| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                 الثلاثاء  3 / 9 / 2013

     

من سهل أربیل إلی پشتئاشان

عبدالله پۆلا
ترجمة: نجاة خۆشناو
تصحيح : أبو سعد/اعلام

مختصرات
- حشع: الحزب الشيوعي العراقي
- حدك والبارتي: الحزب الديمقراطي الكردستاني
- أوك: الاتحاد الوطني الكردستاني
- حشك: الحزب الاشتراكي الكردستاني
- حدكا: الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران
- ق. م: القيادة المؤقتة
- جوقد: الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية
- جود: الجبهة الوطنية الديمقراطية
- هريم: قيادة منطقة تخص الحزب الاشتراكي الكوردستانى
- لق : بمثابة سرية
- كه رت: فصيل
- القاطع: القيادة السياسية والعسكرية لقوات الحزب الشيوعي، وكان هناك ثلاثة قواطع (أربيل، سليمانية وكركوك، بادينان)
- الملبند: مركز تنظيمات الاتحاد الوطني

(8)

بسبب الحرب والاقتتال بين الاطراف من جهة واعتداءات قوات صدام على القرويين من جهة ثانية فأن الوضع اصبح صعبا في المناطق المحررة، لذا اضطررنا إلى اخفاء السيارات في اكثر الأحيان والتحرك مشيا على الاقدام وبحذر شديد اثناء تجوالنا في المنطقة. وفي تلك الاجواء الصعبة كنا في سهل أربيل والقرى الواقعة غرب كويه، وسمعنا عن مظاهرات طلبة جامعة صلاح الدين.

عندما كانت قواتنا المؤلفة من (البتاليون 5 وبتاليون 21 وبتاليون 31) في المناطق القريبة من أربيل، وبعد توقيع قيادات الاحزاب اتفاقية خورخور قررت القيادة العسكرية لقاطع أربيل ولمساندة انتفاضة طلبة جامعة صلاح الدين بنقل المعارك إلى داخل مدينة أربيل مركز الحكم الذاتى الكارتوني.

بمناسبة العيد الـحادي والخمسين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي فى 31 آذار 1983 كان قد جرى استطلاع مكثف للمدينة فتقدمنا على ثلاثة محاور إلى داخل أربيل منفذين العمليات العسكرية التالية :

1- ضربنا سيطرة أربيل – كركوك وتم الاستيلاء عليها، لكن أحد الجرحى من مرتزقة النظام كان يقاوم داخل البناية ا فجرح الرفيق ملازم كارزان. تمكننا من السيطرة على جزء من السيطرة ولم نتمكن من الاستيلاء عليها بالكامل.

2- تحركت مجموعة أخرى إلى عمق مدينة أربيل، إلى حي اسكان لضرب مرتزقة النظام، وقامت بتأديب اثنتين من كوادر البعث بصفة مشرفين تربويين في تربية أربيل من سكنة محلة الجمهورية واللذان كانا يقومان بأذى الطلاب والأساتذة بسبب انتماءاتهم السياسية غير بعثية.

3- والمحور الثالث؛ انتظار أن تتقدم القوات الحكومية للمساندة، فنصبنا كميناً عند مدخل شارع أربيل - كركوك، بين محلتى مهاباد واثنان وتسعون، مقابل كلية الشرطة حاليا. وتم التصدي للقوة القادمة لمساندة القوات الحكومية على شارع كركوك، وتشتت تلك القوة و لم تتمكن من لم شملها حتى الصباح.

وكانت معركة حقيقة داخل مدينة أربيل التي تمثل ثقلا كبيرا لدى النظام الصدامى لكونها مركز الحكم الذاتى.

وكانت الجماهير، خاصة بعد الاحداث الدامية للاقتتال الاخوى بين الاطراف، متشوقة لسماع أخبار نشاطات البيشمركة خصوصا الطلبة لمساندة انتفاضتهم الباسلة بوجه الطغاة داخل مدينة أربيل.

بعد اسبوعين من تلك العملية البطولية وقبل ان تتفرق القوات المتشكلة من البتاليونات الثلاث، قررت القيادة العسكرية مرة اخرى بالدخول إلى مدينة أربيل. فتقدمت قوة إلى داخل مدينة أربيل في احياء القريبة من الجامعة احياء 92، مهاباد، آزادي وصولا إلى شعبة الفاروق لحزب البعث وبعدها استولينا على 12 سيارة لاندكروز رباعية الدفع، وتمكننا من ايصال 6 سيارات منها إلى المنطقة الامنة.

