| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 29/2/ 2012                                                                                                   

 

عندما تسقط الأقنعة

جميل سالم

تعرف أنه عنوان تقليدي، ولكن لا بأس مادام يعبر عن حقيقة ما تود أن تفصح عنه، وهل هنالك أكثر من كشف الزيف الذي تتبرقع به ديمقراطية حكام العراق الجديد؟؟ إذن  فليكن هو العنوان الذي من خلاله تبث همومك، يا أنت المشبع  بطول قائمة مفردات التشاؤم، من ان يصبح العراق وتقصد عراقك كعبة للديمقراطية في المنطقة مثلما وعد المحتلون، لهذا خالفت كل تعاليم بؤسك واقتنعت بما سوف يحدث من تحقيق لحلمك الوردي، وكان حلمك في حقيقته لا يتجاوز أكثر من أن تعيش كخلق الله وتتمتع بحريتك دون التجاوز على حرية الآخرين، وان لا ترى الجوع في وطنك يأكل أثداء الأمهات، مثلما مَنيت النفس ببيت تسكن فيه، مادامت مساحة وطنك تستوعب لعشر مرات من تعداد سكانه الحالي، وقد تجاوزت يا صديقي بأحلامك أكثر عندما تصورت أن لكل مئة شخص طبيبهم الخاص، وأن ترى في كل مدينة مشفى، يستوعب كل حالات المرض التي تجاوزت حدودها بين أبناء وطنك، أما أكثر ما يثير السخرية في أحلامك، هو أن ترى في صف كل مدرسة خمسة عشر تلميذا، وأمام كل واحد منهم جهاز حاسوب، يساعدهم في التعرف على كل ما يجري في العالم، وهل هذا بكثير على بلد يصدر  قرابة ثلاثة ملايين برميل من  النفط الخام  يوميا؟

 وتتساءل حين ترى كل أحلامك تحترق، ما الذي جعلك تغادر وطنك؟؟، وتترك أمك تموت من لوعة فراقك، مثلما تركت حبيبة كانت تتمناك وتتمناها، غادرت كل هذا من أجل شئ واحد، وعدت تقاتل النظام من أجل شئ واحد، هو الحرية، أفنيت زهرة شبابك وأنت تجوب قرى وجبال ووديان كوردستان، من أجل أن تتمتع في يوم ما بهذه الكلمة، وهي ليست لك وحدك، هي  لكل أبناء شعبك الذين احترقوا بدكتاتورية النظام البائد، وأنت تعرف من أن هناك رفاق لك، قطع النظام أجسادهم ورماها بمياه دجلة، وتعرف جيدا من أن هدفهم كان هو الحرية، وهناك آخرين من أحزاب أخرى، كانوا يطمحون إلى هذه الكلمة، وقدموا الكثير من التضحيات، وهل هناك أجمل من هذه الكلمة الحلوة .. الحرية، ولكن حين تتضح الأسئلة، وينكشف الزيف وتسقط الأقنعة، ليس لك غير أن تقول كلمتك، وأنت العارف من أن الديمقراطية  التي يدعونها، تمنحك حق التظاهر، وتمنحك حق الاحتجاج، وتمنحك حق النشر وكشف كل خبايا الإسفلت، فهذا واجبك الذي قدمت من أجله كل حياتك، ولكن يبدو أن السلطة تمنح المتسلط دكتاتورية قبيحة حتى في ظل الادعاء بالديمقراطية، وإلا بماذا يمكن أن نفسر الكتاب السري للاستخبارات بمتابعة  الشيوعيين، ومعرفة عناوينهم وأسمائهم، لماذا لا تكلف الاستخبارات عناصرها بمتابعة من يقومون بقتل الشعب العراقي يوميا؟؟ ولماذا لا تكلفهم في متابعة من يسرق ثروات البلاد والعباد؟؟ وهل يمكن ان نفسر كتابهم هذا بغير سقوط أقنعة السلطة، والكشف عن أنياب الدكتاتورية التي بدأت تبرز بشكل واضح؟!




 

free web counter

 

أرشيف المقالات