|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  3  / 5 / 2016                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 


 

لا للتدخل الامريكي في العراق
لا لتدخل دول الجوار في العراق

د. غالب العاني
(موقع الناس)

اكد السفير الامريكي لدى العراق ابان زيارته ولقائه للسيد اياد علاوي في مقره وبحضور السيدة ميسون الدملوجي , بان لديه تعليمات من الرئيس اوباما بضرورة بقاء الرئاسات الثلاث الحالية ودعمها, والا سترفع المساعدات العسكرية واللوجستية من قبل الحكومة الامريكية عن العراق.

هدا هو وجه امريكيا الحقيقي التي احتلت العراق مع شريكتها بريطانيا في 9 / 4 / 2003 وكرست المحاصصات الطائفية / الاثنية / العشائرية المقيتة كمنهج سياسي في حكم العراق , مما وضع القاعدة المادية والظروف المناسبة لارضية الفساد المالي والاداري كحاضنة اساسية وممولة للارهاب والقاعدة وداعش, واسس لكل مبررات التصدع والتخلف والتناحر والصراعات المذهبية والعشائرية والقومية وانتشار الجريمة المنظمة والخطف والقتل على الهوية وانتشار استعمال المخدرات وتفشي الفساد في كل مرافق الحياة.

ان مشروع سياسة المحاصصات الذي يمثل تحالف شيعة السلطة وسنة السلطة وكرد السلطة, بقيادة من يدّعون انفسهم ممثلي الطائفة الشيعية / حزب الدعوة, المجلس الاعلى, التيار الصدري, حزب الفضيلة, بدر, وعشرات المليشيات التابعة لهم/ بتحالفهم الهش مع من يدّعون انفسهم ممثلي الطائفة السنية وكذلك من يدّعون انفسهم ممثلي الشعب الكردي , هدا التحالف المصلحي الرديئ الذي فشل فشلا دريعا وشاملا على كل المستويات الاقتصادية والامنية والسياسية والاجتماعية والثقافية والخدمية والبيئية وقاد العراق وشعبه ـ وما يزال ـ الى مجمل من الكوارث المتعاقبة وادخله في ازمات داخلية وخارجية ما برحت تهدد وحدة العراق وشعبه وتزيد من تمزق نسيجه الاجتماعي والثقافي.

ان الشعب العراقي يعيش الان اكبر واخطر ازمة اقتصادية واجتماعية وانسانية وحضارية في تأريخه المعاصر..

فماذا تريد امريكا وماذا يريد رئيسها ودول الجوار اكثر واعمق من المستنقع الاسن والمأساة التي يعيشها الشعب العراقي بكل قومياته واديانه وطوائفه منذ حوالي عقد ونصف من السنين الضائعة

ان بقاء الرئاسات الثلاث التي تعكس وترمز للمحاصصات الطائفية والاثنية ـ سيئة الصيت ـ وبقاء القضاء المسيس الذي خان العهد على وضعها الراهن يعني بقاء المأساة وتفاقمها واستمرارها, يعني بقاء الفاسدين والمفسدين والمجرمين وحواضنهم وانصارهم.
فهل هذا ما تريده يا اوباما ؟

ان الحراك الشعبي والتظاهرات السلمية لعموم الشعب العراقي المطالبة بالاصلاح الجدري الذي يعتبر اقرار مبدأ المواطنة الحقة هو الهدف الرئيسي والعامل الحاسم للخروج من هذه الازمات القاتلة عن طريق بناء صرح الدولة المدنية ـ الديمقراطية ـ الوطنية, التي تعتمد مبدأ , الدين لله والوطن للجميع, وتستمد قوتها من الشعب العراقي المناضل من اجل اقرار وصيانة حقوق الانسان وحقوق القوميات المتآخية الساعية للحفاظ على الوحدة الوطنية وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعبة...


مطلع ايار 2016
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter