدستور يستحقان كل هذا التقدير أمام هذا التيتم والترمل والقتل والتشرد؟ الانتخابات والدستور يعنيان أنجاز الفرد لما أوكلت إليه من مهام وعلى الدولة والحكومة إن تنجز ما أوكلت نفسها به لمساعدة المجتمع وللحد من مأساة المظلومية التي وقعت على الفرد وظل هو الخاسر الوحيد في الآعيب الحكوماتية التي ليس له فيها ناقة ولا جمل.. إلا الانتظار لشيء اسمه الأمن والأمان والكهرباء والمأوى ...
باختصار نحن حينما نُعلِم الدولة إن هناك أخطاء ونسعى جاهدين إلى كشفها لتقوم بدورها على معالجتها فهذا شيء يذكر لنا ولها ولكن إن نبقى نمجد ونطبل ونزمر بأبواق فارغة ونترك خلف ظهرانينا مشاكلنا تكبر ومن ثم تتوسع دونما معالجة فسوف تؤدي بنا هذه الأخطاء يوما ما إلى نتائج وخيمة تعود على البلد وعلى المطبلين والمزمرين أنفسهم بكوارث أيضا... يكفينا ما مررنا به من تطبيل وتزمير ومن مشاكل دفعت وتدفع الناس ضريبتها حتى يومنا هذا.
إننا شعب نعترف بأننا نمر بمخاض عسير وان المؤامرات التي تحيط بنا جد كبيرة، وأن الكثيرين منهم يتحينون الفرص كي لا تستقر أوضاع البلد وان التركة التي خلفها النظام السابق ثقيلة جداً على الحكومة أن تسعى جاهدة لأزالة عوائقها من جذورها، فإن ما يبنى على باطل فحتما سيكون باطلا.. وما علينا إلا إن نتوافق شعبا وحكومة وقوى سياسية لإزالة مظاهر الظلم ونبذ الخلافات والعوائق التي تريد تعطيل سير عملية التقدم كي لا نفقد الأمل.. والجديد عسى إن يكون لخدمة الشعب... نعم نحن نتعامل مع وقائع وحقائق، ولكن، كيف نتعامل معها، ونحن نرتجف خوفاً وهلعاً من تلك الألغام التي ذكرنا، أو من الخفي القادم والمرتقب...


 

free web counter

 

أرشيف المقالات