| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                 الأربعاء 6/6/ 2012

     

سحب الثقة .... هل سيضع حدا لازمات البلد ؟!

كاظم فرج العقابي
Libra.1822@yahoo.com

وبزيادة تأزم العلاقة بين الاطراف الحاكمة , والتي افضت اخيرا الى ترويج موضوع سحب الثقة من رئيس الوزراء من قبل القائمة العراقية والكردستانية والتيار الصدري , تعمل دولة القانون بدون كلل للحيلوله دون تمكين هذه الاطراف من تحقيق هدفها بالحصول على (163) صوت في حالة طرح هذا الموضوع على البرلمان , لذا انصب توجهها على تفتيت الصفوف في محاوله لخلق توازنات مناسبة لها وخلق تصدعات داخل الكتليتين اعلاه والتيار الصدري , وتروج اعلاميا بان هناك اطرافا دولية واقليمية تقف وراء هذا المسعى – تركيا, السعودية وقطر ودوافعه سياسية وطائفية .

ان اصطفاف مقتدى مع العراقية والكردستانية والمطالبة بتنفيذ اتفاقية اربيل واحترام الالتزامات الاخرى , تجيب عليه دولة القانون بانها لا تلتزم بما يخالف الدستور وترى ان عقد المؤتمر الوطني هو الطريق والقناة المناسبة التي عبرها يمكن حل الاشكالات والاختلافات , لكن ومنذ خمسة اشهر والمؤتمر الوطني لم ير النور ولم يظهر الى الوجود بسبب عدم توفر النوايا الحسنة والجدية والاختلاف على جدول العمل , وٍِتحُمل الاطراف المذكورة المالكي مسؤولية ذلك .

وتظهر الايام بان المالكي لم يعد مكترثا لما يمر به البلد من ازمات قاتلة , ويسعى الى التشبث بمواقفة وتعنته مستقويا بالجيش والشرطة والاجهزة الامنية والعشائر وزياراته الاخيرة لبعض المحافظات وعقد اجتماعات كابينته الوزارية فيها تزامنت مع اشتداد المطالبة بسحب الثقة عنه كمحاولة لاستمالة هذه المحافظات اليه وتلبيته لبعض مطاليبها مثل عودة الضباط البعثيين في الموصل الى الخدمة, والسماح بحيازة الاسلحة , ولا يتردد في اثارة النعرات الطائفية والتشهير بالسيد مقتدى وادعائه بانه يسبب في اضعاف الطائفة الشيعية ووصفه للخائن لها (هذا ما يدور بين انصاره) . ان الاعتداد والغرور واللعب على مزاج الجماهير البسيطة والسعي لاثارة الفتن داخل الكتل السياسية وسعيه الحثيث لشق صفوف التيار الصدري , كلها ممارسات محسوسة وملموسة لتؤكد تجبره واستئثاره بالسلطة والتحكم بها .

ان الاصطفاف الذي ضم العراقية الكردستانية والتيار الصدري سببه المصالح الفئوية والحزبية , فوجود مقتدى ضمن هذه التشكيلة هو لتسخيرها وتوظيفها كقوة ضاغطة من اجل تحقيق ما يصبو اليه لتعزيز مكانة التيار والحصول على الموقع الاول في الحكومة . وتسعى الكتلتين العراقية والكردستانية للاستفادة من نفوذ التيار الصدري ووضعه في الصدارة كقوة ضاغطة على المالكي من اجل تنحيته . فالصراع الدائر اليوم لا يمت بصلة لا من بعيد ولا من قريب بمصلحة البلد فكل طرف فيها يسعى الى(حيازة النار لكرصته ) كما يقول المثل الشعبي . ان اغلبية الشعب تعاني اليوم من الفقر والبطالة والفساد المالي والاداري وقلة الخدمات والجهل والامية والاموال تهدر دون نتائج ملموسة .

واخيرا خرج علينا مقتدى بفكرة (الاستفتاء) بخصوص سحب الثقة من المالكي من عدمها ودعا الى مشاركة منظمات المجتمع المدني والى تشكيل مفوضية حيادية وتعيين مراقبين وتوفير مستلزمات نزاهتها . ان هذه الفكرة تبدو غير دستورية وانتهاكا لصلاحيات مجلس النواب صاحب العلاقة وهي غير عملية وكان حري به ان يدعو الى انتخابات مبكرة كونها الحل الدستوري الديمقراطي للخروج من هذه الازمة وتوفير كافة مستلزماتها الديمقراطية (قانون انتخابات ديمقراطي ,قانون ديقراطي ينظم الحياة الحزبية , مفوضية حيادية , وتعداد سكاني) ان العمل بصيغة الاستفتاء تعني ان الازمات التي يعاني منها البلد مرتبطة بشخص وليس بطبيعة النظام القائم على اساس المحاصصة , فالذهاب الى انتخابات مبكرة هو الطريق المفضي دستوريا وديمقراطيا للخروج من هذه الازمة ومهما تكن نتائجها اللاحقة من شانها ان تفتت وتقلص الفجوة الطائفية والاثنية التي يعاني منها البلد وستضع البلاد على طريق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
 


4/6/2.12
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات