| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                       الأربعاء 29/6/ 2011

 

اسامة النجيفي.. من الوحدة العربية الى الدويلة السنية..!

موفق الرفاعي

اليوم لا نستغرب حين تدعو شخصيات تنتمي لاحزاب طائفية قومية ومذهبية لا تمثل سوى المنضوين تحت لوائها الى قيام الكانتونات تحت زعم الخشية من التهميش وطمس الهوية الثقافية، لكننا نستغرب ان تتحول شخصيات تدعي الانتماء الى الفكر القومي العربي وفلسفته في بناء دولة الوحدة العربية من المحيط الى الخليج وفي ذات الوقت تدعو الى اقامة دويلة طائفية مذهبية تحت ذات الزعم الذي تزعمه الاحزاب الطائفية.

اسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي والقومي العربي يتحدث ومن واشنطن عن تهميش للسنة في العراق ويُحذّر من امكانية انفصالهم وتأسيس دويلتهم السنية على جزء من التراب العراقي.

لا ادري ان كان الرئيس النجيفي وقبل ان يصرح بذلك قد قرأ الخريطة العراقية جيدا ام انه قد انساق وراء مزاعم الاحزاب الطائفية عن نسب السكان في العراق على اساس مذهبي وعن وجود مدن شيعية واخرى سنية وعن اضطهاد مورس من قبل انظمة سابقة على طائفة دون الاخرى.

اذا كان النجيفي يعني بتهميش الاحزاب الطائفية السنية من قبل الاحزاب الطائفية الشيعية فهذا شأن خاص بهم فهم ارتضوا ان يكونوا مكونا سياسيا ضمن العملية السياسية التي قامت على مبدأ المحاصصة الطائفية ولا دخل للشعب العراقي بصراعاتهم الا من حيث الضرر الواقع عليه جراء ذلك الصراع.

اما اذا كان يعني ان هناك صراعا مذهبيا شعبيا كما هو الحال في ايرلندا ما بين البروتستانت والكاثوليك فنتحداه ان يثبت ذلك مثلما تحدينا من قبل الاحزاب الطائفية ان تثبت ان الظلم الذي وقع في عهود سابقة انما وقع على طائفة بعينها ولم يشمل جميع مكونات الشعب العراقي بكافة قومياته وأديانه ومذاهبه حين كان المعيار هو الولاء لتلك الأنظمة وليس الانتماء لطوائفها.

جميع الأحزاب المتحاصصة ضمن العملية السياسية تعلن انها تسعى الى بناء الدولة المدنية - دولة القانون والمؤسسات- فيما تعمل سرا على تقسيم الشعب الى طوائف لانها ببساطة اضعف من ان تحكم شعبا بهذا التنوع وهي تنظر اليه من منظار فئوي وتفكر بذهنية ضيقة.

ان نمط التفكير الضيق هذا هو ما ادى كل هذه السنوات الى فشل الاداء السياسي وبالتالي الفشل الذي غطى جميع جوانب الحياة العراقية من امنية واقتصادية وخدمية، وأوصل العراق الى ما وصل اليه من خراب ودمار وتخلف.

قد لا نلحق بالربيع العربي قريبا لان أمامنا الكثير من الجهد والوقت كي تتبلور قوى شعبية وطنية يكون بامكانها تنظيم الشعب من اجل فرض ارادته على المسؤولين لتحقيق اهدافه او رحيلهم غير مأسوف عليهم. لكن ما هو حتمي ان ربيعا عراقيا لا بد وان يأتي وهو "يختال باسما"، عندها لن يكون مصير مشروع جوزيف بايدن التقسيمي الذي يعمل عليه اخوة المحاصصة كل من موقعه سوى مزبلة التاريخ.




 



 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات