| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 31/3/ 2008

 

الائتلاف العراقي يتحمل مسؤولية انهار الدم العراقي

سلام الامير

إن ما يحدث اليوم في بعض مدن الجنوب والوسط العراقي من اراقة للدماء وما يصاحبها من خسائر مادية واضرار جسيمة تشمل كل العراقيين وتؤثر على اقتصاد العراق كدولة ما زالت تحت انقاض الماضي لم تنفض عنها غبار الحروب القاسية وان هذا الدم الذي يراق اليوم في البصرة الفيحاء وبغداد الرشيد وما بينهما من محافظاتنا الجريحة سببه الفاعل والمؤثر هو كتلة الائتلاف العراقي الذي كان موحدا حيث إن هذا القتال الدائر بين قوى كلها تحت لحاف ودثار الائتلاف العراقي وتحديدا الصراع بين فيلق بدر جناح حزب المجلس الاعلى وجيش المهدي والجناح المسلح لحزب الدعوة وكل هذه المكونات هي نتاج وثمرة الائتلاف العراقي والذين ادّعوا في وقت الانتخابات انهم مؤيدون ومباركون من قبل المرجعية العليا في النجف .
واليوم يتبين مدى صحة ادعاء جماعة الائتلاف من تأييد المرجعية لهم فأن كان كما يقولون وان مراجع النجف فعلا قد ايدوا هذه الكتلة فهذا يعني إن المرجعية الدينية في النجف تتحمل ايضا مسؤولية هذه الدماء وانها شريكة معهم في قتل وتدمير أبناء الامة لاجل الحصول على مكاسب حزبية فئوية وهذا كلام لا يصدقه عاقل على الاطلاق فالمرجعية الدينية لو كانت قد ايدت بالفعل هذه الكتلة لكانت تحملت مسؤولية ما جرى ويجري ألان في الساحة العراقية أو على اقل تقدير لكانت المراجع قد طلبوا من اتباعهم ايقاف نزف الدم وحل المسائل سلميا  .
وبأعتقادي إن مقام المرجعية اسمى من إن يلطخ يده بدماء الابرياء وما كانت هذه إلا من نسج خيال جماعة الائتلاف العراقي للفوز بأكثر الاصوات  .
صحيح إن للحكومة الحق كل الحق إن تقاتل الخارجين على القانون وعصابات التدمير والقتل والخطف لكن ما يحصل في البصرة ليس كذلك فالقتال والاقتتال بدأ بين فصيلين من فصائل الائتلاف هما بدر والمهدي ولما وقف فصيل الدعوة مع بدر أصبحت المعادلة اثنان مقابل واحد وقد زجت الحكومة في هذا الصراع وبكل صراحة نقول أنها وقفت موقفا ليس من صالحها إن تستمر عليه فمعركة البصرة وبغداد وباقي المدن ليست معركة يخرج منها طرفا منتصرا والاخر مهزوما وعلى خطأ كبير من يعتقد ذلك إذ لا يمكن لجيش المهدي إن يهزم الحكومة والمجلس والدعوة ولا يمكن للحكومة هي وحلفائها إن تقضي على جيش المهدي وتمحوه واعتقد إن السيد المالكي في مأزق لا يحسد عليه سيما إن الحلفاء الامريكين يقولون انه لم يتشاور معهم بهذا الأمر فهذا قراره وحده وكذلك عشائر الجنوب والوسط تقول لم يتشاور معنا احد من الحكومة قبل بدء العملية العسكرية وكذلك مجلس محافظة البصرة ايضا لم يكن لديه علم مسبق بذلك يتبين من ذلك إن قرار مواجهة المسلحين هو تدبير بعض اطراف الائتلاف وبعض المسؤوليين الحكوميين  .
وذكرت في مقال سابق إن محاربة العصابات المجرمة امرأ ضروري ومهم لكن مع اتخاذ اجراءات اخرى مسبقة وفي سياق واحد متساوي ويساوي بين الجميع  .
والمهم هو إن نسير على الطريق الصحيح ونتراجع عن الطريق الخاطئ فبالتراجع عن الخطا تصحيح ونصر سياسي وبالاستمرار عليه هزيمة وانكسار وان كان المعلن غير ذلك  .
ينبغي على السيد المالكي إن يحسب حساباته صحيحا وان يكون خطابه موجه لجميع الميليشيات على السواء دون تحيز وانحياز وان لا يحمل نفسه مسؤولية تاريخية تبقى تلاحقه على المدى البعيد بل عليه إن يكون حذرا من مؤامرات خصومه حتى من داخل ائتلافه وان يتعظ بمن كان قبله وان يتعامل مع المسالة بكل حكمة فهو ألان يمثل هيبة الدولة وسلطة القانون ويجب إن لا يعلو صوت على صوت القانون ولا سلطة على سلطة القانون وعليه إن يفكر بحل يصون هيبة الدولة ويحفظ سلطة القانون ويردع الخارجين على القانون من عصابات وميليشيات ويوقفهم عند حدهم ولن يكون له ذلك إلا إن يكون مرجعه الاعلى هو الشعب العراقي كل الشعب ومشرعه هو الدستور الدائم وعدوه هو الخارج عن القانون والمخالف للشعب وبذلك سوف يجد جميع أغلبية الشعب معه ويحصد الانتصارات ونتمنى إن تكون صولة الفرسان في البصرة اولى الصولات ويتم فيها نزع سلاح ميليشيا جيش المهدي وتتبعها صولات اخرى لنزع سلاح بقية الميليشيات خصوصا ميليشيا بدر وهي اكبر الميليشيا ت في العراق والتي تعيث في الأرض فسادا وافسادا وقد رايناهم في زيارة الاربعين عندما تم استنفارهم بحجة حماية الزوار وهم مدججون بالسلاح خصوصا في الديوانية فمن اين جاءت اسلحتهم ولماذا لا يطالبوا بنزع سلاحهم  .
ولدولة الرئيس إن يستعمل المغريات الحقيقية لتسليم سلاح المسلحين مثلا توفير وظائف تناسب الاشخاص أو غير ذلك مقابل تسليم السلاح للدولة فمجرد شراء السلاح من المسلحين قد اثبت فشله سابقا  .
وينبغي على كتلة الائتلاف إن تعتذر للامة لما تسببت به من اذى واعتداء على الحرمات واراقة دماء بريئة راحت ضحية تحارب على سلطة اقليم ليس إلا فان كان قبل تاسيس الأقاليم هذه الحروب والاقتتال فماذا بعد تاسيس الأقاليم
فنبغي على قادة الائتلاف مراجعة حساباتهم وتصحيح اخطاءهم قبل إن تقضي هذه الحروب عليهم قبل غيرهم وربما تكون هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير  .

 

Counters

 

أرشيف المقالات