| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

الأحد 30/9/ 2007

 

أرشيف المقالات


 

اطروحة التقسيم

د. مهران موشيخ

لا فرق بين عراقي وعراقي الا بقدر الخوف على هذا البلد ... اطوار بهجت

عنوان المقال هو اخر جملة لريبورتاج مباشر من سامراء نطقت بها شهيدة الصحافة الوطنية اطوار بهجت قبل ان تصعد مذبح الحرية ليخط التاريخ اسمها في سجل الشهداء الخالدين من اجل الوطن الواحد الموحد ــ عراقنا العريق . نطقتها الشهيدة قبل عام ونصف امام شاشة التلفزيون وهي تحمل على صدرها خارطة العراق وكأنها تقدم وصيتها لقادة الدولة ورجالاتها السياسية والدينية المحاصصاتيين من مختلف المذاهب والاديان والقوميات بأن الصدق والاخلاص، الوفاء والتقوى، عزة النفس والكرامة، الشهامة والتضحية من اجل الوطن كلمات تفقد قدسيتها اذا لم تقترن بالعمل الجاد المضني من اجل الحفاظ على وحدة الوطن ارضا وشعبا . وها نحن اليوم امام امتحان عسير ونواجه تحدي عصيب يهدد فناء بلاد ما بين النهرين بتاريخه الذي يمتد الى ستة من السنين الالاف لتصبح امارات منعزلة تربطها حدود مشتركة تمثلها المصالح الانتهازية وخيانة الوطن ومغطاة بلافتة سوداء خطت عليها كلمة اقاليم سنية وشيعية وكردية . ان قادة البلاد مطالبون بالارتقاء الى موقع المسؤولية الجادة والفاعلة بإعتبارهم مكلفون من قبل الشعب في حماية الوطن وان ينسلخوا من شرنقة الطائفية الدينية والمذهبية والقومية وان يقدموا على تحمل المسؤولية التاريخية الكبرى في مواجهة هذه التجاوز الخطير والمريع والفريد من نوعه في التلاعب بمقدرات شعب دولة لها مقعدها في منظمة الامم المتحدة وجامعة الدول العربية !!!. على الرئاسات الثلاث لدولة جمهورية العراق وبرلمان العراق الاتحادي ومجلس وزراء جمهورية العراق ان تعلن بصريح العبارة موقفها من هذا التدخل الفض في شوؤن دولة اقل ما يقال عنها انها تمتلك اغنى ثروة نفطية في العالم وليست جزيرة في بحر العدم . ان اطروحة التقسيم الطائفي هذه تتجاوز في مضمونها كل مفردات الديمقراطية التي حمله مشروع العولمة في ظل سياسة الانفتاح الديمقراطي على الصعيد العالمي . ان الغرض من مشروع بايدن للتقسيم هو ليس التقسيم الجغرافي البحت لادارة البلاد ولترميم مؤسسات الدولة الممزقة ... ويقينا مبادرته لن تلغي حمامات الدم العراقي ولا تستهدف انتشال العراق من كهوف الحالة الاجتماعية والاقتصادية المزرية التي اقتيد العراق اليها وانما هو الطمع بالنفط العراقي. ان مشروع تقسيم العراق على اساس طائفي هو امتداد لقانون النفط والغاز ويبدو ان توقيت الاعلان عنه مرتبط بمخاوف السيد بايدن من عدم تمرير قانون النفط والغاز بنصوصه الحالية من قبل البرلمان العراقي . في كل الاحوال مشروع بايدن الطائفي والتصويت عليه بالاغلبية من قبل الكونغرس الامريكي قد قدم خدمة للشعب العراقي من حيث لا يدري .... إذ ان مشروع التقسيم وضع امام الامر الواقع جميع السياسيين بمختلف انتماءاتهم الحزبية والدينية والمذهبية والقومية داخل العملية السياسية وخارجها الى تحديد الموقف بصريح العبارة وبدون ايحاءات او تظليل , وبعيدا عن الاحتماء او الانطواء زورا تحت يافطة الاقاليم للترحيب بمشروع السيد بايدن للتقسيم الطائفي . ان الطريق بين العراق الاتحادي والعراق المقسم طائفيا يمر عبر الخيانة وما ابشع الخيانة عندما تكون تجاه الوطن الام .

النمسا 30 \ 9 \ 2007