| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 7/2/ 2011

 

الثامن من شباط الأسود وصمة عار على جبين أزلامه

د.هادى مهدى

ذاكرة الشعوب حية ... لن تنسى جلاديها ... كما لا تنسى شهداءها... قبل أكثر من أربعة عقود اغتالت قوى الظلام ثورة الرابع عشر من تموز ... هذه الثورة التى بدأت بتحقيق طموحات الجماهير الواسعة فى حياة كريمة ,لم تنج من حقد الأمبرياليين وأذنابهم , تمكنت عصابات البعث الفاشى وأعوانهم من وقف عجلة الثورة ... سقط الشهداء بالالاف , وروت دماؤهم الزكية أرض الوطن ... حمامات الدم التى أقامها العفالقة الفاشيون لم تقتل حلم الجماهير ... لئن اغتيلت ثورة تموز لكن الجماهير ما زالت تحلم بوطن حر وشعب سعيد .

فى ذكرى شباط الأسود ننحنى أجلالا وأكبارا لشهداء الحزب والشعب . الجواهرى الكبير خلد بطولة الشيوعيين العراقيين بقصيدة نظمها فى براغ عام 1963وفى المقدمة منهم سكرتير الحزب الشهيد سلام عادل ورفاقه الأخرون الذين صمدوا ببسالة تحت التعذيب والموت الرهيب ابان الحكم البعثى فى العراق .

القصيدة نشرت لأول مرة فى ديوان بريد الغربة الذى طبع فى براغ سنة 1965. عنوان القصيدة سلاما ... الى أطياف الشهداء الخالدين , وهذه مقاطع منها :

سلاما وفى يقظتى والمنام وفى كل ساع , وفى كل عام
تهادى طيوف الهداة الضخام
تطايح هاما على أثر هام
سلاما وماانفك وقد الضرام
من الدم يشخص حيا أمامى
سلاما وفى كل ما أستعيد من الذكريات وما أستفيد
من العبر الموحيات الدوامى
أحس دبيا له فى عظامى
سلاما ومنذ العصور الخوالى مذ اخضر حقل بسمر الغلال
ومذ حكمت سادة بالموالى
تنسمت الأرض ريح النضال
زهت بالشريد رؤوس الجبال
وتاه الثرى بالدماء الغوالى
ودقت مسامير خجلى عطاشى بكف (المسيح ) فطارت رشاشا
بقايا دم للعصور التوالى
تخضب بالمجد هام الرجال
سلاما ودوى صراع عنيد به السادة استبسلت والعبيد
سلاما وراحت تصب القيود
ويحمر فرط الحياء الحديد
وتفرى لتغدو سياطا جلود
ويطرق فى الغاب خزيان عود
تحث المشانق منه اعتسافا تدلى عليهن هيفا لطافا
من الصيد فى كل صبح قدود
بهن من الفجر يخزى عمود
سلاما وألقى النضال الرحالا بأرض بها الدم يسقى الرمالا
بحيث تجد الرياح انتقالا
تهز الجنوب وتذكى الشمالا
وحيث تحب الحياة الجدالا
يصارع فيها الحقيق الخيالا
سلاما ومن دجلة والفرات ومن حفر لصق دور السراة
ومن رحم الأزم المعسرات
ومن حبك العقد الموغرات
تحدر فى حقب خيرات
مغاوير فى شية مزدراة
كماة يخيفون موتا يخيف وراحت عليهم تلاقى الصفوف
وعادت تنصب كالنيرات
شموخا جباه الحفاة العراة
سلاما مصابيح تلك الفلاة وجمرة رملتها المصطلاة
سلاما على الفكرة المجتلاة
على صفوة الزمر المبتلاة
ولاة النضال, حتوف الولاة
سلاما على المؤمنين الغلاة
سلاما على صامد لايطال تعلم كيف تموت الرجال
سلاما على الميتة المفتلاة
على صهوة الخطر المعتلاة
سلاما وما أنا راع ذماما أذا لم أسلم عليكم لماما
سلاما ضريح يشيع السلاما
يعانق فيه ( جمال ) ( سلاما)
سلاما أحبة شعب نيا مى
ألى أن يؤذن شعب قياما
سلاما حماة الغد الهادر مفاتيح مستقبل زاهر
سلاما على المعدن النادر
تأبى على عصرة العاصر
على ترة فى يدى واتر
ويشمخ كالقائد الظافر
سلاما على جاعلين الحتوف ممر المواكب جسر الزحوف
سلاما على حاقد ثائر
على لاحب من دم سائر
سلاما حماة النضال العنيد أمن جلمد أنتم أم حديد
أأقوى من الموت قاب الوصيد ؟
وأعنف من مفرغات القيود !
أغير الجلود لكم من جلود
تصارع هول العذاب الشديد ؟
أجنتكم أن تصالوا سعيرا وأن لا تبيعوا لوغد ضميرا
ومن ذلك حز الوريد
سلاما شراة الردى بالخلود
سلاما وعنت جباه قطوف وأفرغ فيها الرصاص العريف
وغنت نشيد الحياة الحتوف
وراحت تعيد النشيد الصفوف
سلاما وهيمن ليل مخيف
لأجنخة الوعى فيه رفيف
حماة الحمى والليالى تعود وخلف الشتاء ربيع جديد
سيورق غصن ويخضر عود
ويستنهض الجيل منكم عميد
سيقدمه رائد أذ يرود
ويخلف فيه أباه( سعيد )
و( سافرة ) سترب النسورا توفى ( أبا العيس ) فيهم نذورا
حماة الحمى رب وعد وعيد
سيردى الردى , وسيبقى الشهيد

سلاما وماظل نجم يلوح وما ساقطت ورق الدوح ريح
ستبقى روؤس ضخام تطيح
ويبقى يجر الجريح الجريح
وسوف يظل يدوى طموح
لفجر يلوح وديك يصيح


لم نحرك أبيات القصيدة اعتمادا على فطنة القراء الكرام


07.02.2011

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات