| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 30/11/ 2009

 

لا تفرطوا بقيادة قطر العراق!!

خضير الأندلسي
Khudair_alendelusy@yahoo.com

نشر الباحث السياسي والأجتماعي رشيد الخيون في جريدة الاتحاد الاماراتية قبل أيام مقالا عن البعث وعودته الى السلطة بعنوان (لا تفرطوا بقيادة قطر العراق) حيث بدأ الأخير مقاله عن معارضة بعض قوى التيار الطائفي وبشدة للنظام البعثي في الانتخابات البرلمانية 2005 ,لا بل ومعارضة القوائم الانتخابية التي لا يتضمن برنامجها قانون أجتثاث البعثَ!!

ثم يواصل الكاتب ,بأن قيادة قطر العراق هي مختلفة أيدلوجيا عن البعث وأفكاره وهي أول من شخصت أخطاء صدام حسين ودعت الى الوقوف بالضد منه ,وهذا أدى بالتأكيد ألى تصفية الكثير منهم من قبل أجهزة النظام البعثي أنذاك.
بعد ذلك يضيف ,أن القيادة القطرية تعاونت واشتركت بمشورتها مع أحزاب عراقية تشارك اليوم في بناء الحكومة كحزب الدعوة الأسلامية والشيوعي العراقي وغيرهم من المعارضين.
الواضح مما تقدم ان الأستاذ الخيون يطالب الحكومة الحالية بضرورة أشراك القيادة القطرية في السلطة الحالية وليس اجتثاثهم واستثنائهم بمادة قانونية أقرت في الدستور العراقي الأخير, ولكن ثمة تساؤلات تطرح ,تتضمن دور القيادة القطرية في عراق اليوم وماهيتها وبرنامجها وما هو موقفها من الحكومة الحالية؟

لاشك بان دور القيادة القطرية كان مشرفا (طبقا لما ذُكر) ولكن ما هو موقفها الحالي من الوضع الراهن ,أمساندة هي لفكرة الأرهاب للضغط على الحكومة الحالية وأسقاطها أم فكرة الخروج من الأزمة الراهنة؟ أذا كانت مساندة للأخيرة أين يتجلى عملها وأين خطابها السياسي؟
حين يجري التكلم في الفترة الأخيرة عن البعث بمسمياته الكثيرة ,يتهيأ لنا أن المنقذ الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو الرجوع لأفكار حزب البعث!! وكأن الساحة السياسية الحالية لا تملك أحزابا ديمقراطية وجماهيرية ذات خبرة وباع طويل في السياسة وقادرة على الخروج من المأزق الحالي.

أن المشكلة الحالية غير متوقفة على تحديد وتسمية قيادة السلطة الحاكمة في العراق للخروج من المأزق الراهن بقدر ما هي مشاكل عدة خلفها النظام البعثي ومن بينها نذكر الرمزية ومبدأ عبودية الفرد ,والكثير من أفراد المجتمع العراقي لو عدت اليهم اليوم لسارع الى القول بأننا يجب أن نحكم بالقوة لان الديمقراطية ليست الحل وكأنهم خلقوا عبيدا لا أحرارا!! المشكلة الثانية هي التباين النسبي الواضح للعيان في ثقافة الشعب العراقي ,فأبن الجنوب مختلف ثقافيا عن ابن الشمال والشرق وهكذا الأخيران ...وهذا بالتأكيد يؤدي الى عدم فهم احدهم للأخر مما انعكس بدوره على ممثليهم في البرلمان العراقي ,الذين أعلنوا ,كما رأينها, ولائهم للطائفة والعرق علاوة على الوطن ,وبالتالي الولاء لدول أخرى والجوار على وجه الخصوص ولهذا فأننا نلاحظ بأستمرار عدم التوافق في ابسط المسائل التي يتم طرحها ,وهناك مشاكل اقتصادية وسياسية نحتاج الى صفحات عدة كي نسردها أيضا مؤثرة على الواقع العراقي الحالي.

أن أشراك القيادة القطرية في العملية السياسية يمكن اعتباره خطرا بحد ذاته ,لان مواقف الأخيرة غير واضحة ,وأنها بهذه التسمية (قيادة قطر العراق) تستفز الكثير من أبناء شهداء العراق الذين ذهبوا ضحية للبعث وأجرامه (لانها تذكرنا بعراق ما قبل2003 ) اذ من غير المعقول عودة من أجرم بالعراق بنفس التسمية,أذا فالقيادة القطرية أن أعلنت نيتها الحقيقية في المشاركة في السلطة فعليها أن ترسم برنامجها الواضح وتغيير تسميتها الاستفزازية وتًقسم بالعراق ودستوره أنها تعمل لصالحه لا غير ,وتكون مسؤولة عن سياساتها المتبعة وتعلن بقوة أمام الشعب العراقي معارضتها لنظام صدام ,ومتى ما توفرت هذه الشروط فلا مانع من المشاركة لان الدستور العراقي الحديث يضمن لكل أفراد الشعب حرية المشاركة في السلطة.

اذاً على الجميع الثبات على مواقفهم وعدم تأييد البعث مهما كثرت تسمياته والتذكير الدائم بجرائمه لضمان عدم العودة الى المربع الأول ,وليس كما فعل وللأسف الشاب عمار الحكيم والنائب المطلك ,في المطالبة بأشراك البعث في العملية السياسية وهنا موضع التعجب فكيف لمن قتلوا أو شردوا معظم الشعب العراقي العودة مرة أخرى؟؟(لا يوجد بعثي يصر على تسميته بعثيا اذا لم يكن متورط بجرائم قتل)..ولعلي أوجه سؤالي الأول لعمار الحكيم ومن حذا حذوه ,ما الذي جناه الشعب العراقي من حكم البعث كي تطالب بعودته؟؟والثاني للمطلك لأقول كفى استهزاءاً بدماء الشعب العراقي ,فأنت توجه تهمك الى أحزاب لها نضالها المعروف وتوصفها بالعمالة وتستخدم مصطلح رافضة لمن يعارضوك سياسيا كما وتوزع التهم شمالا وجنوبا كما يحلو لك وحين تصل للبعث فتتوعد بعودته وبأربعين مقعدا في البرلمان ,أأنت معارض للشعب العراقي؟أم ماذا؟

نصيحة
..قبل أن نطالب بعودة البعث فلنقف ونتذكر الأنفال وحلبجة والانتفاضة الشعبانية ومقابر العراق الجماعية!! وأن معارضتنا لسياسة حكومة المحاصصة الحالية في العراق لا يعني بالضرورة المطالبة بعودة البعث!! وأنما النقد البناء المتواصل والوقوف عند المشاكل ومعالجتها.

 


30.11.2009


 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات