| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                     السبت 4 / 1 / 2014

 

 في مواجهة خطة كيري

شاكر فريد حسن

بعد سلسلة من الزيارات المكوكية للمنطقة واللقاءات السياسية والأمنية مع أطراف عربية وإسرائيلية وأمريكية ، هناك طبخة سياسية يحملها كيري في جولته الحالية للمنطقة ، ولا يمكن لأي طرف فلسطيني الموافقة عليها وقبولها ، لأنها بمثابة التفاف على المشروع الوطني الفلسطيني ومؤامرة جديدة لتصفية القضية الفلسطينية . إنها أسوأ من كامب ديفيد وأوسلو ، وتأتي لإنقاذ المفاوضات العبثية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي .

إن ما يطرح من تسوية أو مشروع انتقالي في إطار خطة كيري هو عملية تصفية واستهداف للحقوق الوطنية الفلسطينية ، ومحاولة أخرى لتطويق شعبنا وسجنه داخل دويلة ممسوخة مقطعة الأوصال والجغرافيا ، ومحاصرة بالمستوطنات . وهي خطة تخدم أولاُ وأخيراً الرؤية الصهيونية والمخطط الأمريكي – الإسرائيلي بهدف تكريس الاحتلال وسيادته على الأرض الفلسطينية وشرقي القدس، والتحكم بمصير شعبنا وبمستقبله .

أن المشروع الوطني الفلسطيني يتعرض في هذه المرحلة لمخاطر كثيرة بسبب طغيان التناقضات على المشهد الفلسطيني ، والانقسام المعيب الذي أضر بالكفاح التحرري والمقاومة الشعبية الفلسطينية ، ونتاج المفاوضات غير المجدية . وعليه فإن الرد الوطني والعملي المناسب على خطة كيري يتطلب إنهاض طاقات الشعب الفلسطيني ، وحماية المشروع الوطني الفلسطيني ، وإعادة الاعتبار والحضور الشعبي للقضية الفلسطينية ، محلياً وإقليمياً وعالمياً ، هذا الحضور الذي تراجع بفعل الانقسام والتشرذم وعبثية المفاوضات ، فضلاً عن وضع حد للانقسام المدمر ، وضرورة إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أسس واضحة ، بعيداً عن المصالح الحزبية والفئوية والأجندات الخارجية ، وصياغة برنامج نضالي شعبي وحدوي ، وفق رؤية وإستراتيجية وطنية تندرج في إطار توحيد جميع القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية الديمقراطية والإسلامية من كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني .
إن تحقيق ذلك هو اكبر رد على خطة كيري وجميع مشاريع التصفية التي تستهدف شعبنا وقضيته الوطنية العادله ، وكفيل بتحقيق ما نصبو إليه جميعاً .

أننا لسنا ضد التسوية السلمية القائمة على الحق والعدل والاعتراف بالحق الفلسطيني ، فالسلام الحقيقي هو وحده الذي يؤمن الاستقرار والأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي . وما دام الطرف الفلسطيني ضعيفاً فالأفضل له أن يظل متمسكاً براية النضال والمقاومة من القبول باتفاق ومشروع استسلام سيبقى عاره يلاحق لقرون طويلة .


 

free web counter

 

أرشيف المقالات