وهكذا استمرت العمليات البطولية في العديد من المدن والأقضية والنواحى والقصبات وسطر البيشمركة الملاحم البطولية وكانت عزلة النظام تزداد بين اوساط الجماهير. وبسبب عدم قدرة النظام على التصدي للعمليات الانصارية البطولية، فبدأت العمل على نشر التفرقة بين الاحزاب.

بعد هذه الفترة العصيبة ربما كانت قواتنا في حالة شبه اتفاق مع الاتحاد وكان أحد بنود اتفاقية خورخور يتضمن تفرق هذه القوات وإرجاعها إلى مناطق عملياتها الاصلية. ولهذا بدأت القوات المتجمعة بالتوجه إلى مناطقها السابقة، وبقينا نحن في سهل أربيل.

الاخبار الواردة من باليسان تؤكد سوء العلاقة بين اطراف جود والاتحاد الوطني.. الرسائل بين ابو حكمت (يوسف القس) مسؤول قيادة قاطع أربيل للحزب الشيوعى وبين المكتب السياسي، تؤكد نوايا الحزبين الاشتراكى والبارتي بالسيطرة على مقر الملبند الثالث للاتحاد قي باليسان. ويطلب ابو حكمت من المكتب السياسي للحزب الشيوعي موقفاً من المشاركة أو عدمها. وعندما رد المكتب السياسي بعد التدخل في الصراع والاقتتال، وبالعديد من الحجج والبراهين في آخر رسالة للمكتب السياسي رد ابو حكمت؛ بأن وجودهم في المنطقة يكون في غاية الصعوبة ان لم يشاركوا بالهجوم مع الاشتراكى والبارتي. وعندها يطلب المكتب السياسي باتخاذ أي موقف حسب ما تتطلبه الظروف، أي بمعنى أن يكونوا أحرارا في اتخاذ القرارات مع الحلفاء في جود بالمشاركة معهم، في الهجوم على باليسان.

ليلة 27،28/4/1983 بدأ الهجوم من قبل الأطراف الثلاثة على باليسان، وسيطرت قوات جود على الملبند الثالث للاتحاد الوطنى.

وضع مخططات الاستلاء على بشتأشان
بسبب أن الكثير من قيادات الاحزاب الكردية من الشيوخ والاغوات و رجال الدين، نراهم يفكرون بمسألة السلطة، سيما وأن هؤلاء، كانوا قد اشرفوا على الثورات الكوردية في الكثير من فتراتها، لذلك كانت القرارات المصيرية والمهمة بيد تلك القيادات، ونجد لدى هؤلاء سلوك وسياسة المساومة والتنازلات لأعداء الشعب. فالعدو كان يحاول دائما الالتجاء إلى الالاعيب الخبيثة من اجل بث الفرقة بواسطة رؤساء العشائر، لأن أرضاء رئيس العشيرة تعني أرضاء ابناء العشيرة كلها. وكان عدد كبير من الفلاحين يصفون الأغا بشتى تسميات التعظيم والإطراء والمبالغة إلى حد الذى يقدر على منح الخير والبركات!! لكن الذي نعرفهُ وفهمناهُ من شخصية الكاريزما، بأن الشخص الذي يحاول دائماً ان يخدم شعبهُ ويناضل من أجله، يضع مصالح شعبهُ فوق كل المصالح ولا يطمع بأي شيء لنفسه، مثل شخصية ( المهاتما غاندي ونيلسون مانديلا) أي على العكس مما كنا نجد عند الطاغية (صدام ونظامه) إذ كان يلجأ إلى الرعب والاستبداد وإرغام الشعب على رفع صوره لكي يظهر بأنهُ البطل والمحرر والمخلص، في حين انه كان مجرد دكتاتور متسلط.

استطاع (صدام وأتباعه من الاستخبارات) ان يقوم بتجزئة وتقسيم المجتمع الكوردي، من خلال تنمية النهج العشائري ومنح رؤساء العشائر شتى أنواع الامتيازات والمناصب. لذلك رأينا تشكيل أكثر من( 500) من الأفواج الخفيفة (الجحوش) (1) والمفارز الخاصة، ووتشكيل الأولوية والإشراف عليها من قبل رؤساء العشائر الذين كانوا يساومون على مصالح الشعب وأهدافه المشروعة. وبدلاً من المجابهة في حرب مع قوات البيشمركة، شجعوا وطبقوا سياسة التفرقة ليقاتل البيشمركة اشقاءهم البيشمركة ( أي اقتتال الأخوة) بدلاً من مجابهة العدو الستراتيجي. منذ تأسيس الدولة العراقية في العشرينات من القرن الماضي هدمت القرى الكوردية الامنة اكثر من عشر مرات، وأعاد اهلها اعمارها مرة تلو الأخرى. فأشجار البلوط المعمرة التي ثبتت حذورها في المناطق الجبلية، صمدت أمام حملات الحرق والهجمات التخريبية، أصبحت شاهد اثبات تاريخي لأجيال المستقبل.

