| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

                                                                                     الأثنين 31/10/ 2011

 

من مغترب منذ 1991 الى كافة المغتربين الأعزّاء : ( نصيحة فقط )

كــامــــل الـلامي
aliraqi1991@hotmail.com

نسخة منه الى / السيد رئيس الوزراء المحترم للأطلاع على فساد وزاراته رجاءاً !!

أحببت أن أخدم وطني بعدما ولّى الطاغية فتقدمت بطلب الى السيد رئيس الوزراء شارحاً فيه أني خريج جامعة بغداد / بكالوريوس أدب أنكليزي 1981 وأُجبرت على خدمة الجيش كضابط مجند برتبة ( نقيب ) في آخرها ، وفي 16/1/1991كنت أول ضابط قد ترك الموضع الدفاعي مع جنود وحدتي مما أدى الى زعزعة المعنويات لدى جيش صدام وأنكساره وبالتالي أندلاع أنتفاضة 1991 ، وكان الأعلان عن لجوء أول ضابط مع جنود وحدته في كافة الفضائيات العربية والعالمية ، كما أن لي (7) سنين خدمة في وزارة التجارة خلال دراستي الثانوية والجامعية . أرسلت الطلب الى سفارة العراق في أوتاوا /كــنـــــــــــــــــــــــدا ومرفقاً بكافة المستمسكات والوثائق ( الشهادة الجامعية ، معادلة الشهادة من قبل جامعتي ألبرتا وساسكاجوان / كندا ، شهادة الأحوال المدنية ، شهادة الجنسية ، نماذج أجازة لآخر أجازتين في الجيش قبل الترفيع ، صحيفة خط الخدمة في الجيش ومثبت فيه رتبة نقيب مع عقوبات حبس والحمد لله ( لا أنواط شجاعة ولا قِدَم )، هوية اللجوء في مخيم رفحاء ، نسخة من صحيفة كالكري هيرالد الكندية وفيها لقاء مصوّر لحظة وصولي كندا 1995لشرح معاناتنا وأعتقالنا في مخيم رفحاء بالسعودية ، نسخة من نفس الصحيفة لحظة وصول عائلتي للمطار بعد هروبهم من الطاغية 1997وفيها لقاء مصور على الصفحة الأولى ، فيزا اللجوء لكندا ، وثائق ومستمسكات كندية ....ألخ ) وطلبت من السيد رئيس الوزراء أحد أربعة أختيارات : إما (1) إعادة تعييني في التجارة أو (2) تعييني على ملاك وزارة التربية أو (3) تعييني على ملاك الجيش أو(4) إحالتي على التقاعد .. تم إستلام الطلب من قبل الأخوة في السفارة العراقية بكندا( مشكورين ) وأعلموني بأرساله الى رئاسة الوزراء بواسطة وزارة الخارجية ،وبعد أشهر وبينما أنا في سيارتي رنّ الموبايل وظهر أسم سفارة العراق ....قلت خير ان شاء الله واذا بالأخوة يُبلغوني بأن مجلس الوزراء خاطب وزارة الدفاع الفتية التي تأسست 2005 وردّت عليهم بأن لاتوجد لديها أي معلومات عنّي !!! قلت لكن الوزارة تأسست في 2005 وكل وثائق الجيش السابق في مديرية شؤون المحاربين في زيّونة ، ثم نصحني الأخ بالسفارة بمراجعة الدوائر في بغداد شخصيّاً . وبعد أشهر أتصلت بي السفارة مرة أخرى لإعلامي بورود كتاب وزارة الهجرة والمهجرين لأبلاغي بالعودة للحصول على كافة حقوقي المفروضة لي ( قطعة أرض ، مبلغ منحة وقرض ، وأعادتي لوظيفتي ) .......وجاء أمر ربّي وعزمت وتوكلت ثم لحبيبتي بغداد وصلت وفي المطار للخاوة أعطيت لبلطجية المطار كما بالأمس ذكرت ، وفي الصباح لمديرية الهجرة ذهبت وبعد الأنتظار قابلتها فسألت ( منين جاي ؟؟) قلت من كندا ...وبأبتسامة وضحكة بغدادية قالت ( شكو جاي للضيم يمعَوّد أكو واحد يعوف الجنة ويجي لجهنّم ؟؟) ، قلت لها نار الغربة أشد حراً لو كنت تعلمين ،ثم بدأت بمعاملتي (مشكورة )وطلبت تأييد سكن ولكوني مغترب أفتقد لركنين من(( الأركان الصدّامية الأربعة )) وهذه الأركان هي عنصر أساسي لكل معاملة بأيّ دائرة حكومية !!