| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 30/4/ 2011                                                                                                   

 

بشت آشان ليست نيزك محترق

أبوحازم التورنجي
altorneji@yahoo. se

سنة بعد أخرى يستمر العناد والاصرار على مواصلة قرع النواقيس أستذكارا وأجلالا لبشت آبشان التي ذبحت غيلة في ليلة غدر بايدي الذين كانوا في الامس القريب حلفاء الخندق الواحد في مقارعة النظام الدكتاتوري الشوفيني..
وسيظل هذا الاصرار ، فبشت أشان ليست ورقة خريفية قذفتها ريح من يريد لها النسيان أو من يريد منا تناسيها وتجاوزها بفعل التقادم وتوالي المحن والنكسات الكبيرة التي حلت وتحلت بهذا الوطن المبتلى بفظائع مخلفات الدكتاتورية المروعة، ومآسي ازمنة الاحتلال وفضائح حكومات المحاصصة الطائفية، التي جاءت في ظله بسجل، كان ولازال حافلا بفضائح غير مشرفة على كافة المستويات.وهذا ليس موضوع حديثي.

أقولها مرة أخرى بأن العدوان الغادر الذي شنته قوات الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة ناوشيروان (الاتحاد الوطني كان ولازال يتزعمه جلال الطالباني) وبالتواطىء مع أركان النظام الدكتاتوري (ممثل بالاشراف المياشر للمجرم المقبور علي كيمياوي) في الاول من آيار عام1983 على مقرات الحزب الشيوعي العراقي ، وما تمخض عن ذلك العدوان الغادر من ارتكاب مجزرة يندى لها الجبين،هي مجرد صفحة مشينة سوداء تخزي أصحابها ، على الصعيد الاخلاقي والسياسي والمسوؤلية القانونية والتاريخية، ويعكس مستوى الانحطاط والانحدار الذي انزلقت اليه القوى التي أرادت لنفسها الاصطفاف الى جانب النظام الدكتاتوري ، وبالضد حتى من التطلعات القوميةالمشروعة للشعب الكردي في الحياة الحرة الكريمه.،

مرة أخرى نقرع النواقيس و نكرر العهد للذين غادرونا شهداء بكبرياء ثوري،بأن ذكراهم لازلت ندية في خواطرها رغم كل تقلبات السنين بل وتقلبات أبطال الخطابات الرنانه وأصحاب اللغو الفكري ،في سوق المساومات والمزايدات السياسية التي لم يحركوا فيها ما كانوا عليه من سكون و صمت مشينين أزاء قضية مجزرة بشت آشان وضحاياها المئة والخمسين شهيدا من خيرة الكوادر ومن مختلف الاختصاصات العلمية والفنية والادبية....

مرة أخرى نقرع الأجراس عاليا ، وليمتزج هتافنا بوصايا الذين وهبوا أرواحهم في بشت آشان ، حين قاتلوا بأستماته لحد الاستشهاد رغم قلة الخبرات القتالية لأغلبهم ،ليس دفاعا عن مقرات او غيتوات ، بل دفاعا عن النفس والقيم والمبادئ لمناظلين شرفاء نذروا حياتهم من أجل قضايا شعبنا العراقي العادلة ،وحقا مثلما قيل بأن بعضهم لم يعرف كيف يقاتل ولكن عرف كيف يموت بأباء وشموخ

أتذكر الكثير من الرفاق، وجوها وأسماء ومحطات ومقرات وتواريخ ، من تلك الايام العصيبة للقتال الضاري والكمائن الغادرة للقوى الشوفينية المتعصبة والحاقدة لمقاتلي الاتحاد الوطني الكردستاني..... وكم تتهادى أمام عيني أطياف الاحبة من الرفاق الذين قاتلوا بعناد وأستشهدوا بشرف لا يدنى أليه ،بل ويغيض ليس القتلة الحاقدين فحسب ، بل لازال يغيض حتى أولئك الذين أرادوا وعملوا جهارا وسرا عمدا ،من أجل طوي هذه الصفحة المآسوية في تاريخ العلاقات بين القوى السياسية العراقية وتحديدا علاقة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني مع الاحزاب االاخرى ومنها حزبنا الشيوعي العراقي في منطقة كردستان ، أن يلفها النسيان الباهت،تحت طاولات المساومات الرخيصة رخص مواثيقهم التي عقدوها في دوامة الزمن االرديء.

أن جريمة بشت آشان ليست أقل مأساوية من جرائم القتل الجماعي الرخيص التي أرتكبت في زمن الدكتاتورية الفاشية للطاغية المقبور صدام حسن وبتنفيذ مدفوع الثمن من قبل مقاتلي الاتحاد الوطني الكردستاني الشوفينيين بزعامة جلال الطالباني ، ولهذا لازلت أحتفظ بحقي كأحد الناجيين من تلك المجزرة البشعة، بالمطالبة في تقديم ملف القضية الى الهيئات القضائية، من أجل احقاق الحق وأنصاف ذوي الشهداء في أقل تقدير، هذا بالأضافة الى تأكيد مطالبي السابقة التي أرفقتها في الوثيقة العريضة التي وقعها العديد من الرفاق الانصار، وأني مستعدا لتسخير أي جهد أو مسعى بأتجاه تحريك القضية أمام القضاء العراقي ، ولنا مثال وعبرة في محاكمة الطاغية صدام حسين على جريمته في مدينة الدجيل التي أقترفها في نفس الحقبة الزمنية لجريمة بشت آشان ،أي أن التقادم في الزمن لا يلغي المسوؤلية عن مقترفي تلك الجريمة النكراء ، ولا يسقط الحقوق المشروعة لرفاق وذوي الشهداء والجرحى والمتضررين في تلك الجريمة .

وأني لأحيي كل حشرجة لأحياء ذكرى بشت آشان وشهدائها في زمن الصمت المشين،بل ويبقى شهداء بشت آشان كواكب تأبى الافول في ليل العراق البهيم ، يسترشد بها كل الشيوعيين الذين تعز عليهم المباديء والقيم التي أستشهد لأجلها تلكم الكواكب النيرة من شيوعيي ذلك الدهر .
وسلاما من القلب على الراقدين في وادي بشت آشان قبوراً بلا دلالة ولا أسماء أو بلا قبور أن صح التعبير المحزن المفجع ، فلهم الاجلال والخشوع والذكر الطيب . وتبقى مكانتهم الحقيقية ، هي في قلوب وضمائر شرفاء شعبنا العراقي المتفهمين لقيم الكفاح البطولي والاستشهاد المشرف . وسنظل نقرع النواقيس لذكراها كل عام في الاول من آيار .


30\ نيسان\2011


 



 

free web counter

 

أرشيف المقالات