| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 4/4/ 2009

 

نقص المياة في العراق ينذر بكارثة..

بهـاء الموسـوي
Baha970@hotmail.com

لعل من أهم التحديات التي تواجه العراق اليوم بعد التحدي الأمني هو كارثة نقص المياه وتردي نوعيته هو من أهم المخاطر التي تهدد الوضع الانساني والبيئي في العراق ولا سيما في وسطه وجنوبه. وان هذا النقص الحاد وإنخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات لم يؤثر في فقط على الثروة السمكية وعلى الزراعة التي تعتمد غالبيتها من مياه الري عبر النهرين العظيمين فحسب ، وانما على الانسان العادي الذي يحتاج الى كميات كبيرة يوميا للشرب والاستخدامات الأخرى. ناهيك عن ما تسببه هذه الشحة في المياة على البيئة وما لها من تهديد لحياة المواطنين هنا.

أن مشكلة نقص المياه هي ليست وليدة اللحظة ، وهي جزء من المشكلات التي تسبب بها النظام الدكتاتوري البائد فأنه إضافة الى قمعه للشعب واستهتاره بموارده ودخوله حروب لا طائل منها، فانه ساهم بشكل كبير في زيادة معاناة العراقيين ولم يرسم خطط مستقبلية او تقاسم المياه مع دول الجوار ولم يبرم معاهدات طويلة الامد مع تركيا التي ينبع منها نهري دجلة والفرات، فكان يزود تركيا بنفط العراق وبأسعار رمزية دون مقابل. الى أن المشكلة تفاقمت بشكل كبير في السنين الماضية بعد ان قامت تركيا ببناء السدود على نهري دجلة والفرات مما أدى الى انخفاض منسوب المياه فيهما، ولم تحترم تركيا نصوص المعاهدات الدولية. وأيضا قيام إيران بقطع بعض الروافد التي تغذي نهر دجلة بالمياه.

بعد أن سلطت وسائل الاعلام العراقية على النقص الحاد في مياه الشرب في مدينة الناصرية ، أعلن في مدينة السماوة عبر الاعلام المحلي مناشدة للمواطنين بالمحافظة وعدم تبديد المياه لان المدينة بدأت تعاني نقصا ً حادا في مياه الشرب والصالحة للاستعمال المنزلي. وفي غضون ذلك سالنا أحد الموظفين العاملين في دائرة المياه والمجاري في السماوة عن هذا الأمر وهل أن المدينة بالفعل تعاني من هذه الظاهرة فأجابنا بنعم وأضاف ان مدير المياة في دائرة السماوة طلب من محافظة الديوانية القريبة بتعويض مدينة السماوة بالنقص الحاصل من المياه وهذا واضح ان المدينة تعاني شحة في وارداتها المائية.

أن من يقف على أحدى ظفتي نهر الفرات الذي يقسّم مدينة السماوة الى شطرين سيلاحظ انخفاظ منسوبه بشكل كبير وأيضا ركوده وعدم جريانه بشكل اعتيادي وهو ما ينذربكارثة على المستوى الانساني والبيئي. حتى انك لو ذهبت الى سوق السمك في المدينة فانك قد لا تجد سمكا عراقيا ً من النهر، إما انه جاء من إيران او بعض الدول المجاورة أو انها اسماك تربى في أحواض خاصة .

وفي كلمة لوزير الموارد المائية العراقي عبد اللطيف جمال رشيد التي ألقاها أثناء الجلسة المخصصة للوزراء العرب المعنيين بشؤون المياه، التي أقيمت على هامش المنتدى العالمي الخامس للمياه، الذي اقيم مرخرا في مدينة اسطنبول التركية: « أن ظواهر وممارسات خاطئة أسهمت في تفاقم شح المياه إقليميا، ومنها إساءة التصرف بموارد المياه المتاحة، من خلال استخدام الأساليب الخاطئة والقديمة التي تتبعها مختلف القطاعات المائية، خاصة الزراعة والري، في العديد من دول الشرق الأوسط، فلا يزال قطاع الزراعة يستهلك الكمية الأكبر من الواردات المائية لهذه البلدان، بما يبلغ (%80) من تلك الواردات».

نأمل من الوزير والحكومة ان يسارعوا الى إيجاد الحلول المناسبة ليس بالكلام الفضفاض وانما بالممارسات العملية والضغط على تركيا والمجتمع الدولي ، وأن يعالج المشكلة الحقيقية في نقص المياه في بلاد ما بين النهرين.


العراق / السماوة


ادناه بعض الصور التي التقطتها لنهر الفرات في مدينة السماوة جنوب العراق






 

free web counter

 

أرشيف المقالات