| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 30/4/ 2011                                                                                                   

 

ضربة عبد الكريم قاسم القاضية

طارق حياوي المبارك

في بداية سنة1970 وتنفيذا لقرار عبد العزيز العقيلي ذائع الصيت تقرر ان نخدم كجنود لمدة سنة واحده وبعد فترة التدريب تم تنسيبنا الى مديرية المتحف الحربي في الباب المعظم والتي كانت محكمة الشعب ابان ثورة تموز وكانت قبل ذلك البلاط الملكي في العهد الملكي.

وخلال عملنا انا وزميل لي خريج نفس الدورة جاء كتاب من المراجع العليا يقضي بجلب تمثال الزعيم عبد الكريم قاسم ونصبه في حديقة المتحف العسكري وقام المدير عبد العزيز المختار رحمه الله بتنسيبي وزميلي مع سائق وسيارة امريكيه قديمه جدا من نوع ريو لانجاز هذه المهمة وتم تزويدنا بجادر كبير لتغطيه التمثال خلال نقله كي لا يراه الناس وسافرنا الى المقداديه او شهربان تم الاستفسار عن موقع هذا التمثال قيل لنا انه مدفون في بلدية المقداديه وذهبنا لنجد ان التمثال تعلوه اطنان من الانقاض والازبال وتم الاستعانه برافعة لاخراجه .

كان التمثال من البرونز مجوف يتكون من قطعتين القطعة الاولى من الحزام حتى الراس والقطعة الثانيه من الحزام حتى القدمين وباالملابس العسكريه الانيقه وهو ثقيل جدا ويزن كم طن لا اتذكر على وجه الدقه بعد اخراج التمثال تمت الاستعانه بسيارة الاطفاء لغسله تماما من العوالق والاوساخ وهكذا خرج الى النور مرة اخرى وقمنا بتنظيفه تماما .

وبدأت المرحلة الثانية وهي رفعه على ظهر السيارة اللوري وكان هناك احد موظفي البلديه يلبس اللباس الزيتوني ويضع جنبه مسدس كبير وكان يصرخ هنا وهناك ويكيل الشتائم والسباب للتمثال ويمشي مزهوا منفوخا منفوش الريش وبين الحين والحين يبصق على التمثال ليثبت لنا وللاخرين مدى وطنيته وتم رفع النصف الاول من التمثال ليستقر في وسط السياره ولكن لوجود الكثير من الخشب كان التمثال غير مستقر ويحتاج الى ان يرفع قليلا وتزاح من تحته الخشبه كي يتوازن .

ونحن بصدد انجاز العمل واذا بصاحبنا الغيور يقفز على ظهر السيارة ونحن نتابع حركاته البهلوانيه وما كان منه الا ان بصق على التمثال وضرب جبين التمثال براحة يده وهنا اختل توازن التمثال ليسقط الى الخلف وبذلك ارتفعت يده اليسرى لتضرب هذا البهلوان ضربة قاضيه رمته ركاما خارج السياره وقد تكسرت اسنانه وتشوه وجههه وبقي نائما حتى نقلته سيارة الاسعاف وكنت ارقب وجوه عمال البلديه الفقراء وكأنهم يريدون تقبيل يد التمثال.

واخيرا نقلنا التمثال لنضعه في حديقه المتحف العسكري وكان التمثال من عمل الفنان خالد الرحال .



 

free web counter

 

أرشيف المقالات