هذا بالإضافة إلى التدخلات الاقليمية والدولية، من قبل ايران وسوريا وتركيا التي تريد ان تبقى الحرب مشتعلة في المنطقة لسهولة امرار الصفقات. ولضعف المستوى الثقافي لدى بعض المسؤولين، صار واحداً من الأسباب التي سهلت شراء ذممهم من قبل أعداء الشعب الكوردي،. إضافة إلى شتى التدخلات السياسية.

كانت اساليب المخابرات والاستخبارات العراقية الماكرة تسعى إلى خداع البعض؛ مثلا محاولات (نبش قبر البارزاني)(2) وإخراج رفاته من قبل عملاء نظام البعث المقبور. رأينا كيف وجهت اصابع الاتهام إلى (حدكا) الإيراني، مما أدى إلى جولات عديدة من الاقتتال والمصادمات ذهب ضحيتها الكثير من ابناء الشعب الكوردي المخلصين. تلك بعض من السياسات التخريبية التي طبقها النظام من اجل تشظي القوى الكوردستانية المناضلة و زرع التفرقة و العداء فيما بينهم.

كل تلك الظروف غير الطبيعية والمخيفة كانت صنيعة أيدينا، حيث وضعت كوردستان تحت رحمة اعداء الشعب الكوردي بسهولة، من خلال مطحنة (حرب واقتتال الأخوة) فأصبحنا عاجزين أمام تحقيق أدنى حقوق شعبنا، باعتبارها قضية سياسية و مشروعة و تعريفها و توصيلها إلى جميع أرجاء العالم. لقد كانوا ينظرون إلى هذه القضية الاساسية بأنها مشكلة داخلية فقط.

بعد جولة من الاحتراب الداخلي في شباط عام 1983 بين الجهات الكوردستانية، تم التوقيع على معاهدة (خورخور) من اجل منع اتساع و انتشار رقعة المصادمات ووضع حد لنزيف الدم وحفظ أرواح ما تبقى من أبناء شعبنا المخلصين الثوريين الذين عزموا على محاربة الدكتاتورية و تحرير الشعب. ومع هذا و بعد مرور شهرين،بتاريخ 28/4/1983 اتسعت رقعة الصدامات و الاقتتال فوصلت الی مقرات القيادة / مركز اربیل فی (بالیسان) وبعد یومین الی مقرات القيادة في (بشتئاشان).

اجواء من الكآبة‌ والحزن انتشرت بين تنظيمات القوى الثورية والمجتمع الكوردستاني، وبدلاً من ان نضع حداً نهائياً لانفعالاتنا وغضبنا والتوجه نحو انقاذ وتخليص شعبنا من قبضة الدكتاتورية وظلمها، اتخذنا طريق التفرقة والتشرذم والاقتتال.

(مصطفى حسن ﮔﮫوره) الذي كان في تلك الفترة أحد أفراد بيشمركة الاتحاد الوطني، كتب في جريدة (كوردستان بوست) قائلاً :
"في صبيحة يوم 18 نيسان 1983، أنا والشهيد مصطفى سولتاﻧﮫويي وسمايل ورتي، كنا مع القيادي (برايم جلال) الذي كان في تلك الفترة عضو ملبند في اللاتحاد الوطني، انطلقنا من مقر المركز في ورتي نحو- وادي خانقاه- وفي اليوم التالي رجعنا إلى ورتي، وعندما كنا نسير في طريقنا سألت كاك برايم: ما سبب هذه الزيارة المستعجلة؟ وأجابنا بهدوء قائلا: أرجو عدم افشاء ما أقولهُ لك، (في هذه الفترة ستشهد المنطقة قتالا كبيرا."

ويبدو انهُ قد تم وضع مخططات ذلك القتال مسبقاً. قيادة الاتحاد الوطني هي التي وضعت مخطط الحرب والهجوم، وتم تكليف - نوشيروان مصطفى- لقيادة تلك الحرب.)

بعد السيطرة على ( باليسان)، كانت هناك رسالة (3) من (نوشيروان مصطفى) إلى ملازم كريم مسؤول مركز أربيل للاتحاد، حيث كشفت تلك الحقيقة، التي تؤكد بأن الاتحاد الوطني لديه نية مبيتة واستعدادات تامة من أجل الهجوم على مقرات أحزاب جبهة (جود).