( لا زالت حكومتنا على آثار الطاغية تسير وبأوامره تعمل ) ، طلبت التأييد من رئيس المجلس بالبياع ( أبو أحمد )فطلب (200 )دولار رشوة ، المهم حصلت على التأييد من منطقة أخرى وعدت لأنجاز المعاملة فطلبوا مني تبديل شهادة الجنسية القديمة بحديثة !! ذهبت الى مديرية الجنسية في الكرادة مستصحباً معي تأييد سكن من المجلس مع الأركان الأربعة الخاصة بأخي ، وقام ( العارضحالچي ) بأنجاز الفايل ثم أخذته ودخلت على الملازم محمد ،قال أذهب الى الطابق الثاني (للفحص بالكمبيوتر ) وعُد لي . ذهبت فلم تجد السيدة الموظفة لي أي معلومات وكتبت على الأضبارة ( لاتتوفّر أي معلومات ) !!!! ثم عدت للملازم محمد فنظر لي وقال ( شغلتك عويصة تحتاج أقل شي أسبوعين ولو تصير لو ماتصير !! قلت (هذه شهادة الجنسية القديمة وهذه شهادة أخي شنو المشكلة ) قال مثل ما أخبرتك أو.... وأنت بكيفك عاد (عرفت أنه يطلب رشوة )، تركته ودخلت على السيد الرائد ومع أبتسامة لطيفة كتب على الأضبارة وقال أنتظر ..قلت كم يوم ؟؟ ضحك وقال أقل من ساعة أخي !!!!!!! وفعلاً استلمتها خلال نصف ساعة فقط !!( كن نزيهاً وصادقاً يا من تحمل إسم الصادق الأمين ) .وتمّت معاملتي في دائرة الهجرة والحمد لله (( وتيتي تيتي مثل ما رحتي إجيتي ...قالوا ذنبك أنك وُلِدت في بغـــداد للأسف أهل بغداد ما لهم أي شي الآن !!! الله وكيلكم هلسوني هلس وما حصّلت منهم ولا فلس !! )) ،طلبت كتاب تأييد لوزارة التجارة لأعادة تعييني فطلبت الهجرة مني استنساخ أضبارتي ب( 25 ) ألف دينار بمكتب مقابل الدائرة لأرسال الأضبارة مع كتاب تأييد لوزارة المهجرين يطلبون منهم تزويدي بكتاب تأييد لوزارة التجارة ( روتين قاتل ) .وفي الوزارة حصلت على التأييد بعد أسبوعين وبعد صراع مع كاتب الصادرة ( سعّودي ) أخذت الكتاب وذهبت الى حسينية المواد الغذائية في ( وزارة التجارة ) وفي الباب الرئيسي أربعة أكبر صور للصدريْن والصدر الثالث والأمام علي (ع) ( كانت بالأمس في الباب صورة واحدة فقط للطاغية المقبور فأصبحنا بأربعة صور قابلة للزيادة في بلد الهرج والمرج ) . المهم دخلت الباب بقدمي اليمنى لأنال البركة فقال موظف الأستعلامات أعطي رشوة تمشي شغلتك وشغلتك يم فلان !!! ذهبت لفلان فقال (( أعتقد گالولك آني صريح وحتى المفتش العام أخبرته أني آخذ من المراجعين مصرف تكسيات ويعلم الرجل )) قلت أستلمت الرسالة في الأستعلامات ، فأُجبرت على إعطاء الرشوة ( 200 ) دولار( طبقاً لفتوى 2011 ...رحم الله الراشي ولعن المرتشي ) لأنهاء معاملتي وما أنتهت !!! ثم ذهبت الى وزارة الدفاع بخصوص كتابهم وخدمتي بالجيش وتكلّمت مع عقيد ركن ومقدّم ركن وحينما قلت أني كنت نقيب في 1991قال لي المقدم الركن (( العفو سيدي كل معلومات الجيش السابق في شؤون المحاربين بزيّونة !! قلت أعلم ذلك لكن صحّحوا كتابكم بكتاب ملحق لمجلس الوزراء ، قال عادي مراح يهم !!!)) ،ذهبت الى زيونة وراجعت مديرية شؤون المحاربين وسألت أحد الموظفين أين مراجعة الضباط ؟؟ قال ذلك الشباك وأشار اليه تقدمت من الشباك واذا به ضيّق جداً فأقترب أحدهم وشرحت له حالتي ولجوئي لقوات التحالف وقلت له الآن عدت وطلبت منه أيّ معلومات عنّي فقال ( شكو جاي مدا تشوف لاكهرباء ولا ماء ولا خدمات ولا قانون والبلد ضايع ؟؟؟ ) قلت أرحم من الغربة ،ثم قال أذهب الى الطابق الثاني شغلتك يم أبو مصطفى ، ذهبت لأبو مصطفى وسلمت عليه وقدّمت له أوراقي فقال أنتظر قليلاً ...أنتظرت وطال أنتظاري فجزعت وهو لازال منشغلاً بقراءة وتهميش كتب ورسائل والتحدث للموظفين ، دخلت على مديره العقيد الجالس في مكتبه الزجاجي ليراقب موظفيه وقلت أستاذ أنتظرت طويلاً والموظف لم يقرأ طلبي .. فأرسلني الى الآخر ..