| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 2 /1/ 2011

 

حكومة الأزمة

كاظم العبودي

مر الشعب العراقي خلال تشكيل الحكومة بأزمة حقيقية وظروف صعبة وقاسية قدم فيها دماء وأموال ومعاناة فداءً لحكومته المرتقبة ولم تكن تلك القرابين هي وليدة تلك الفترة الزمنية فحسب بل أن الشعب العراقي كان مشاريع فداء لحكوماته التي مرت عليه طوال الحقب الزمنية السابقة من اجل أن يصنع دولته المستقرة التي ينعم فيها الجميع بالخير والأمن والأمان ولكن في كل مرحلة تنقلب تلك القرابين الى وبال عليهم لتفسر على أنها ضعف وخنوع من قبل الشعب وتستغلها الحكومات الدكتاتورية لتصنع حكومة مستبدة ومفترسة تأكل أبناءها .

وها نحن اليوم نمر بتجربة دولة فتية يبدأ فيها العد التنازلي لإنهاء تشكيل حكومتها حيث من المفترض أن يتم إعلانها بصورة كاملة لكافة الوزراء دون استثناء من اجل ان تباشر بعملها وبذلك تتكلل مساعي جميع أبناء الشعب العراقي بالنجاح بعد معاناة طويلة فترى إن الفرح والابتهاج والأمل أصبح يحدو الجميع بتشكيل الحكومة الجديدة .

وهناك تبرز نقطة محورية لم يستوعب مفرداتها الجميع هي إن ما يبتغيه العراقيون وينشدوه من تشكيل الحكومة أن تكون وسيله لبلوغ الهدف الذي يسعون أليه وهو الدولة القوية المستقرة التي تحترم وتكرم أبنائها وتوفر لهم الأمن و الأمان والعدل و المساواة والحرية والعيش الكريم لكن الساسة تمكنوا من تحويل تشكيل الحكومة من وسيلة لبلوغ الهدف إلى هدف ينشده العراقيون من خلال خلق أزمات و تناحرات و محاصصة وكأن العراق هو ورث لكتلة أو حزب معين  .

فكثيرة هي الحكومات التي حكمت العراق لكن اغلبها لم تستطع ان تلبي الطموح العراقي الذي ينشده أبناءه .

فهل هل يا ترى إن حكومة الأزمة التي تم إعلان تشكيلتها تساوي أزمة الحكومة ؟! و بصيغة أوضح هل هي بمستوى معاناة العراقيين (تجبر الخاطر و تفلج الصدر ) ؟! وهنا تكون الحسرة و أللوعة الحقيقية لأبناء الشعب عندما تسير حكومتهم المعلنة عكس ما يصبون ويتطلعون أليه . ولعل هذه النظرة تشاؤمية يستهجنها القارئ وأنا أوافقه الرأي في هذا المحل من باب (تفاءلوا بالخير تجدوه ) وإعطائهم الفرصة الكافية لكي ننصفهم بالحكم .

 

free web counter

 

أرشيف المقالات