نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

الخميس 6/4/ 2006

 

أرشيف المقالات

 

 

7نيسان عام 1947كان يوم تأسيس
حزب نازي وفاشي اسمه البعث في العراق

 

د.اسماعيل حمد الجبوري

في مثل هذا اليوم تأسس كيان سياسي أو بالأحرى حزب جمع كل قيم النازية والفاشية والعنصرية وكل قاذورات العالم في منهجه وممارساته المعادية للأنسانية …حزب كان مولود عاق وشاذ اسمه حزب البعث العربي الاجرامي،وضم هذا الحزب بين صفوفه عتاة المجرمين والقتلة الساديين وابناء الشوارع والساقطين اخلاقيا واجتماعيا والمنبوذين من الاوساط الاجتماعية التي تربوا فيها ومن الفاشلين في حياتهم الدراسية والاجتماعية والاقتصادية وعاثوا في ارض الرافدين فسادا واجراما بحق شعبنا الأبي الذي يكن الحقد والكراهية لهذا الحزب من اليوم الاسود الذي تأسس فيه والى يوم سقوطه. فالبعث كان مدرسة فريدة من نوعها في العالم كانت هذه المدرسة تخرج اناس يحترفون مهنة القتل والاجرام والغدر والخيانة ولا ضمير ولا اخلاق لهم، خرجت هذه المدرسة الطاغية صدام حسين التكريتي والمجرم احمد البكر وعبدالوهاب الغريري وصالح السعدي وحردان التكريتي وناظم كزار وعلي كيمياوي والجزراوي وابو الثلج وبرزان ووطبان وحسين كامل وغيرهم من النفايات القذرة. وبعد ثورة تموز المجيدة انضم الى هذه المدرسة شرطة نوري السعيد وجنرالاته وابناء الاقطاعين الذين تضررت مصالحهم من الثورة.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التي تكللت بالنصر بسحق النازية الهتلرية والفاشية الايطالية على أيدي الجيش السوفيتي ودول التحالف الغربي وتحرير اوربا من هذا الطاعون الاسود التي صدرته لنا لاحقا بدل من تصدير قيم الديمقراطية وحقوق الانسان التي تمتعت بها شعوبهم واصبحنا ضحية الحرب الباردة. وفي هذه الحرب سجل الجيش الاحمر السوفيتي الملاحم البطولية في دك معاقل النازية في عقر دارها مما اكسب الافكار الشيوعية شعبية بالعالم وبدأت تنتشر بشكل سريع مما حدى بحكومات الدول الغربية لبذل مختلف امكانياتها وبكل الطرق للحد من هذ المد والنفوذ سواء عن بلدانها او في المناطق الحيوية والستراتيجية من العالم وبالذات منطقة الشرق الاوسط ومنها بالخصوص البلدان العربية الغنية بمصادر الطاقة من النفط والغاز واسواق مهمة لتصريف منتجاتها الصناعية ،وفي حينها بدأت الحرب الباردة مابين الكتلة السوفيتية السابقة من جهة والدول الغربية من جهة اخرى. ووجدت المخابرات الغربية البريطانية والفرنسية والامريكية ضالتها بالتيار القوماني العروبي وسلحته بأفكار وقيم النازية والفاشية
ودعمته بكل المساعدات المخابراتية والمالية واللوجستية لاجل التصدي للافكار الشيوعية التي بدأت تنتشر بشكل سريع وبالذات في العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان والاردن وكان هذا التيار القوماني العروبي ضعيفا لعدة عوامل ومنها لكون اكثر رموز هذا التيار من اصول تركية منها مستعربة ومنها لايجيد حتى اللغة العربية مثل ساطع الحصري وحتى المقبور عفلق والبيطار فهم من اصول غير عربية ولحد هذا اليوم مجهولة اصولهم.
وتأسس هذا الحزب اللقيط الذي اسمه حزب البعث في مخابر المخابرات الغربية ليكون السد المنيع امام المد الشيوعي وكان هناك تحالف خفي مابين التيار القوماني العروبي وبالذات البعثي منه مع المخابرات الغربية لتنفيذ هذه الستراتيجية وفعلا نفذت وبكل براعة وكفاءة مع اقرانه من الخونة حملة الفكر القوماني العروبي في اكثر الدول العربية .
وقام هذا التحالف بالتأمر على ثورة 14 تموز المجيدة بأنقلابهم الاسود في 8شباط وجاؤوا بقطارهم الامريكي المعروف والذي وصفه المجرم علي صالح السعدي امين سر قيادة عصابات البعث آنذاك وبدعم سافر من دكتاتور مصر جمال عبدالناصر والنظام السوري وقاموا بعمليات القتل والابادة لعشرات الآلاف من الشيوعين والديمقراطين اليسارين من الفلاحين والعمال والمثقفين والفقراء وبفتاوي وتحريض من رجل الدين محمد محسن الطباطبائي الحكيم وبدعم من شاه ايران ودول ومشايخ الخليج واستشهد الزعيم الخالد عيدالكريم قاسم وكوكبة لامعة من قيادة الحزب الشيوعي العراقي الشجعان ومنهم الشهيد سلام عادل والعبلي والحيدري والزعيم الطيار جلال الاوقاتي والعقيد وصفي طاهر والمهداوي وماجد محمد امين وغيرهم من الذين سطروا الملاحم البطولية بمقاومتهم لقوى الردة والخيانة، وفي وقتها قال المرحوم شاعر العرب محمد مهدي الجواهري في قصيدته عن البعث وكان في منفاه في براغ :
أحزب البعث ام بعث العبيدي بقايا الغرب في العهد الجديدي
وجاء البعث للسلطة مرة ثانية بصفقة بريطانية بأنقلاب قصر وتمت عملية الاستلام والتسليم للسلطة في اليوم المشؤوم في 17ـ30تموز عام 1968 وكان الغرض منه قطع الطريق امام اليسار الذي بات قاب قوسين لاستلام السلطة، وكان عدد البعثين من جماعة البكرـصدام لايتجاوزون 800مجرم بعثي وبقوا لمدة 15 يوم لم يعلنوا عن هويتهم البعثية خوفا من الشارع العراقي الذي كان يكن الحقد والكراهية لهم واستطاع البعث ان يسيطروا على العراق بالقتل والتآمر والاجرام وقاموا بأبادة كل الاحزاب والحركات اليسارية ومنهم بالذات الشيوعين وضرب الاحزاب الكردية وحتى ابادة الاحزاب الاسلامية والقضاء على كل مؤسسات المجتمع المدني وآبادوا الشعب الكردي واشعلوا الحروب الخارجية ضد ايران واحتلال الكويت وقتل الملايين وتوجها بالمذابح الدامية ضد انتفاضة اذار المجيدة عام 1991 ويشهد على ذلك اكثر من 300 مقبرة جماعية ولم يسلم منها حتى الاطفال والنساء والشيوخ وحتى الشجر وتشريد الملايين من الناس وقام البعث بسرقة اموال الشعب العراقي وتقدر الكثير من الاوساط ثروة صدام وعائلته والمقربين منه ب70ـ100مليار دولار مودعة في بنوك عالمية سرية وشركات وهمية وتستخدم اليوم لتمويل العمليات الأرهابية المسلحة لقتل العراقين واعاقة المسيرة الديمقراطية.
وبعد ان انتهى الدور التاريخي الدموي للبعث والذي رسم له ،قامت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وقوى التحالف الدولي الاخرى وبعد ان تطابقت هذه المرة مصالحها مع مصالح الشعب العراقي اسقطت النظام البعثي في يوم 9نيسان الاغر ومسح الامريكان بساطيل جنودهم وجنازير دباباتهم بالبعثين هذه المرة بعد ان جاؤا بهم بقطارهم للسلطة واصبح البعث وفكره في مزابل التاريخ. وما تبقى من فلولهم الهاربة من وجه العدالة تحولوا بقدرة قادر الى احزاب وتنظيمات ارهابية اسلامية مسلحة وتحت واجهات ومسميات مختلفة كالزرقاوي والخضراوي وجيش محمد وجيش عباس الديك وغيرها من الاسماء التي لا تنطلي إلا على الأغبياء مثلهم وتحت مظلة الاسلام يقومون بعمليات بشعة بقطع رءوس الضحايا من النساء والاطفال والشيوخ وانتهاك اعراض الناس وتخريب الاقتصاد والبنى التحتية للدولة العراقية تحت واجهة مقاومة المحتل.
فالبعثين كانوا وسيبقون خونة وعملاء ولايحق لهم مطلقا ان يتفوهوا بكلمة الوطنية فحزبهم شكل من قبل المخابرات الغربية ووصلوا بواسطتها للسلطة وازيحوا من السلطة بعد ان ادوا دورهم التأريخي بتخريب العراق.
ففي هذا اليوم الاسود ، يوم تأسيس البعث سينعل ويشتم العراقيون المقبور عفلق والبيطار والحوراني وكل الشلة من جواسيس وعملاء المخابرات الغربية والذي كانوا اداة لنقل هذا الطاعون الاسود من مخابر الغرب للفتك والدمار بشعبنا والذي اوصله الى هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه الان.
فكلمة البعث ستبقى لعنة وشتيمة لعشرات الاجيال في العراق وكما نراه اليوم في اوربا التي تحررت من مثل هذا الطاعون النازي قبل اكثر من 60 عاما تتذكر كل عام مآساتها بدموع وألم لما عانته من اهوال وجرائم النازية.وعندما تريد ان تشتم اوربيا وتوصمه بالفاشية فأن علامات الغضب والاهانه سترسم على وجهه ويعتبرها اكبر شتيمة بحقه.
فالبعث وفكره العفن اصبح في مزابل التاريخ ولكن الشعب العراقي سيبقى لأجيال يعاني من اثاره وجرائمه الفاشية البشعة التي ارتكبت بحق ابناءه.
فلا مكان بعد اليوم للبعث وفكره القوماني العروبي الفاشي الهدام في ارض الرافدين.
وسيبقى اسم البعث لعنة وشتيمة لقرون وقرون من الزمن.