| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 31/5/ 2012

   

الحزب الشيوعي العراقي .. رهان المستقبل

سجاد سالم حسين

امتاز الحزب الشيوعي العراقي بجماهيريته فهو مصداق لما ورد في مقدمة برنامجه "حزب الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين وسائر ابناء وبنات شعبنا من شغيلة اليد والفكر" يندرج تحت هذا العنوان العريض اطار عام يسع كل مواطن وهو ما يجد تفصيله في المادة الاولى من النظام الداخلي للحزب حيث نصت بان "الحزب اتحاد طوعي لمواطنات ومواطنين يجمعهم الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين والجماهير الكادحة وعن الحقوق والمطالب الوطنية لسائر فئات الشعب ..." وفئات الشعب بحقوقها وكرامتها وحرياتها هي المستهدفة في نضال الحزب وهي المستهدفة لاشراكها في المجال العام والدفاع عنها من كل اشكال العسف والكبت والقهر .

فمهما كان حجم جماهيرية الحزب ومهما قضمت من جرف جماهيريته الازمات السياسية او سياسات النظام البائد او الصراع الطائفي بقيت الجماهير في صلب نضاله فجماهيره لم تكن يوما ما جاهزة ولم يخدعها بشعارات رنانة فاقدة لمضمونها الانساني والنضالي او خطابات فارغة تبحث عن ثغرات في وعي المواطن مستغلة ظروفه الصعبة لتتزاحم في مزايدات سياسية مزيفة .فقد لامس برنامج الحزب آلامهم وآمالهم فكانت وحدة النضال بينهما شرطا لتحقيق مكتسبات وطنية مهمة في تاريخ العراق المعاصر ورهانه كان دوما على وعيها واستعادته وزجها في ميادين العمل السياسي والوطني الديمقراطي ، قادتها عواطف ممزوجة بامال عريضة وعمل دؤوب وفكر خلاق لتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية ، فبذل الحزب جهدا عبر تاريخه في نشر برامجه وكانت نتيجة عمل ميداني وفكري وجد تاريخ ظهور الحلقات الماركسية الاولى وبواكير ظهور الفكر الاشتراكي والتقدمي في العراق ترسخ بنضال الشيوعيين الرواد الذين من عزمهم استمد الحزب ارادته في الدفاع عن الشعب وتحقيق منجزاته .. فكما هو مدرسة وطنية عابرة للطوائف والاثنيات بقي مدرسة فكرية حرص على اغناء ثقافة اعضاءه وتطوير معارفهم فادخلها كواجبات لاعضاءه في نظامه الداخلي "يسعى العضو الى تطوير مداركه بالمعارف الماركسية ويحرص على الارتقاء بثقافته العامة واغناء معرفته بتاريخ الحزب والطبقة العاملة والحركات الوطنية والديمقراطية في العراق والعالم " ..

لا يثنيه تشفي البعض في الانحسار النسبي اليوم في جماهيريته نتيجة للارث الشمولي للنظام البائد والتشوهات التي تركها في نواحي الحياة الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومشاغلة المواطن حاليا بمتوالية ازمات مفتعلة ومحاولات لتصفير البدائل الديمقراطية باختلاق صراع وهمي حول الهويات الفرعية في المجتمع ..

الحزب حينما ينبذ سياسات الصوت العالي ويافطات خداع المواطن وممارسات اقرب للفهلوة منها للعمل السياسي والانتفاع من المال العام لكسب الاصوات لادراكه مهام المرحلة الراهنة وتعقيداتها والعبء التاريخي الذي ينوء به من اجل توطيد واستكمال البناء الديمقراطي وترسيخه بما يضمن اقامة دولة القانون والمؤسسات الدستورية والفصل بين السلطات وتأمين استقلال القضاء وتصفية كل مظاهر التمييز والنزعات الشوفينية والتعصب الديني والقومي والمذهبي التي افرزها النظام الديكتانوري وحروبه وفاقمتها سياسة الاحتلال وقوى الارهاب والسياسات الخاطئة التي مارستها القوى المتنفذة في اعادة بناء مؤسسات الدولة ونبذ نهج المحاصصات والتوظيف السياسي للدين وانهاء مظاهر الاستقطاب الطائفي وتكريس الوحدة الوطنية وسعيه لتعديل الدستور باتجاه تعزيز مضامينه وجوانبه المدنية والديمقراطية .

فسياسته نحو تمكين المواطن العراقي ارادة الاختيار والتعبير عن رأيه وفهم حقوقه والدفاع عن حرياته العامة والخاصة مع ادراك ان الوعي بهذه المفاهيم لا يقود المواطن نحو طريق واحد مطلقا فيميز في برنامجه بين نوعين من الازمات التي يجب معالجتها "والتشخيص الدقيق يضاعف فرص المعالجة " ويواجهها حاليا المجتمع والاقتصاد الاولى موروثة عن النظام السابق وسياساته وحروبه التي اذا ما تركت بدون معالجة شاملة فلا بد ان تحصد الاجيال القادمة قيمها وتكرر مأسيها والثانية مستحدثة كرست النهج السابق وساهمت في تعميق موروثاته افرزها الاحتلال وانهيار مؤسسات الدولة والتناقضات والصراعات الجارية حول اعادة بناء الدولة واتجاهات مضامينها وتطورها وفشل القوى المتنفذة في عملية البناء الديمقراطي وانشغلت بصراع استنفذ كثيرا من قدرات الوطن والشعب حول المنصب والمال وصولا الى "بزنسة السياسة " وتطييف المجتمع لمصالح ذاتية وفئوية ضيقة ..

ويتوجه الحزب لتحقيق اهدافه باقامة تحالف اجتماعي سياسي واسع يضم الفئات والطبقات الاجتماعية والقوى المؤمنة بالديمقراطية والياتها وبالعدالة الاجتماعية لبناء الدولة المدنية الديمقراطية . فرهان المستقبل على امتداد التاريخ قرين العمل الجاد النزيه والمثابر وتطوير تنمية العامل الذاتي وانضاج شروط تحقيق اهدافه ومهماته ففي رحم اليوم غد جديد والمستقبل يخيب امال من لا يبصره ومن ادمن مشاغلة شعبه ويحاول اجهاض ارهاصاته الواعدة بقمع رفضه الشعبي وحركته الاحتجاجية ..وفي الحياة ما يكفي لليقين بان المستقبل لمن يؤمن به ويعمل من اجله .







 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات