| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

الأحد 5/11/ 2006

 

أرشيف المقالات

 

آن الأوان لتغيير اسم الحزب



عادل أمين - استوكهولم

تزامناً مع طرح مشروعي النظام الداخلي وبرنامج الحزب للمناقشة ‘ وقرب انعقاد المؤتمر الثامن للحزب ‘ ساهم ويساهم الكثير من رفاق وأصدقاء ومحبي الحزب الشيوعي العراقي ‘ في إبداء الآراء والملاحظات على صفحات الإنترانيت حول الوثيقتين ‘ وفي سياق تلك المناقشات وإبداء الآراء يتم تناول أمور أخرى مهمة أيضاً تتعلق بحياة الحزب بشكل عام ‘ من تلك الأمور مسألة أسم الحزب ‘ تدور مناقشات كثيرة حولها بين مؤيد للتغيير وبين معارض له ‘ ومن خلال متابعتي للمواد التي تنشر على صفحة الطريق والصفحات الأخرى القريبة من أفكار الحزب ‘لاحظت للأسف ‘ إن أغلب المواد التي تنشر هي للمعارضين للتغيير ‘ ونادراً ما تنشر للمؤيدين له ‘آمل أن لا يكون ذلك من الشوائب التي تعلق بمصداقية التعامل مع الرأي الآخر .
من خلال متابعتي للمقالات التي يعبر أصحابها عن معارضتهم لتغير أسم الحزب ‘ أرصد الأفكار التالية التي يرتكزون عليها لدعم معارضتهم :
ـ الطبقة العاملة العراقية بحاجة إلى حزب شيوعي يدافع عن مصالحها ويعبر عن أمانيها .
ـ كيف ندير ظهورنا لأمجادنا وتأريخنا ولقوافل من شهداء الحزب الذين سطروا البطولات تحت هذا الاسم !
ـ ماذا نقول لعائلات شهداءنا ؟
ـ التغيير قد يؤدي ربما إلى حدوث انشقاق داخل الحزب بين المؤيدين والمعارضين للتغيير !
ـ التغيير قد يـُفسر بأنه هزيمة أمام القوى الإسلامية والمحافظة والرجعية !
ـ تغيير أسم الحزب سيدفع بالمتطرفين والجماعات المعادية للحزب إلى انتحال لاسم الحزب وخدع الجماهير !
ـ عندما خضنا الانتخابات تحت أسم اتحاد الشعب حصلنا على أصواتٍ أقل من الأصوات التي حصلنا عليها عندما خضناها في لجان المحافظات باسم الحزب الشيوعي .
ـ عندما سقط النظام وفتحنا المقرات بأسماء غير الحزب الشيوعي لم يقترب أحد منا ‘ وعندما كتبنا على أبواب المقرات أسم الحزب الشيوعي تدفقت الجماهير بالآلاف على تلك المقرات .
ـ هل ننكر الإنجازات التي حققها الاتحاد السوفيتي وبقية البلدان الاشتراكية ؟
وهلم جرا ... من هذه الحجج والتبريرات ‘ التي أجد في الكثير منها قراءات خاطئة لأفكار الذين يطالبون بتغيير أسم الحزب ‘ فتغيير أسم الحزب لا يعني البتة الانقطاع عن ماضي الحزب وتأريخه النضالي المشرف وبطولاته وقوافل شهدائه الخالدين في المعارك من أجل التحرر والديمقراطية وتصديه للأنظمة الدكتاتورية ‘ وكذلك الإنجازات التي حققها للشعب العراقي على مدى سبعة عقود ‘ هذا التأريخ الحافل بالأمجاد والذي هو ليس موضع اعتزاز وافتخار الشيوعيين العراقيين فحسب ‘ لا بل جميع الشعب العراقي وقواه الخيرة ‘ وتغيير أسم الحزب لا يعني مطلقاً التنصل من مهمة تمثيله ودفاعه عن مصالح الطبقة العاملة وعموم شغيلة اليد والفكر وتطلعه لبناء الاشتراكية ‘ فالذي يدافع عن تلك المصالح هو برنامج الحزب وسياساته وليس الاسم ‘إن مراجعة الحزب لوضعه وتأقلمه مع الواقع الجديد ‘ وأخذ المتغيرات الاجتماعية والسياسية ‘ السلبية منها والإيجابية بنظر الاعتبار‘ وتجديد نفسه على جميع المستويات ‘ البرنامج والاسم ‘ لا يدل أبداً على الانهزامية ‘ لا بل بالعكس يدل على الشجاعة والقوة واتقاد الذهن وعلى الإصرار للبقاء والنمو والتفكير العقلاني و الواقعي .
لقد أخذ الحزب الشيوعي العراقي بالحسبان ‘ التغيرات التي شهدتها مجتمعات المنطقة بشكل عام والمجتمع العراقي بشكل خاص ‘ وطبيعة المهام التي أفرزتها تلك المتغيرات على المستويات الاجتماعية والسياسية والردة الفكرية والثقافية التي شهدتها المنطقة والأصطفافات الطبقية والاجتماعية ‘ وكذلك التطورات الدولية وفشل التجربة السوفييتية في بناء الاشتراكية ‘ وانتفاء قيمة الكثيرمن المقولات والمفاهيم الفلسفية التي أصبحت في ذمة التأريخ ولم تعد تتلاءم مع العصر الحديث ‘ فبادر الحزب الشيوعي العراقي منذ المؤتمر الوطني الخامس إلى إعادة النظر في الكثير من تلك المفاهيم والأفكار ‘وأجرى جملة من التغييرات على برامجه وسياساته وعلى الهيكلية التنظيمية بما تتلاءم مع ظروفه الجديدة ‘ وكذلك أعاد النظر في علاقاته الدولية ومفاهيمه لتلك العلاقات وإعطاءه الأولوية للمصالح الوطنية العراقية ...الخ
وعن حق كان المؤتمر الخامس بداية التجديد ‘ تلته المؤتمرات الأخرى ( السادس والسابع ) في نفس المنحى نحو التجديد ‘ فأصبح أسم الحزب (الحزب الشيوعي ) في وادي وبرنامج الحزب في واديٍ آخر‘ فلم يعد الشكل يتطابق مع الجوهر‘ ليس هذا فقط ‘ لا بل هناك الكثير من الأمور الأخرى التي تضغط باتجاه الحاجة إلى تغيير أسم الحزب ‘ منها : ـ

ـ الشيوعية لم تعد من الأهداف في الأفق المنظور‘ خاصة وأن المجتمع العراقي يعيش في مرحلة وطنية ديمقراطية ‘ و الحزب يشخص طبيعة المرحلة من خلال برنامجه‘و أضيفت إلى مهمات الحزب مهمة أخرى هي التحررية بعد الاحتلال.
ـ بعد هذه المتغيرات الاجتماعية والسياسية والردة الثقافية والفكرية ‘ يكون أسم آخر للحزب ‘ أكثر تقبلاً في المجتمع العراقي من أسم الحزب الشيوعي ‘ ويعطي له مجالاً أوسع للتحرك في الوسط الجماهيري والدفاع عن مصالح عموم الكادحين ‘ خاصة أن الإسلام السياسي يأخذ من هذا الاسم سلاحاً في وسط الجماهير البسيطة لمحاربة الحزب ومحاولة عزله .
ـ ارتبطت أسماء الأحزاب الشيوعية بالأنظمة الاستبدادية التي حكمت أوربا الشرقية ( الدول الاشتراكية ) وكذلك بالأنظمة الدكتاتورية " الديمقراطية الثورية " التي كانت تدور في الفلك السوفييتي وتتلقى الدعم الكامل منها وهي تمارس أبشع الجرائم ضد شعوبها .
ـ أسم الحزب الشيوعي كان من الشروط الإلزامية التي كانت تفرضها الأممية الثالثة على الأحزاب للاعتراف بها وقبولها في صفوفها ‘ بغض النظر عن ظروف هذه الأحزاب ومجتمعاتها ومستوى تطورها .
ـ تغيير أسم الحزب يعطي له القدرة على توسيع قاعدته الاجتماعية ‘ وحظاً أوفر في لملمة صفوف التيار الديمقراطي واليساري لتقوية ثقله السياسي وتأثيره في أوضاع البلاد .
أن الحزب بتجديده البرنامجي والتنظيمي و تجديد أسمه ‘ سيبقى هو امتداد لذلك السجل النضالي التحرري و الطبقي و الديمقراطي ‘ والتجديد هو دعم لذلك الصرح العتيد وتخليداً له وإخلاصا للشهداء وأمجادهم وتأكيداً بأن الشيوعيين العراقيين ساْئرون و رافعون الراية ويواكبون التطور ‘ فليس هناك من يدعو إلى الانقطاع عن الماضي ‘ لكن لا يمكن أن يبقوا أسرى الماضي وذكرياته والاجترار منه ‘ إن الماضي بنضاله ‘ بإنجازاته ‘ بمعاركه ‘ ببطولاته ‘ هو ملك للشعب وللأجيال يستلهمون منه العزم والتصميم والدروس و العبر و يخلدون أبطاله .
فلا خوف على حزبٍ إذا تناغمت برامجه وسياساته مع واقع البلاد .