| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 7/9/ 2008

 

كهرباء يا محسنين....!!!

جواد كاظم إسماعيل

حينما تتوفر الفرصة لأي مواطن عراقي بالسفر خارج البلاد فقد يجد هذا المواطن هناك فوارق كبيرة بين وطنه وبين الوطن القاصد أليه بل ربما يصاب بالصدمة نتيجة الفوارق الجمة التي يلمسها منذ أن تطأ قدمه أول مدينة لهذا البلد فأنه لايجد أحزاب بعدد أحزاب وطنه ولايجد مفردة أسمها الطائفية أو المحاصصة ولا يجد هجرة ومهجرين لا هجرة داخلية ولا هجرة خارجية ولا يجد شوارع  موزعة بالكونكريت والأسلاك الشائكة كما لا يجد سيطرات مكثفة داخلية أو خارجية ولا مظاهر مسلحة ولا ميليشيات ولا ولا ولا ، بل يجد النظافة والنظام والقانون والخدمات المميزة ومن أبرزها خدمة الكهرباء هذه الخدمة التي غابت عن العراقيين عقود من الزمن بسبب السياسات الهوجاء التي أنتهجها النظام المقبور هذه السياسات التي فتت من عضد الشعب وأنهكت قواه وبسببها تدهورت الخدمات ومن أهمها خدمة الكهرباء هذه الخدمة التي أصبحت حكاية الأمس واليوم والقصة الجديدة القديمة فقد حيكت حولها في زمن النظام البائد قصص كثيرة منها أن النظام كان يسربها في نهري دجلة والفرات ومنها أنه كان يتبرع بها لدول الجوار ومنها أنه كان يتعمد بحجبها عن الشعب لأنه يتلذذ بعقوبتهم .

وهكذا مضت الأيام والسنون والشعب يتلوى وجعا وحسرة على نعمة الكهرباء لكن هذا كان في زمن نظام دكتاتوري فبماذا نفسر غياب هذه النعمة في هذا الزمن الذي يعرف بالزمن الديمقراطي...؟؟ أيضا أختلق هذا النظام ذريعة وفرية أخرى هي الإرهاب والمخربين ومنذ سقوط صنم بغداد وحتى الساعة هذه الذريعة تتكرر على لسان المسئولين عن قطاع الكهرباء رغم أن المدة التي أعقبت السقوط تجاوزت الخمس سنوات الأ أن الكهرباء (مكانك راوح) .

لكن تبقى قضية الكهرباء الشغل الشاغل لدى الشعب المسكين الذي لايعرف كيف ينزل للشارع ويتظاهر ويطالب بهذه الخدمة

التي بانعدامها راح الكثير من أحباءه هذا الشعب الذي لا يعرف أن يتظاهر للمطالبة بحقوقه المشروعة بل أنه سريع أن يخرج إلى الشارع وسط هذا الحر اللاهب ويهتف للحزب الذي دعاه للمظاهرة لمجرد أن أجرة نقله كانت على حساب الحزب وهناك فئات من بينهم تريد أن تتقرب زلفى لمسئول هذا الحزب الذي دعاهم للتظاهر .
المشكلة أننا لا نعرف كيف نشخص الداء ولانعرف نحدد الدواء فأخذ السياسي يلعب بنا كما الكرة والعمر يجري ونحن غافلون لا نعرف ما الذي يجري.....!!!

فمعقولة بلد مثل العراق غني بناسه وثرواته يكون حاله أسوء حال في العالم حتى أصبح أمثولة للقاصي والداني بلد مبعثر ممزق بلد فيه المستقبل مجهول وأظلم .

بلد يعاني شعبه من الحرمان والفقر والفاقة بلد لا يوجد فيه لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات أساسية أخرى .

فحينما نريد أن نجري مقارنة بسيطة بين العراق وبين أضعف بلد مجاور له اقتصاديا وبشريا مثل الأردن فأننا نجد أن هذا البلد قد قطع شوطا كبيرا في التقدم التكنولوجي والتقني وفي مجال الخدمات.... لقد زرت هذا البلد منذ مدة قصيرة من الزمن وتعرفت على الواقع الذي يعيشه المواطن الأردني بشكل مباشر وميداني وحينها تحسرت على أبناء شعبي المساكين الذين لا يعرفون من الحياة سوى:( الهوسات , والهتاف , والردح ) حتى لو كانت درجة الحرارة قد تجاوزت الخمسين بالمائة .

أتذكر وأنا متواجد في الأردن اتصلت بي زوجتي تطمئن على حالي وبعد أن أطمأنت سألتها عن حالها وحال الأطفال فقالت لي  :

نحن نعاني من انعدام الكهرباء وبسبب غيابها هاجمنا البعوض ....وهنا حاولت أن أكتم ما أنا فيه من نعيم بسبب توفر خدمة الكهرباء المستمرة أن ألتحف باللحاف وأطلب المزيد من البطانيات ( لأن السبلت يعمل على مدار الساعة) لماذا يحصل بنا هذا..؟

وعند عودتي من الأردن فوجئت بالجو المرعب بحرارته والرطوبة العالية التي خنقت تنفس الكثير من الناس وأنا من بينهم .

لقد مرت أيام تشبه نار جهنم وهي لا زالت مستمرة ...!! وكل هذا يجري بحال أبناء الرافدين ووزارة الكهرباء تتفرج .

فمتى يشعر وزيرها بالمسؤولية ويستقيل من منصبة....؟؟

متى تستحي الوزارة وتكف عن تصريحاتها الكاذبة والمتناقضة....؟؟

أنا واثق أن حال الكهرباء لن ولم يستصلح ما دام الوزير لا يسحتي وما دامت الحكومة لا تعبأ بحال الناس وتحاسب الوزير .

لكنني هنا أنصح الحكومة بأن تستقرض كمية من الكهرباء من الاردن الشقيق وتجعلنا ننعم بهذه الخدمة أو تعمل مقايضة معه تعطيه النفط ويعطيها الكهرباء .

ليس عيبا أن تستجدوا لشعبكم الخدمة أفعلوها قبل أن تضيع من أيديكم مثلما ضاع منكم الماء في المخازن التركية التي تطمع بنفطكم وأصبح الرافدين والأهوار صحاري قاحلة لأنكم لا تستحون ولا تشعرون بالمسؤولية تجاه شعبكم الذي سرق منه صدام أجمل أيام حياته المنهوبة دوما...!!!

فمتى تشعرون ومتى تلتفتوا إلى قول الرسول الأكرم (ص)( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)

وقول الأمام علي (ع) حب لأخيك ما تحب لنفسك

فمثلما أنت منعم بالكهرباء أيها المسئول أستجدي لهذا الشعب شيء من نعمة الكهرباء وليس عيبا من أن تمد يدك وتطلب لشعبك ... وكهرباء يا محسنين ...؟؟؟

فنحن منذ عقود طلبناها لكن دون جدوى فعسى على أيديكم يبزغ النور....؟؟

 

free web counter

 

أرشيف المقالات