|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  4  / 10 / 2019                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 

 

شباب العراق امل المستقبل

د. محمد الموسـوي
(موقع الناس)

انطلقت منذ الاول من شهرا كتوبر الحالي مظاهرات جماهيرية في العديد من المحافظات وجوبهت بالقمع الوحشي الذي ادى لحد الان الى ســقوط 44 شهيدا و1300 جريحا اضافة الى حملة اعتقالات واسعة شملت الالاف من الشباب المتظاهرين للمطالبة بحقوقهم العادلة والمشروعة.

لقد رفع المتظاهرين شـعارات واضحة وناضجة تسلط الضوء على جوهر المأساة التي يعيشها العراق منذ ستة عشر عاما في حكم فاسد مرتشي فاشل عجز عن تلبية حاجات الشعب في حياة حرة كريمة وكان في مقدمة تلك الشعارات المطالبة بإسقاط النظام اي اسقاط نظام المحاصصة القومية والطائفية البغيضة والذي فرضه الاحتلال على البلد منذ عام 2003 هذا الذي شرعن للفساد والنهب والمحسوبية والفشل واختفاء مئات المليارات من الدولارات في حين يغطي السارقين سرقات بعضهم البعض ويواصلوا اصدار قوانين تكرس امتيازاتهم التي ما هي الا نهبا مشرعنا باسم القانون في وقت يفتقر الناس لأبسط الخدمات خاصة حقهم في العمل المنتج والكهرباء والسكن اللائق والتعليم في مدارس لائقة وخدمات صحية ومستشفيات توفر الدواء والعلاج ولقد تغول اخطبوط الفساد بملياراته المسروقة من قوت الشعب وبميلشياته المسلحة المنفلتة والبعيدة عن سيطرة الدولة بل واقوى منها.

ان الحكومة الحالية كسابقاتها عاجزة عن حل الازمة المستفحلة الراهنة او الاستجابة لمطالب المتظاهرين العادلة والسبب هو كون هذه الحكومة قد انبثقت من رحم نفس العملية المنخورة العفنة وجاء تعيين رئيس الوزراء بصفقة مشبوهة مررها برلمان لا يمثل الشعب الذي قاطع ثلاثة ارباعه الانتخابات المزورة وقام رئيس البرلمان بشراء اصوات النواب كما وثق بالصوت والصورة .

انطلقت موجة المظاهرات الحالية بعد عدة اشهر من اعتصام المئات من حملة الشهادات العليا والذين لم تستمع الحكومة لمطالبهم بل واجهتم بالقمع والاعتداء في وقت تهتم كافة بلدان العالم لهذه الشرائح المتنورة والتي تشكل عصب النمو والتقدم ولكن الجهلة والفاشلين المرتشين الذين يحكمون العراق اليوم في غفلة من الزمن ليس بوسعهم سوي الاهتمام بمصالحهم الذاتية الانانية وتجاهل اية خطوة من شانها معالجة البطالة او توفير السكن مثلا وحق عليهم سعار المتظاهرين " بأسم الدين باكونــا الحرامية"

اطلقت الاحزاب الفاشلة الحاكمة سلسلة من الوعود المعسولة قبل الانتخابات الاخيرة وطرح رئيس البرلمان برنامجا يدعي الاصلاح وانتظر الناس سنة كاملة لحد انطلاق المظاهرات املين ان يلمسوا على ارض الواقع اية خطوات عملية تستجيب لمطالبهم التي ليست خافي على احد الا انهم لم يلمسوا غير خطابات انشائية فارغة كاذبة كان اخرها خطاب مساء امس الذي لم يتضمن اية خطوات عملية تستجيب لمطالب المتظاهرين بل كرر من جديد معزوفة تشكيل اللجان التي مل الناس من سماعها واكتشفوا زيفها والا فاين هي نتائج لجنة تحقيق سقوط الموصل وهل تمت محاكمة المسئولين عنها وفي مقدمتهم المالكي واين انتهت لجان التحقيق عن مجزرة سبايكر أو لجان تحقيق شهداء مظاهرات البصرة قبل اكثر من عامين واين واين واين ...؟؟؟

ان التجارب القريبة لتجربة السودان تدلل على ان الشعب وخاصة جيل الشباب يمكن ان يحقق المستحيل عبر مظاهرات سلمية مليونية متواصلة وستنجح بالنهاية في الخلاص من هذه الزمر الحاكمة وحيتان الفساد المستشرية ومليشياتها الخارجة عن القانون ولكن ذلك يتطلب دعم الفئات الوطنية النظيفة من القوات المسلحة حمايتها للمظاهرات والتصدي لقوى الظلام التي تستهدف قتل شبابنا واراقة دمهم فهم يمارسون حقهم الكفول دستوريا وفق كافة شرائع حقوق الانسان وان من واجب كل وطني شريف دعم مظاهرات شبابنا ورفض الاتهامات الكاذبة لهم خاصة وان معضهم بأعمار تقارب العشرين عاما اي انهم لم يدنسوا بادران البعث واوساخ حكم صدام البائد ولا يطالبون سوى بحقوقهم في عيش كريم يضمن حياة لائقة لهم ولعوائلهم.

لقد فشلت الطغم الحاكمة فشلا ذريعا طيلة الستة عشر عاما الماضية في تحقيق اية اصلاحات او توفير فرص عمل في القطاع الصناعي او الزراعي ، ولذا فان كذبة رئيس الوزراء في خطابه يوم أمس من ان عاما واحدا غير كافي لتحقيق اصلاحاته المزعومة لا تنطلي على احد لآنه جزء من المنظومة الفاسدة الحاكمة منذ الاحتلال الامريكي الغاشم وتبوأ اعلى المناصب كوزير للمالية وكذلك وزيرا للنفط ونائبا لرئيس الجمهورية واخيرا رئيسا ضعيفا وفاشلا لرئاسة الوزراء .

ان الجهات المندسة هم القناصون المجرمون الذين يطلقون النار على المتظاهرين السلميين وكذلك العناصر المسلحة المشبوهة التي تقبل الشبان المتظاهرين بدم بارد ويدون اي وازع من ضمير والمطلوب ان تحافظ المظاهرات على طابعها السلمي حتى تحقيق اهدافها في التخلص من الحكم الطائفي المحاصصاتي البغيض والمجلس النيابي المزور ولابد للحق ومظاهرات الشعب ان تنتصر.
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter