| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 31/1/ 2011

     

اتوق الى هناك

غني البيضاني 

الى احب الناس (ابو الهود)

كما عرفتني،
مازلت احلم، مثلما كنتُ، وانا في فسحة المقاتل القصيرة، وخاصة قبل ان تنزلق النهارات في الظلمة الساكنة،
اعتدتُ ان اجلس تحت ذلك الحجر الكبير كأيِّ شحاذ، اتوقُ الى العزلة، واتلاشى في الضباب،
استدرج العواطف المكبوتة من مكامنها البعيدة، وألجُّ دهاليز الزمن الجميل، فأقفز من لحظة الى لحظة، وكأن روحي خرجتْ من جاذبية الجسد، واصبحتُ انسانا شاسعا وكونيا،

في تلك اللحظات، امسحُ عن وجهي الوحل، اتطهر من الافكار الصماء، وارتدي ثياب اللاهوت، فيمتلئ رأسي بالصور،
تشيخوف وسارتر وجيفارا واللافتات الحمراء..... هديرٌ بشريٌ يزحف على اوكار الخلاعة.....هلهولة امي تعانق رصاصات الثوار، وارى ابتسامة حمة يوسف التي تشبه ابتسامة بوذا، تطلُّ من شرفات حدائق القصر،
امرأة جميلة بعينين مخمليتين، شعرها يهطل على ركبتيها، التصقُ بجسدها وتمنحي الشجاعة،
امرأة، لا تملك غير حاسة واحدة هي حاسة الحب
امرأةٌ يا صديقي..............!

بقبضات قوية نضربُ على الحجر،
نضحك ونهتف،
امرأة!!.... امرأة!!.....
تقتحم الليالي الموحشة بحضورها العذب، مجنونة وضائعة، الكلمات من فمها التفاحي تتساقط كقطرات العسل، وتمنحني الرعشة والذهول.

في تلك اللحظات.... لحظات الخلود السريالية، امسك بعناق الزمن، وامعن النظر قبل ان يتبعثر ذلك السحر، اريد ان استحضر الليالي الغارقة بالفوضى، الحياة المثقلة بالتفاصيل، حرائق الغرام وهي تتوهج بالعيون،

من اين يأتي كل ذلك!؟..
أ من هذه القرى الكسولة المتناثرة في الوديان،
القرى التي خاصمتها النجوم والاناشيد والبراري،
بيوتها محشوة بالالوان والعفوية وهواجس الخوف، بيوت هاجعة وساكنة وكأنها في الظلام تتفقد موتاها، والحياة فيها تحولت الى مجرد قبضة من المصادفات؟!.
ام من هذه القمم التي تنذر في وحشتها بالقيامة.. ومن وديانها تتدفق الافاعي التي تلتهم الابتسامات.. ام من تلك الطرق الملتوية التي لا تفضي الاّ الى نفسها؟!..
من اين يأتي كل ذلك؟
أ من هذه الزاوية القطبية والمنسية التي نعيش فيها الان؟!
لا اظنُّ يا صديقي........... انها الاحلام والمعجزات،
وانا كما عرفتني ما زلت احلم.. الحلم المطلق والازلي...
اتوق الى الصخرة، وكيس التبغ، والبندقية الملتمعة والمدهونة بالزيت، وليتقدم العالم بأسره...........!

 

free web counter

 

أرشيف المقالات