قرأ الموظف طلبي وأعادني لأبي مصطفى ثانية ضحكت قهراً وأخيراً بدأ الموظف بقراءة طلبي ثم جاء السيد العقيد وأشغل الجميع بأستفتاء (( ياجماعة أريد أجيبلكم تلفزيون بالغرفة فمن يوافق ؟ فحصل على تصويت بالأجماع ثم قال : بس محتار وين أخلّيه لأن غرفتكم صغيرة وبدأ الموظفون أقتراحاتهم غير مبالون بمغترب أشتاق وعاد لحضن وطنه !!. وأخيراً أنطق الله الموظف وقال (( لا أستطيع تزويدك بأي شيء الا أن تأتيني بكتاب من وزارة حقوق الأنسان يُبيّن أنك حيّ تُرزق ويبيّن موقفك مفقود لو أسير أو شهيد !!!!! )) قلت زوّدني بكتاب اليهم ، قال ما تحتاج !!! ذهبت الى وزارة حقوق الأنسان في نهاية شارع النقابات .. وصلت الباب واذا بشجار في باب الوزارة بين شرطي حرس الباب وأحد المراجعين وأخذ الشرطي يتهدد بسلاحه قائلاً (( چا أنت تهددني بعشيرتك وتگولي محمّداوي ؟؟ اليوم الاّ أسويها عشاير بالعباس ها ..چا آنه گليّل ؟؟ اليوم لو كاتل لومكتول بالحسييييييييِن )) وجاء ضابطه وتوسّل اليه فلم يُبالي وهو يُشهر سلاحه ويتهدد ، تركتهم ودخلت وأنا أسأل حتى أرشدوني الى الطابق الأرضي ( البيسمنت ) Basement نزلت الى الغرفة وسألت موظف الكمبيوتر وقبل أن يفحص قال منين جاي فأخبرته وردّ ( شكو عايف الماء والكهرباء والخضراء والوجه الحسن وجاي )!!!ثم قال لا أستطيع تزويدك بأي كتاب الا أن تأتيني بكتاب من شؤون المحاربين !! ( عجيب أمور غريب قضية :لا أبو شؤون المحاربين يعطيني كتاب ولا أبو وزارة حقوق الأنسان ( المعدوم ) يعطيني كتاب ثم هو وين الأنسان حتى معينيله وزارة وحقوق ووووألخ ) ، خرجت من الغرفة فأنقطعت الكهرباء الوطنية وتحول الطابق الأرضي الى ظلام دامس لعدم وجود شبابيك فأخرجت مصباحي اليدوي لأنارة طريقي للخروج من بحر الظلمات . المهم قمت برحلة مكوكية بين الوزارة وشؤون المحاربين ولم أحصل على حرفٍ في كتابِ وكم تمنيت حينها لو أن عفريت من الجن تكرّم وقال (( أنا آتيك بالكتاب قبل أن يرتد اليك طرفك ))!!! وأخيراً قال مدير الميرة اللواء الركن ( شغلتك يم رئيس الوزراء والحل بيده ( راد يوزعني )) فغادرت !! المهم راجعت وزارات الصحة والهجرة والداخلية والدفاع والتجارة وحقوق الأنسان ( المعدوم ) والنقل والمواصلات والأتصالات وما وجدت الا الفساد المقصود !!. ولا زلت أبحث عن نفسي في سجلات وطني المكبّل بسلاسل وقيود !! فأنا الحي الموؤود ...وأنا المفقود الموجود...في كندا جسد ....والروح عشقت بغدادَ وبحثت عن نفسها فما وجدت سجلات ولا قيود ...عانقت حبيبتي المصابة بسرطان الجدار العازل فبكت وقالت.... ولّى فرعون وأصحاب الأخدود ....وجاء ثمود في اليوم الموعود ...فقطّعني بجدرٍ الى أقاليم وحدود والناس عليهم شهود . شكوت أمري لله الودود ولوطني الحبيب ولحبيبتي وآسرة قلبي بغــــــــــــــــداد القداح والورود التي ولدتني على تراب كرخها وكبرت وعشقتها فجُننت بها . ولاأعلم حين الوفاة هل سيُستقبل جثماني الممدود ويُدفن في أرض آبائي وأجدادي أم سيُرفض وعلى متن نفس الطائرة سيعود ...لعدم توفر المعلومات لدى الذين في الخضراء نيام وقعود !!! وألف تحية لشعب ليبيا الأبي الذي رفض الفساد والذل وكافح وضحّى من أجل الحياة ... واذا الشعب يوما أراد الحياة... فلا بد أن يستجيب القدر . ولا يغير الله ما بقوم حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم .... فمتى نغيِّر ليُغيِّر الله ما بنا ؟؟؟

 

31/10/2011

 

 

free web counter