بعد معاهدة وقف اطلاق النار في نيسان 1983، قام الاتحاد الوطني بقيادة نوشيروان بجمع قوات كبيرة في ( نيوزه نك)، لكي يقوم بهجوم مباغت، حيث كانوا عائدين من مناطق أربيل وشارزور وكرميان ومناطق أخرى، وكانوا في أفضل الأحوال من ناحية الملابس والأسلحة الجيدة من نوع (ار بي جي) و(بي كي سي) كذلك أسلحة ثقيلة ودوشكا وراكال وهوكي توكي وتلك الاسلحة والمعدات الضرورية كانت قليلة ونادرة عند قوات البيشمركة.

بعد تجميع القوات بهدف الدخول إلى حدود مركز أربيل، وكما جاء في رسالة نوشيروان المرسلة إلى سيد كريم مسؤول مركز أربيل، يظهر بأن وصول خبر السيطرة على (باليسان) إلى قوات نوشيروان، جعلته يقرر مباشرة بتغير مسار وطريق هجومهم نحو مقرات قيادة ( جود) في (بشتئاشان).

هذا الجيش الكبير الذي قام تجميعه (نوشيروان) يتكون من: (تيپي) 78 و61 كاروخ، تيپ اسوس، تيپ (باله‌ك) بقيادة (حسن كويستاني)، تيپ مامه‌نده‌، تیپ المركز الثالث بقيادة ازاد هورامي، قوة كرميان في جناح (بولى)، قوة الحماية في (ناوزنك)، القوات الخاصة التابعة لـ (نوشيروان) في جناح (كاني كاتوان، كردي كازى، سه رى ساوين، بقايا تيپ ( صدرالدين وقادر اغا وجوتياران).


1- الجحوش: تسمية قديمة لمرتزقة النظام غير النظاميين من العشائر الكوردية، وكان عددهم يتراوح 500 الف مسلح، مهمتهم اسناد الجيش الصدامي ومعاونتهم في الهجمات التى كانت يقوم بها النظام ضد البيشمركة وأهالي القرى العزل. في بداية انتفاضة 1991 وبعد تحرير مدن كوردستان صدر بحقهم عفو عام من قبل قيادة الجبهة الكوردستانية، التى كانت تتكون من ( 8 ) احزاب، وصدر الحكم بحق من ارتكب جرائم خصوصا في فترة الانفال والتى راح ضحيتها 182 الف مواطن كوردي.
وهناك قائمة تتضمن اسماء 258 من رؤساء الجحوش المتهمين بجرائم الانفال، ويتمتعون الان بالحصانة لدى الاتحاد والبارتي.
2- الذي قام بنبش قبر مصطفى البارزاني هو (رائد كاكل) محافظ السليمانية حينذاك وقتل اثناء انتفاضة شعبنا في اذار 1991 ، لكن اصابع الاتهام وجهت إلى حدكا الإيراني. ونتيجة ذلك حدثت صدامات مسلحة بين الطرفين، ادت إلى تخلى حدكا عن الكثير من المناطق في شنو ونغده بعد الهجوم عليهم من قبل قوات البارتى بمساعدة الباسدار والارتش الايراني.
3- جزء من رسالة نوشيروان إلى ملازم كريم...( انت تعرف رأيي، أنا لست من المؤيدين لحرب طويلة الامد وبدون برنامج مع الجهات الاخرى. نحن لا نربح منها. بينما الاخرين يربحون. أنا من المؤيدين للقيام بالاستعدادات ووضع برنامج تصفية والمباغتة والحسم وإنهاء القتال في فترة قصيرة. القتال في ده شت ﻫﮫولير استغرق وقتاً طويلاً، لان الجهة المقابلة قد قامت بالاستعداد مسبقاً، فلم تكن هناك تصفية. لقد تحدثت عن طريق جهاز اللاسلكي مع ( كاك علي) وجميع الاخوة وسألتهم: نحن نستطيع أن نجعلهم في فترة بضعة أيام مثل ( لاك)؟ مختصر(لشكرى شورشكيرى كوردستان) أي (الجيش الاسلامي الكوردستانى) بمباغتة سريعة سيطر الاتحاد على مقراتهم وجميع الاسلحة اللتي ساعدتهم بها ايران.
وعلى هذا الاساس ولكي نستطيع القيام بالهجوم على مقر قيادة ( حسك) و( حشع) عن طريق قوات المركز الثالث و( تيب اسوس) وبقايا ( تيب صدر الدين وقادر اغا والفلاحين كذلك كل الذين في القيادة في تلك الفترة ( حسن كويستاني) وأحمد مولود الذين كانوا موجودين هنا، من أجل الهجوم في ( ﻜﮫﻟﮫكي باله ييان وكومتان ودولي شهيدان وساوين وبي پالان.


يتبع---




 

free web counter

 

أرشيف المقالات